عبدالله الصعفاني -
في مطلع عام جديد ماذا عسى النخب السياسية والثقافية والإعلامية أن تقدم للمواطن..؟
مع الأسف أن المواطن البسيط الذي دفع من دمه وعرقه وأحلامه لأن تتعلم النخب وتترقى وتتكسب لم يجد شيئاً من الفواتير المستحقة على هؤلاء انتصاراً للحوار الأخلاقي واحترام للغة العقل..
۹ هذه النخب امتلكت المال حلالاً وحراماً فلم تقدم من الزكاة أو الضرائب أو العون التقديري ما يساعد حياة البسطاء على الاستمرار في الحياة الأدنى من العيش الكريم خوفاً من الله ومراعاة لعباده..
۹ وهذه النخب امتلكت أيضاً المعرفة والعلم وصار بعضها يمرر وهو يتحدث العربية مفردات مختارة من اللغة الأجنبية الأشهر لكنها بخلت على الناس حتى بالكلمة الطيبة ولو نزولاً عند قول المتنبي «لا خيل عندك تهديها ولا مال.. فاليسعد النطق إن لم يسعد الحال»..
۹ أمّا الأدهى والأشد مرارة أن كثيراً من هؤلاء يمارسون السخاء بنوعه السلبي بل والحارق الدامي رغم معرفتهم بحسنة القول إذا لم تستطع أن تنفع أو تشفع فعلى الأقل تجنب إدمان تصدير الأضرار لمن حولك من أهل وجيران وأبناء وطن تشترك معهم في هوائه وتحتكر لنفسك خيراته لنبقى صغاراً في كل شيء.
۹ لقد أسدل المجتمع الستار على عام كان الأشد قسوة في تاريخ اليمن الحديث ولاتزال المخاوف قائمة من أن لايسارع الجميع للإمساك بقيم مستقبلية يلقون فيها القبض على الأضواء الهاربة في نهاية النفق..
۹ إحتراق سياسي وإعلامي وقبلي وعسكري وسط دعوات خجولة للتوفيق بين القيم الثورية التطويرية الهادفة للتغيير وبين المحافظة على ما تحقق من انجازات.
۹ والأكثر بؤساً أن عالماً أو مثقفاً لم يجعل في وارد برامجه الكلامية أن يناقش مع الناس كيف يعيشون وكيف يواجهون ضغوط الحياة.. كيف يواجهون الديون وكيف يدخرون ويواجهون الطوارئ..
۹ حياتنا كلها احتراق وتوتر وسط غياب سلطة القانون وحتى لغة الأخلاق..!