الإثنين, 23-يناير-2012
عبدالناصر المملوح -
عندما تطالعك وسائل اعلام حزب الاصلاح واللواء المنشق علي محسن وتحتفي بخبر مفبرك أو حتى حقيقة عن امتلاك قائد الحرس الجمهوري العميد الركن احمد علي عبدالله صالح «فلة» في باريس أو في أي ضاحية من العالم الغني، فهذا معناه ان سجل العميد ليس فيه من الفساد مايشبع «جوع» هؤلاء ويغنيهم من التنقيب في باريس او لندن.
ولو انهم مثلاً وجدوا من ملفات الفساد داخل المؤسسة العسكرية والحرس الجمهوري والقوات الخاصة أو حتى داخل أي مصلحة حكومية ما يلبي شغفهم ونهمهم في التشهير بالعميد لما احتاجوا حتى لنشر خبر امتلاكه «فلة» في باريس ناهيك عن التهليل والتكبير بالخبر.
الفساد والفاسدون قضية مزعجة ومن أسوأ أنواعها من يدعي الطهارة ويجعل من نفسه المنقذ للبلاد والعباد من آفة الفساد، هذا النوع طبعاً أخطر وأكثر ضرراً على الوطن، ويدرج تحت هذا النوع أولئك الذين اسرفوا فساداً واليوم يسرفون في الحديث عن دورهم «المزعوم» في مكافحة الفساد.
كم من الاموال والعقارات يملكها هؤلاء في الخارج أما في الداخل يكون السؤال : كم هي العقارات والشركات التي لايملكونها.
اللواء علي محسن الاحمر مثلاً هو في الذاكرة الشعبية والرسمية والعسكرية معلماً بارزاً للفساد.
الشيخ حميد الاحمر هو الآخر لم يكن قبل عقدين أكثر من شاب مراهق (.....)، وخلال بضعة أعوام اصبحت ممتلكاته امبراطورية «تزبط وتنطح» تقرب من الــ(200) شركة ووكالة غطت كل القطاعات النفطية والمصرفية والاتصالات وصولاً الى الايسكريم، وله من الاراضي الشاسعة مايمكن ان يبنى عليها دولة ذات سيادة وله من المدن السكنية في معظم محافظات الجمهورية ما يكفي لتسكين كل المشردين وساكني الارصفة، وله العديد من القصور في أهم العواصم والمدن الخليجية والعربية، وما خفي كان أعظم، اللهم لاحسد، كل هذا فقط لأنه نجل رئيس مجلس النواب الأسبق فقيد الوطن الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر «رحمة الله تغشاه»، فماذا لو أنه نجل الرئيس وقائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.
وبعيداً عن المال والأعمال والفساد والافساد الشيخ حميد قال ان حرب الحصبة واستهداف بيت الشيخ اعطى مبرراً لأن يحدث ما حدث في دار الرئاسة في اشارة الى استهداف الرئيس وكبار قادة الدولة اثناء أدائهم صلاة الجمعة داخل مسجد دار الرئاسة، والحال.. ماذا لو ان حميد هو نجل الرئيس وقائد أكبر قوة عسكرية في البلد وان والده وكبار معاونيه هم من تعرضوا لمثل هذا الحادث الاجرامي، ماذا كان سيفعل؟! هل كان سيتورع في اشعال حرب أهلية لاتبقي ولاتذر أم كان سيتحلى بروح المسئولية وضبط النفس الذي تحلى بهما العميد الركن احمد علي عبدالله صالح والذي جعل مستشار الرئيس الامريكي اثناء زيارته لليمن يصر على مقابلته لمدة خمس دقائق شكره خلالها أنه لم يشعل حرباً انتقامياً لوالده.


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-24845.htm