رقية السالمي - الشجاعة والبطولة والإقدام والمروءة وكل المواقف الجسورة.. لا تتوافر لدى كل القادة.. عسكريين أو مدنيين، وإنما لدى قلة قليلة شاء الله لها أن تجمع الحزم والجرأة والبطولة والمروءة والمرونة أي معظم المقومات الايجابية الفاصلة التي تظهر عند اشتداد المحن واللحظات الفاصلة..
من مِنَّا لم يعرف أو يسمع عن العميد الركن محمد عبدالله الصوملي قائد لواء 25 ميكا الكائن شرق زنجبار بمحافظة أبين الذي وُصف بأنه صاحب الصمود الاسطوري والاستبسال الصارم من أقلام معظمها معارضة.. في وجه العصابات المسلحة الشديدة التنظيم.. حينما هربت قيادات من أبين إلى عدن فيما عُرف بموسم الهجرة إلى عدن.
رغم شراسة الهجوم الكاسح ومحاصرته، ومطالبته بالاستسلام، لكنه أبى حتى رغم المغريات، ودافع ببسالة غير مسبوقة ونفخ روح البطولة والشموخ والاباء والاستماتة في ضباطه وجنوده الذين سجلوا معه ما يمكن اعتباره مأثرةً عسكرية.. ستبقى طويلاً في الأذهان مما يجعلنا نتذكر تلك المقولة: «إن الإنسان العظيم هو الذي يشعر الجميع الذين هم في حضرته أنهم عظماء»..
ارتفع صيته وذاعت شهرته في الداخل والخارج وتواصل صموده، وبقية الوحدات التي دخلت الخط بعد أن قص لها الشريط ولم يفت في عضِده شناعة الهجوم المرعب لتشويهه وشتمه من منابر المساجد، وقوة الشائعات المغرضة، بل زادهُ ذلك قوة وإيماناً للمضي في درب الحفاظ على هيبة الدولة وشرف الجندية، وكرامة الجيش كقوة سيادية من خلال إلحاق الخسائر الفادحة بالعصابات المسلحة، ومساهمته الفاعلة، هو ومن معه في ايقاف زحفهم إلى عدن وكذا تشجيع القادة العسكريين الآخرين لكسر حاجز الخوف والولوج إلى ميادين معارك التصدي لهجمات الإرهابيين..
كلمة حق وإنصاف وإن كانت متأخرة في حق هذا القائد وأمثاله من الشرفاء القابضين على جمر الوطن، ومفردات البطولة والشهامة والفداء.
|