الثلاثاء, 20-مارس-2007
الميثاق نت - ليس هناك ماهو أشد وطأة على الفكر والثقافة والإعلام وعلى الحياة الاجتماعية بشكلٍ عام من سوء توظيف الكلمة حين تستخدم في الهدم للبناء وفي تصوير الحياة على غير حقيقتها وفي تحميلها معاني ومدلولاتٍ متناقضة مع الشواهد القائمة والمعاشة في حياة الإنسان فرداً كان أو مجتمعاً أو دولة.. هذا الانحياز إلى الخراب.. والتخريب في الكتابات الشوهاء يضر بالقيم العليا السامية أكثر من إضرار الأفعال المادية التي تقوم بها الجوارح أو تمارسها الوظائف وتكون خارجة عن النظام والقانون لأنها سهلة المواجهة من الدولة وداخل المجتمع حيث تكون الإرادة قوية وكل الأدوات والوسائل القانونية واضحة وكلها قادرة على       حسن‮ ‮ ‬اللوزي -
ليس هناك ماهو أشد وطأة على الفكر والثقافة والإعلام وعلى الحياة الاجتماعية بشكلٍ عام من سوء توظيف الكلمة حين تستخدم في الهدم للبناء وفي تصوير الحياة على غير حقيقتها وفي تحميلها معاني ومدلولاتٍ متناقضة مع الشواهد القائمة والمعاشة في حياة الإنسان فرداً كان أو مجتمعاً أو دولة.. هذا الانحياز إلى الخراب.. والتخريب في الكتابات الشوهاء يضر بالقيم العليا السامية أكثر من إضرار الأفعال المادية التي تقوم بها الجوارح أو تمارسها الوظائف وتكون خارجة عن النظام والقانون لأنها سهلة المواجهة من الدولة وداخل المجتمع حيث تكون الإرادة قوية وكل الأدوات والوسائل القانونية واضحة وكلها قادرة على التصدي لكل الأعمال الشريرة والأفعال المجافية للحق والتصرفات الخارجة عن القانون، غير أنه بالنسبة للكلمة ولارتباطها بجوهر نبض الحرية بالنسبة للإنسان والمجتمع تكون المواجهة مشوبة بالحذر خشية المساس بحرية التعبير.. واحترام الرأي والرأي الآخر وما علّق عليه أحد الساخرين بالسباب.. والسباب الآخر.. والتجريح.. والتجريح الآخر للأسف الشديد حلقة متسعة من الإساءات الهدامة!! بل إن الكلمات الشوهاء قد تنخر في كل أشكال البناء بالنسبة للكرامة أو للذات الإنسانية وبالنسبة للأنظمة وبالنسبة لكيان الدولة أخطر وأكثر مما ينخره السوس والطعام الفاسد في المحصول الوافر!! نقول ذلك مع غلبة ما ينشر من إيذاءٍ للإنسان وللمجتمع وللحياة العامة في الانحياز الخطير للموبقات ولتجاهل حقيقة الإيجابيات القائمة في واقع الحياة قياساً بالسلبيات‮ ‬التي‮ ‬لاينكرها‮ ‬أحد‮ ‬فليست‮ ‬حياتنا‮ ‬منزهة‮ ‬عن‮ ‬العيوب‮ ‬والقصور‮ ‬غير‮ ‬أن‮ ‬تعميم‮ ‬اللطخات‮ ‬السوداء‮ ‬على‮ ‬اللوحة‮ ‬الغنية‮ ‬بالجمال‮ ‬وبالشواهد‮ ‬البديعة‮ ‬يعتبر‮ ‬تهديماً‮ ‬للحياة‮ ‬ولعلاقاتها‮.. ‬وتهديداً‮ ‬لحاضرها‮ ‬ومستقبلها؟‮!‬
لماذا هذه الرغبات المجنونة لإصابة النفس البشرية بأمراض الاكتئاب والإحباط واليأس لدى بعض الصحافيين والكتّاب؟!! هل يظن هؤلاء بأنهم يقدرون بأفعالهم المشئومة أن يوقفوا عجلة الحياة وأن يحولوا دون تطورها لأنهم أرادوا أن يقفوا على هامشها وأن يكونوا فعلاً سالباً ومعطلاً في حركة التدافع من أجل المزيد من التقدم والوثوب بكل مجريات الحياة إلى الأمام؟!.. هذه مشكلتهم غير أننا لابد أن نكتب عن هذا الأمر ونتوسع في تناوله وأن نشخص حالاته حتى يتعرى المرض من أعماقه وحتى لاتنتشر عدوى اللوثة التي تمتلك عقولهم إلى الآخرين أو يتطاير رذاذها نحو أولئك الذين يعملون بتفانٍ في كل المواقع ويمتلكون الإرادة القوية الموجهة لقهر الصعوبات أمامهم في طريق ازدهار الحياة لأنهم يؤمنون بأن إرادة التطوير للحياة هي التي تفتح الآفاق واسعةً في مراقي التقدم وإذا كان هناك تبدلٌ وتحولٌ يحكم الدوران الفصلي لمجريات الطبيعة ومراحل تقدم الأعمار في حياة الأفراد إلاَّ أن حياة الشعوب والأمم مرهونةٌ بتحدٍ واحد هو أن تحافظ على بقائها في المكانة المرموقة وأن يكون لها اسهامها في تقدم وازدهار الحياة وضخ قوة كامنة جديدةٍ إلى نبض الحضارة الإنسانية.
نعم.. إن من يهدرون حياتهم وقدراتهم في الكتابات الشوهاء يخسرون مرتين أنفسهم وضمائرهم أولاً.. كما يخسرون القارئ ثانياً ويتعزز ذلك عندما لايخفون تذمرهم ونقدهم للكتابات الناصعة بحقائق المعلومات وشواهد الإنجازات أو يسخرون من الكتابات الوفية والمخلصة التي تنحاز إلى كل فعلٍ في الحياة يغنيها ويقدم لها إضافةً مثمرةً ومفيدةً للفرد والمجتمع والدولة..؟ لذا نواصل ونحن نمارس الالتزام بقيم التقويم لكل اعوجاج وممارسة النقد البنّاء في أن نعلن اعتزازنا بكل إنجازٍ يتحقق وخطوةٍ تثب بالحياة في بلادنا إلى مرتبةٍ أعلى وأن نعترف بالفضل‮ ‬لأصحابه‮ ‬وبخاصةٍ‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬يعطون‮ ‬بتفانٍ‮ ‬وإخلاص‮ ‬ويجسدون‮ ‬كل‮ ‬معاني‮ ‬وصفات‮ ‬النكران‮ ‬للذات‮ ‬وأن‮ ‬ندعو‮ ‬إلى‮ ‬الاحتفاء‮ ‬بهم‮ ‬وتقدير‮ ‬أدوارهم‮ ‬والإشارة‮ ‬إليهم‮ ‬بكل‮ ‬الفخر‮ ‬والاعتزاز‮.‬
ونعتقد ان التاريخ المعاصر لشعبنا حافلٌ في كل ميادين البذل والعطاء بالرجال والنساء الذين يستحقون أن يشار إليهم وأن يقدر دورهم لأن بفضلهم تم إحراز كل أشكال التطور والتحول في حياتنا ويستمر تقدمها نحو الأفضل ونحو تحقيق كل الآمال والطموحات وإشباع الحاجات وصيانة‮ ‬وتنمية‮ ‬المقدرات‮ ‬والمنجزات‮..‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2501.htm