الميثاق نت - علي عمر الصيعري

الجمعة, 13-يناير-2012
علي عمر الصيعري -
إذا أراد أحدكم أن يسبر أغوار أي مغامر أو انقلابي أو مشبوه، فلينظر إلى ردود أفعالهم التي تفضحها حدة خطاباتهم أو تصريحاتهم أو بياناتهم التي يوجهونها للآخر في محاولة درء تهمة الخيانة والخروج على النظام والقانون عن أنفسهم، ليكتشف بكل بساطة عمق المأزق الذي تورط فيه هؤلاء، ومحاولة التضليل على الرأي العام المحلي والخارجي.
ففي أمس الأول طلع علينا المنشق علي محسن ببيان ادعى فيه أن فخامة الأخ رئيس الجمهورية يحاول الالتفاف على المبادرة الخليجية واتفاق التسوية لعقده اجتماعا للجنة الأمنية العليا، التي وصفها بيان هذا الانقلابي بـ”انه لم يعد لها صفة قانونية، وأن هذا الاجتماع مجرد مسرحية هزلية مفلسة”..
ولم يخلُ بيانه من شتائم لا يليق بضابط في الجيش توجيهها لقائده الأعلى، مثل “مفلس حقيقي” و”هستيري في مرحلته الأخيرة” و”التصرف الأخرق” وغيرها من الألفاظ ، في الوقت الذي يعلم فيه هذا الانقلابي أن اللجنة الأمنية العليا قائمة منذ أمد بموجب الشرعية الدستورية ولها لجان قائمة في كل محافظات الجمهورية وأنها تختلف في اختصاصها عن اللجنة العسكرية الأمنية المحدد مهمتها في تنفيذ ما تضمنته آلية المبادرة الخليجية.
هذه الحدة وتلك الهستيرية الطوباوية جاءت كرد فعل من قبل هذا الانقلابي للتغطية على ما يدور حالياً من حركة احتجاجية تجتاح فرقته المدرعة الأولى قام بها أفراد هذه الفرقة وجوبهت بقمع من قبل الموالين له مما أدى إلى اشتباكات لا تزال تدور إلى هذه اللحظة وأسفرت عن مقتل وجرح العديد من المحتجين والموالين للمنشق، بعد فشل الوساطة الكهنوتية التي قام بها الزنداني وبعض العلماء أمثال الديلمي والحزمي ودحابه وغيرهم لإرجاع المنتفضين من الفرقة المدرعة إلى قبضة هذا الثعبان الذي أحكم قبضته على قيادة هذه الفرقة المدرعة لثلاثين عاماً دون منازع، وكان المطلب الذي لا يزال يتمسك به المحتجون هو إقالته وتصحيح أوضاع الفرقة المنشقة وإعادة الاعتبار للضباط والأفراد الذين سلبهم حقوقهم وهمشهم وتحديدا منذ أن أعلن انشقاقه عن الجيش في مارس من العام الماضي.
كما إن ردة فعل المغامر حميد الأحمر على تحريك النيابة لملف حادث “النهدين” الغادر وما تفوه به من شتائم وكيل اتهامات للأخ الرئيس، في تصريح صحفي له أواخر الأسبوع الماضي، هي الأخرى جاءت معبرة عن الهلع والرعب من نتائج ما ستكشف عنه تقارير النيابة العامة في القريب العاجل والتي يتوجس خيفة منها.. وقادمات الأيام ستكشف حقيقة هؤلاء.. وسيعلمون أي منقلب ينقلبون.
قال الشاعر العربي:
ألم ترَ أن الحق تلقاه أبلجا
وأنك تلقى باطل القول لجلج
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-24683.htm