الثلاثاء, 31-يناير-2012
الميثاق نت -    لقاء/ علي الشعباني -
قال الباحث السعودي في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب الدكتور محمد الهدلاء إن تزايد أنشطة القاعدة في كل من اليمن والعراق يعتبر أبرز التحديات التي تواجه أمن واستقرار المنطقة.
وتوقع الهدلاء في مقابلة مع «الميثاق» أن تشهد دول الخليج العربي اضطرابات بسبب التحريض الإيراني المكثف على المنطقة، متهماً إيران بتمويل ودعم القاعدة في اليمن من أجل جعلها مركزاً رئيسياً لعملياتها..
مستنداً في ذلك إلى تصريح الظواهري الذي قال إنه لولا إيران لما تمكنت القاعدة من الهجوم على السفارة الأمريكية بصنعاء..
متطرقاً إلى عدد من القضايا والمواضيع التي تهم الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة، حيث قال: إنه لايمكن لدول الخليج الوثوق بأمريكا في حفظ الأمن في المنطقة خاصة بعد تجربتها المريرة في العراق..
مشيراً إلى أن المتعاطفين والممولين للإرهاب لايقلون خطورة عن المنفذين، وأن تنظيم القاعدة قد استغل الأزمة السياسية
في اليمن لتعزيز تواجده وأنشطته، محذراً من نشاط الإرهابيين المستقبلي في اليمن في حال استمرار المجتمع الدولي
في تراخيه وعدم دعمه ومساندته لليمن لمواجهة هذا الخطر وإخراجه من أزمته السياسية والاقتصادية الراهنة..
فإلى حصيلة اللقاء..
< من وجهة نظركم وفي ظل التطورات والاحداث التي تشهدها المنطقة.. ما اخطر التحديات التي تهدد أمن واستقرار دول المنطقة خاصة في ظل تزايد انشطة القاعدة وايران ؟ وكيف يمكن مواجهتها ؟
- هناك صلة بين التحول في تركيز القاعدة على اليمن وبين الوجود الإيراني النشط في اليمن، الذي أصبح أو يراد له أن يكون قاعدة استراتيجية رئيسية لعمليات القاعدة ومنطقة خصبة للتجنيد، وقد وفر الحرس الثوري الإيراني دعماً مهماً لمساعدة القاعدة في تحويل اليمن إلى مركز رئيسي للعمليات.
نعم هناك جهات إيرانية آثمة في التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية ولها دور خطير في إشعال فتنة التمرد وإقلاق الأمن في محافظة صعدة وحرف سفيان ولعل أخطر ما تم رصده في العلاقة بين القاعدة وإيران رسالة شكر قدمها الظواهري لإيران وقوله : بدون مساعدة إيران لما تمكنا من الهجوم على السفارة الأمريكية بصنعاء ثم ان هناك دوراً عدائياً سافراً لكافة الوسائل الإعلامية الإيرانية بما في ذلك قناة العالم التي أسفرت عن وجهها العدائي القبيح للجمهورية اليمنية وللمملكة العربية السعودية ولعدد من الأقطار العربية وافتضح دورها المشبوه الذي يجب أن يواجه بموقفٍ قوميٍ واضح ومحدد، فإيران وجدت الفرصة الآن مواتية لتنفيذ أجندتها فيهما لأن اضطراب الأمن في دول المنطقة وخاصة الخليج ضمانة لتصدير الثورة، وممارسة الدور والنفوذ الإيراني كأكبر قوة إقليمية في المنطقة فالخطر الإيراني ينبع من اعتقاد الإيرانيين، أو على الأقل جناح في القيادة الإيرانية، أن الظروف في المنطقة أصبحت مهيأة لحقبة جديدة من النفوذ والهيمنة في المنطقة، وكما رأينا، فإن إيران تعتبر نفوذها اليوم في العراق قاعدة لنفوذ أكبر في المنطقة، ولهذا نجد أن المسؤولين الإيرانيين يتحدثون صراحة عن أنهم سوف «يملأون الفراغ» في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية، وهذا الجناح في القيادة الإيرانية يتصور أن ما يعتبر ضعفاً أمريكياً في المنطقة بسبب العراق، هو ظرف مواتٍ لممارسة نفوذ اكبر في المنطقة، وكما نعلم، يلوح الإيرانيون بين الحين والآخر بقدرتهم على زعزعة الاستقرار الداخلي في دول مجلس التعاون. وتعد التهديدات الإيرانية وأنشطة القاعدة المتزايدة في اليمن والعراق وشمال افريقيا ابرز التحديات التي تواجه دول المنطقة، والصراع الأمريكي الإيراني حول قضية البرنامج النووي الإيراني، الذي أصبح يهدد بأخطار جسيمة لكل المنطقة في كل الأحوال، أي أياً كانت الطريقة التي سوف يتطور بها الصراع والنتيجة التي سوف ينتهي إليها، فدول المنطقة وخاصة اليمن ودول الخليج تأمل أن تشهد المنطقة استقراراً يتيح لها أن تمضي قدماً في تنفيذ مشاريعها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.. ويعني ذلك ألا تشهد المنطقة تطورات أو أوضاعاً تهدد الاستقرار لدول المنطقة، ودول المنطقة يجب ألا تستبعد نهائياً احتمال نشوب الحرب وأن تتحسب له، وبالطبع، فإن الحرب إن اندلعت، فسوف يكون تأثيرها مدمراً على أمن المنطقة من كل جانب.. إن اندلعت الحرب، لا أحد يعلم كيف يمكن أن تتطور، وكيف يمكن أن تنتهي، لكن المؤكد في كل الأحوال أن تأثيرها المباشر سيكون مدمراً لإيران ولكل دول المنطقة.
ولن يكون مستبعداً أن تشهد دول المنطقة قلاقل واضطرابات داخلية تحرض إيران عليها، وإذا توصلت أمريكا وإيران إلى تسوية سلمية للازمة، فإن شروط هذه التسوية لن تكون بالضرورة في صالح دول مجلس التعاون، بل الأرجح أنها ستكون على حسابها.
أولويات
على ضوء ما ذكرت عن وضع أمن المنطقة وخاصة الخليج الآن، والمصادر المختلفة لتهديده، فإن المطلوب من دول المنطقة ودول مجلس التعاون مايلي:
أولاً: في رأيي أنه في هذه المرحلة يجب إعطاء اهتمام كبير جداً وأولوية قصوى للأبعاد الداخلية للأمن في مجتمعاتنا، ويعني هذا من جانب، العمل على احتواء صور ومظاهر أي احتقان طائفي، وتأكيد ضرورة التماسك الوطني والوحدة الوطنية، وهذه مسؤولية الكل في المجتمع، على المستويات الرسمية وغير الرسمية، ويعني من جانب آخر، ضرورة التحسب أمنيا لاحتمال اندلاع اضطرابات طائفية في حال نشوب الحرب، وهذه مسؤولية الأجهزة الأمنية.
ثانياً: إن جهود دول مجلس التعاون يجب أن تنصب على محاولة الحيلولة دون نشوب حرب جديدة في المنطقة، وعلى تسوية الأزمة الإيرانية سلمياً، وفي نفس الوقت يجب أن تتحسب دول المنطقة، وأن تحرص على ألا تأتي أي تسوية متوقعة على حساب مصالحها.
ثالثاً: إن الدول العربية كلها يجب أن تجند كل إمكاناتها اليوم للحيلولة دون تفاقم الصراع الطائفي في العراق والحيلولة دون تقسيمه.
رابعاً: اعتماد دول المنطقة في حماية أمنها على نفسها من خلال تطوير قدراتها العسكرية وأنظمة الدفاع والاتحاد بينها لمواجهة التحديات وخاصة المد الصفوي لأنه لم يعد من الممكن الوثوق بأمريكا أو الرهان عليها كقوة.. المفروض أنها صديقة لدول المنطقة، والمفروض أنها كما تزعم ملتزمة بالحفاظ على أمنها واستقرارها، والقضية ليست وجود القوات الأمريكية في المنطقة.. بعدما فعلته أمريكا في العراق، لا يمكن لدول مجلس التعاون أن تثق بها أو في حرصها على استقرار وأمن المنطقة، وأيضاً لا يمكن أن نتغافل التقارير الكثيرة المنشورة التي تتحدث عن عدم ممانعة أمريكا استغلال الخلافات الطائفية من أجل تحقيق مخططاتها.
القاعدة.. عجز وانحسار
< بصفتكم مختصاً في الشئون الأمنية - الفكرية ومحاربة الارهاب.. كيف تقيمون نشاط عناصر القاعدة في منطقة شبة الجزيرة من الناحية الفكرية والعملياتية ؟
- بدأ الفكر المتطرف في المملكة العربية السعودية يحتضر بعد أن تم ولله الحمد القضاء على الكثير من أفراده سواء زعماء هذا التنظيم الإرهابي أو منظريه أو أتباعه إما بقتلهم أو ألقاء القبض عليهم وتضيق الخناق على من تبقى منهم حتى شلت أعمالهم الإرهابية وذلك بفضل الضربات الاستباقية حيث أفشلت أكثر من 95 %من العمليات على يد رجال الأمن تنفيذاً للاستراتيجية الأمنية التي وضعتها السلطات الأمنية، هذه الخطة والاستراتيجية المحكمة التي صاغها ووضعها رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بخبرته العريضة وحنكته الكبيرة ، ونفذها رجال الأمن بكل اقتدار حازت على تقدير العالم بأسره ، وبدأوا في تحقيق البعد الجديد في المواجهة اختراق (الدائرة الثانية) وهم المتعاطفون والممولون للإرهاب والذين لايقلون خطورة عن المنفذين للعمليات الإجرامية وقد ضيق عليهم الخناق ولم يعد لهم متنفس إلاّ من خلال الأنترنت الذي اصبح وسيلتهم الوحيدة للتجنيد والتغرير.. ففر العديد منهم لليمن ودول المنطقة.. والقاعدة تشهد اليوم شبه عجز وانحسار في دول المنطقة وعلى الرغم من نشاطها هذه الأيام في العراق وشمال إفريقيا والأماكن التي تشهد اضطرابات سياسية إلاّ أنها خسرت الكثير في الفترة القصيرة الماضية من خلال قتل كثير من قادتها او القبض على رموزها ثم أنها خسرت أهم شيء كانت تنادي به في خطاباتها وأدبياتها الفكرية بعد الربيع العربي وسقوط الأنظمة الدكتاتورية التي كانت تستقطب من خلالها الشباب وتجندهم بحجة فساد الأنظمة وانتشار الفساد السياسي فيها ودعواتهم المتكررة للحرية والعدل وغيرها من الشعارات فقد تغيرت الأنظمة في دول المنطقة ولن تعيش القاعدة في ظل النظام الديمقراطي العربي إذا استثنينا النشاط الملحوظ في اليمن الشقيق للقاعدة في ظل تراخي الجهود الدولية في مواجهة خطر القاعدة والذي وجدت في الظروف العصيبة التي يواجهها اليمن الفرصة السانحة للانقضاض على اليمن ومحاولة تحويله إلى أفغانستان آخر في ظل دعم واضح للجميع من إيران للحوثيين حيث أتاحت الفرصة لأعضاء القاعدة بالسيطرة على أراضٍ هناك حيث وصفوا القاعدة في شبة الجزيرة العربية بأنها المنظمة الإرهابية الأكثر نشاطاً في العالم من الناحية العملياتية، حيث تركز على أهداف إقليمية ودولية بالتنسيق مع القاعدة الأم في المناطق القبلية الباكستانية.. منذ اندلاع المعارضة ضد حكم الرئيس علي عبدالله صالح في مارس، زادت القاعدة من تركيزها على اليمن نفسها، مستولية على مدينة زنجبار وغيرها من المناطق في المحافظات الجنوبية، فقدرة الحكومة اليمنية على مواجهة القاعدة في شبة الجزيرة العربية أصبحت محدودة بسبب أن الحكومة والمعارضة عندما أشهروا السلاح ضد بعضهم البعض، ضعفت قدرتهم على مواجهة عدوهم المشترك حيث يعتبر الإرهاب والأعمال الإرهابية أهم التحديات الراهنة التي تواجه اليمن وتواجه الأمن والاستقرار العالمي، ثم إن التحدي الاقتصادي هو أكبر تحدٍ يواجه اليمن في هذه المرحلة، بعد الأزمة التي عصفت بأمنه واستقراره على مدى الأشهر العشرة الماضية واكبر تحدٍّ للحكومة الجديدة التي يجب على دول المنطقة والمجتمع الدولي ان يبدي اهتمامًا ملحوظًا بالوضع السياسي والأمني في اليمن لما له من أهمية وأثر على الأمن الخليجي والإقليمي والدولي..
فوضى من نوع آخر
< ألا ترون ان الاحداث التي شهدتها المنطقة فيما يسمى بثورة الربيع العربي قد حولت أنظار العالم عن الحرب على الارهاب ؟ وهل نستطيع القول ان القاعدة قد استفادت من ذلك؟
- القاعدة خرجت خاسرة من هذا الربيع العربي لعدة أسباب في مقدمتها أن الأوضاع التي مثلت تربة صالحة للتنظيم لكي يقوم بتجنيد الشباب الغاضب في المجتمعات العربية، هي أوضاع في طريقها إلى الزوال، وهذه الأوضاع تتمثل في الفساد والاستبداد وانعدام تكافؤ الفرص، حيث إن المجتمعات العربية وهي تعيد بناء نظمها، ستسعى إلى القضاء على هذه المظاهر السيئة أو على الأقل ستجعلها في حدها الأدنى.. كذلك فإن المتخصصين في القاعدة، يرون أن تدني مستوى التعليم وأحاديته واعتماده على التلقين، كان من أسباب تأثر الشباب العربي بتنظيم القاعدة.. وعملية إعادة البناء في الدول العربية ستضع التعليم كأولوية، حسب تصريحات معظم المسؤولين، وهو ما ينزع من القاعدة ورقة مهمة من أوراقها التقليدية..
أما الآن فإن الفرصة متاحة حتى للقوى الإسلامية لأن تشارك في الحكم، بما يعني أن المعارضة من خارج النظم لم تعد مفيدة ولا مجدية ولا منطقية.. سوفضلاً عن تراجع شرعية القاعدة كتنظيم، فإن التيار الإسلامي بكامله اهتزت شرعيته في الربيع العربي، خاصة في كل من مصر وتونس، بعد مشاركته المتأخرة في الثورات الشعبية ضد النظم الاستبدادية.. وفيما يتعلق بالفوضى وعدم الاستقرار التي تشهدها بعض الدول العربية في أعقاب الثورات، فهي ليست الفوضى التي تسمح للتنظيم بالعمل في هذه الدول أو بناء معسكرات للتدريب هناك، بل هي فوضى من نوع آخر، فضلاً عن أن مرحلة عودة الاستقرار قد اقتربت، بما يعني أن التنظيم إن كان ينوي الاستفادة من هذه الحالة، فلن يكون لديه الوقت الكافي لذلك، والدولة الوحيدة التي يمكن عمل ذلك فيها هي اليمن، والأمر ليس مرتبطاً بالثورة على الرئيس علي عبدالله صالح، وإنما له علاقة بالوضع الجغرافي والقبلي في اليمن وخاصة الحوثيين المدعومين من إيران التي تهدد وحدة اليمن واستقرار وسلامة أراضيه، أو في العراق بعد سحب القوات الأمريكية فتنظيم القاعدة الذي تراجع وهجه في الدول العربية مؤخراً قد يجد في إفريقيا بؤراً مناسبة للنمو؛ ما يهدد التنمية في القارة الفقيرة خاصة بعد استيلائهم على بعض مخلفات الأسلحة من الحرب الليبية..
ويبدو أن هذا التنظيم قد بدأ يشهد نهايته، لأن الظروف تجمعت عليه للوصول إلى هذه النتيجة، ليس فقط لأن الولايات المتحدة استطاعت تحقيق نجاحات متعددة في مواجهة التنظيم ليس آخرها قتل زعيمه أسامة بن لادن، وإنما أيضاً لأن التربة التي يعمل فيها التنظيم قد اختلفت، لقد عمل التنظيم في هذه المجتمعات وفقاً لظروف محددة، ساهمت في إعطائه الشرعية لدى قطاعات، حتى وإن كانت ضيقة، ولكن الظروف اختلفت في الوقت الراهن، لأن بعض المجتمعات مارست سياسة تجفيف المنابع في مواجهة التنظيم، ولأن البعض الآخر شهد تغييرات جذرية، على الصعد الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ونظراً للجمود الذي يعيش فيه التنظيم، فلن يستطيع أن يتكيف مع هذه التغييرات، بما سيؤدي إلى تهميشه.
تعاون نموذجي
< كيف تقيمون التعاون الامني بين اليمن والمملكة وخاصة في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة ؟
- ان التعاون الامني بين الاجهزة الامنية في البلدين الشقيقين في أفضل مستوياته وأدى الى نتائج ايجابية وطيبة وسيكون له الاثر الاكبر في الحاضر والمستقبل، وهناك تشاور وتنسيق متكامل بين القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين والتنسيق الأمني بين وزارتي الداخلية في البلدين الشقيقين نموذجي ويُحتذى به، فقد فتحت معاهدة جدة التاريخية لترسيم الحدود بين البلدين آفاقاً واسعة لتعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين بما يؤدي إلى تقوية أواصر القربى والمحبة بينهما ثم العلاقات السعودية-اليمنية أثمرت في مختلف المجالات بما في ذلك التنسيق والتكامل في المجال الأمني، ويعتبر التعاون الأمني بين اليمن والسعودية في أفضل مستوياته» فالمملكة وبكل ما تملكه من قدرات مع اليمن الشقيق بدون تردد» لان الوضع الأمني في اليمن الشقيق يهمنا مثلما يهمنا الوضع الأمني في المملكة.. الذي يهم اليمن يهمنا تماماً فهي دولة شقيقة وجارة، والعلاقة بين المملكة واليمن ذات جذور، فما يصيب اليمن يصيبنا وما يصيبنا يصيب اليمن».. حيث تعتبر القيادتان السياسيتان في المملكة واليمن أن الأمن والاستقرار في المنطقة من القضايا الاستراتيجية الملحة التي ينبغي العمل من أجلها بتعاون جميع الاطراف المعنية، فالأمن في المنطقة الاقليمية من منظورنا يشكل منظومة متكاملة لا يمكن تجزئتها، لان تشابك مصالح الدول في هذه المنطقة وغيره من العوامل الاخرى يجعل من مسألة تحقيق الامن والاستقرار في هذه الدولة او تلك من دون الدول الاخرى أمراً غير وارد، كما انه من الصعب على طرف بمفرده العمل في هذا الاتجاه بعيداً عن بقية الاطراف، اضف الى ذلك الظروف الراهنة في ظل التطورات والمتغيرات الدولية والنظام العالمي الحديث القائم على التجمعات والتكتلات والشراكة التنموية والاقتصادية وغيرها، هذه الظروف تحتم على المملكة واليمن ودول المنطقة العمل معاً لإيجاد شراكة أمنية فيما بينها كما هو الحال بالنسبة للشراكة التنموية او الاقتصادية.
وهذا الهدف هو ما نسعى الى تحقيقه مع مختلف الدول وخاصة مع اليمن الشقيق الذي له حقوق علينا وواجبات.. وذلك تفعله المملكة من اجل اليمن سواء عبر تجاوبها مع احتياجاته ومتطلبات التنمية فيه بصورة مباشرة أو عبر تذكير المجتمع الدولي بمسؤوليته الاخلاقية والقانونية تجاه بلد عضو في منظمة الأمم المتحدة.. او من خلال مساهماتها المتوالية والكبيرة في الصناديق التي أعلن عنها من أجل دعمه ومساعدته..
عملاً.. لا قولاً
< عدم استقرار الاوضاع في اليمن قد ينعكس سلباً على أمن واستقرار المنطقة برمتها؟ ما الدور الذي ينبغي ان تقوم بة دول الخليج لكي يستقر الوضع في اليمن وفي اطار رؤية استراتيجية تحصنه من المد الايراني والقاعدي وتساعده في تجاوز اوضاعه الاقتصادية؟
- بعيداً عن المؤتمرات.. والملتقيات.. والمنتديات الإقليمية والدولية المنعقدة لبحث الشأن اليمني.. وتقديم الدعم المناسب له.. وبعيداً عن (الهرطقات) الاعلامية التي يتشدق بها البعض.. ويدعو معها إلى الوقوف مع اليمن .. وإلى جانب اليمن.. ولأن دول الخليج العربي واليمن بلد واحد..ولأن الشعوب الخليجية واليمن الشقيق شعب واحد..ولأن ما يخدم أحدهما.. يخدم الآخر.. وينعكس عليه ايجاباً.. فإن المشاريع التنموية هي التي يحتاج إليها اليمن جنباً إلى جنب حاجته إلى المزيد من الاستقرار..
وما نستطيع ان نقوله في هذا اللقاء.. ان اليمن في خير ما امتدت إليه أيدي العون الصادق.. لتنميته وليس لتقويضه من الداخل.. وليس لضرب تلاحمه وتماسك كيانه وتضامن ابنائه.. وليس للتدخل في شؤونه.. واستغلال متاعبه وظروفه الاقتصادية لتهديد أمنه.. وسلامة شعبه بالفناء والتناحر والاقتتال..
ذلك أن اليمن.. يستحق ان يقف الجميع معه.. ويدعموا مسيرته التنموية.. ويحافظوا على وحدة وسلامة أراضيه وترابط وتضامن أبناء شعبه.. باختصار كانت ومازالت دول مجلس التعاون تقدم المزيد من الدعم إلى اليمن، ولكن وللأسف الشديد يذهب في غالبيته إلى الذين أثروا على حساب الغالبية من أفراد الشعب، وهذا ما يستدعي إعادة النظر في سياسة دول مجلس التعاون بحيث يكون الدعم في تمويل مشاريع يتم الإشراف عليها من قبل الجهات المانحة وليس السلطة، بما يضمن ذهابه للمستحقين فعلاً، كما يجب إعادة النظر بحيث تعطى الأولوية للعمالة اليمنية في دول الخليج للحد من ظاهرة الفقر في جيرانهم، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بالجار، واليمن الآن في حاجة ماسة لأكثر من خمسة مليارات لضمان استقرار اقتصاده الهش الذي تأثر كثيراً نتيجة الأزمة.. والدور معقود على المملكة كعادتها ودول الجوار الخليجي التي يهمها الوضع المستقر في اليمن..
< كلمة اخيرة تودون قولها؟
- شعب اليمن لا نملك إلا أن نحترمه.. وندعم حقوقه في التقدم والرقي.. وفي الأمن والاستقرار والطمأنينة..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-24965.htm