يحيى علي نوري -
يدرك الانقلابيون أنهم فشلوا من تحقيق حلمهم ومنذ وقت مبكر على بدء الأزمة.. وكلنا نعلم أن من يقودهم هو المنشق علي محسن قد سعوا جاهدين للوصول الى انقلاب عسكري بكافة الطرق والسبل الا أن حلمهم هذا لم يجد من يتفاعل معه بالصورة اللازمة خاصة من قبل المؤسسة العسكرية ومختلف فروعها وأسلحتها.
حيث حرص الانقلابيون على إصدار البيان رقم (1) عقب فعلتهم وجريمتهم في جمعة الكرامة، وكان هذا الرقم لهذا البيان دلالة ورسالة يعني الدعوة غير المباشرة لمنتسبي المؤسسة العسكرية الى الانضمام الى صفوفهم وتصوير الامر لهم أن الانقلاب العسكري قادم لا محالة.
ولعل الانقلابيين قد تأثروا تماماً بالبيان رقم (1) الذي أصدره المجلس العسكري للقوات المسلحة المصرية الا انهم صدموا بالعديد من العوامل والمعطيات التي تؤكد الاختلاف الجذري بين الحالة المصرية واليمنية، ولذا لم يكن من المفاجئ ان نجدهم يعودون - اي الانقلابيين- الى ادراجهم بعد ان تبين لهم أن بيانهم لم يجلب لهم سوى المزيد من الاستهجان والاستخفاف بالتجربة الديمقراطية اليمنية وبأحلام وتطلعات الشباب اليمني وكذا عدم اهتمام ومبالاة مدخلات المؤسسة العسكرية اليمنية.
وكل ذلك أحدث ما أحدثه من تخبط كبير لدى الانقلابيين الذين لم يجدوا لأنفسهم مجالاً للتحرك سوى الاتجاه نحو عمل العصابات والاستغلال الرخيص لمن انجر معهم في تحولهم الى عصابات لقطع الطرق وحرمان المواطنين من الخدمات وخاصة خدمات البنزين والغاز وكذا احداث المزيد من القلاقل الامنية..
ولا ريب أن كل ذلك لم يؤدِ الى الهدف المنشود، فقد حرص فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام على مواجهة الانقلابيين والهالة الاعلامية التي يتمتعون بها من خلال اعتماد اسلوب موضوعي ومنطقي كفيل بكشف الحقائق وتعرية الاهداف والمآرب التي يحاول هؤلاء بلوغها على حساب القضية الوطنية ومصادرتهم لها لخدمة أجندة حزبية ضيقة.
كما أن الانقلابيين ووفقاً لهذه المعطيات قد تعززت لديهم من يوم لآخر حقيقة أنهم يذهبون بأجندتهم الى آفاق اكثر رفضاً لقبولها سواءً كان ذلك على الصعيد المحلي أو الاقليمي او الدولي.
الا أنهم بالرغم من ذلك ومع اتساع رقعة فشلهم على الصعيد السياسي والعسكري نجدهم يعودون بحالة من اللاوعي الى إعادة سيناريوهم التآمري من خلال الاستغلال الرخيص للارهاب بالرغم ان الحقائق الدامغة تؤكد للعالم أجمع أن ممارساتهم تمثل عامل دعم للنشاط الارهابي وهو ما تؤكده العديد من المعطيات.
ومع عودة لغة الاتهام للانقلابيين للنظام بأنه من يدعم هذه الجماعات المتطرفة كان الرد الشعبي حاسماً ورافضاً لهذا الاتهام بل واعتباره مجرد شعار يتستر من وراءه أهداف ومآرب الانقلابيين الساعين الى فرض هيمنتهم على مختلف التراب اليمني، وهي هجينة أدركها المواطنون وسعوا بالتالي الى تعزيز مشاركتهم الى جانب الدولة لمكافحة الارهاب وهو دور أدى في نهاية المطاف الى خروج الارهابيين من رداع.
ولعل النتيجة البائسة للتفكير من هذا القبيل للانقلابيين ان الاعتماد على الارهاب كأداة لإرهاب العرب وممارسة الابتزازات معهم لتحقيق أجندتهم لم يجد من يتفاعل معه خاصة وأن النظام مازال يحتفظ بقاعدة شعبية عارمة ومازالت المؤسسة العسكرية الى جانبه، ومازال المجتمع الدولي بمختلف قواه يدرك أن النظام مازال قادراً على مكافحة الارهاب مهما حاول الانقلابيون جعل الارهاب واحدة من صور الابتزاز الرخيص الهادفة الى تحقيق مآربهم .
وخلاصة ان المؤتمر الشعبي العام وقياداته السياسية والتنظيمية سيظل، وبالمبادئ والقيم التي قام من أجلها ممثل الضمانة الحقيقية ليمن جديد ديمقراطي موحد قادر على الاستمرار والسير باتجاه المستقبل وتجاوز كافة التحديات التي يحاول الإرهابيون والانقلابيون وضعها كصورة مشوهة اعتقدوا خطأ أنهم قادرون على تجاوزها وتزييف الرأي العام.