محمد أنعم -
نعم.. الشعب اليمني ضاق.. قلتم بعد المبادرة.. انتظرنا.. ومضى شهران ولا جديد يابن عمر.. تم التوقيع.. وتشكلت الحكومة.. وانتظرنا أن تزهر القلوب بالمحبة والتسامح وان يغادر المشترك متاريس الخناق الى احضان العناق..
لا جديد سوى المزيد من الضحايا.. المزيد من نزيف الدماء.. المزيد من الشموع.. المزيد من الأيتام..
يا سيد جمال بن عمر.. الشعب يريد شموعاً..
الشعب... جفت مآقي أبنائه على الضحايا الذين يصطادهم القتلة كأنهم أرانب برية.. زُرْ الحصبة بثياب يمنية وستجد الموت أمامك وجهاً لوجه..
عام مضى والشعب يعيش الظلام.. محاصر يطوقه الإرهابيون من كل الاتجاهات الأربعة، لا مفر أمامه إلا المقابر..
اتقوا الله في شعب يُذبح بهذه الوحشية..
مياه قُطعت.. وكهرباء عُطلت.. ومدارس أُغلقت.. وأغذية انعدمت وأدوية أُتلفت.. ومستشفيات خُربت.. ماذا تبقى يا سيدي..
الشعب يريد شموعاً..!!
طالبوا بتوقيع الرئيس فتم ذلك.. طالبوا برئاسة الحكومة فكان لهم ذلك..
اشترطوا عدم أداء اليمين أمام الرئيس فكان لهم ذلك.. اختاروا الوزارات التي ظلوا يزايدون عليها.. فتم لهم ذلك..
ونُفذت لهم كل المطالب بصورة لامثيل لها في العالم..
اليوم.. لا شيء تغير.. غادرتم صنعاء أم لم تغادروها.. المتاريس والمليشيات مازالت في أماكنها.. ويبدو أنها مُنحت إقامة دائمة..
يا سيدي.. لا تسمحوا باستعباد الشعب اليمني..
هل يُعقل أن (25) مليون مواطن يعيشون رقيقاً لأسرة أولاد الأحمر الذين يعيثون فساداً في الأرض.. ولا تتحركون وتقولون لهم كفى..
إن لم تقولوا ذلك.. فلا فرق بين مجلس الأمن ومتاريس أولاد الاحمر..
الشعب يريد كهرباء.. هل يستطيع مجلس الأمن أن يفعلها.. أو يستصدر لنا قراراً أممياً يمنح الشعب اليمني شموعاً..
الشعب يريد ماء.. الأطفال يريدون حليباً.. المرضى يريدون دواءً.. فهل أنتم قادرون على إنقاذ الشعب اليمني..؟!
الشعب تعب رصداً لتحركاتكم ولقاءاتكم مع أولاد الأحمر وعلي محسن وقيادات المشترك.. فكروا مرة واحدة وزوروا بيتاً من بيوت أبناء الشعب ستجدون المأساة كلها هناك تنتظركم.. لا كهرباء.. لا ماء.. لا قوت.. لا عمل.. وعزرائيل يطوقهم من كل الاتجاهات.. لِمَ كل هذه الإبادة..؟
الشعب لا يطالبهم من أين تلك الأموال التي اكتسبوها ويقتلونه بها.. ولكن الشعب يريد أبسط مقومات الحياة الآدمية..
الشعب بعد هذا الحال المزري لن يسلم عنقه الى القتلة.. وقد يخلط كل الأوراق في سبيل استعادة حقوقه التي أضاعتها مواعيد المبادرة.. وجعلت أسرة واحدة تتحكم بمصير شعب اليمن المنكوب.
[email protected]