لقاء/ علي الشعباني -
أكد قائد الحرس الجمهوري بتعز العميد الركن مراد العوبلي أن مليشيات الإصلاح والفرقة المنشقة مازالت متواجدة في أكثر من (200) موقع داخل أحياء ومناطق مدينة تعز..
وقال في حوار مع «الميثاق» إن الحرس الجمهوري انسحب من مدينة تعز بشكل كامل وإن اللجنة العسكرية قد علقت عملها بسبب مراوغة مليشيات الإصلاح والفرقة المنشقة في تنفيذ قرارات وتوجيهات اللجنة.. فإلى نص الحوار:
< أين وصل الحرس الجمهوري في تنفيذ مهام رفع المظاهر المسلحة من مدينة تعز وفقاً لتوجيهات اللجنة العسكرية؟
- نؤكد للجميع أن قوات الحرس الجمهوري في تعز قد انسحبت بشكل كامل من داخل المدينة والتزمت بتوجيهات وقرارات اللجنة العسكرية التي تم تشكيلها من قبل الأخ المشير عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية رئيس اللجنة، وقد اطلعت اللجنة على كل ما نفذناه، وأشادت بذلك وبإمكانكم التأكد من اللجنة العسكرية فقوات الحرس الجمهوري ليست كما تزعم أبواق المشترك بل انها قوات عسكرية محترفة تعرف واجباتها ومسئولياتها الوطنية في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وسلامة أراضيه ولا تقوم بأي تحرك داخل تعز إلا بتوجيهات وتنسيق مع السلطة المحلية للمحافظة، ونحن نستشعر مسئوليتنا في أداء واجباتنا ونحرص على عدم الانجرار وراء الفوضى والعنف الذي يريد الطرف الآخر جرنا إليه..
فخلال الفترة الماضية ومنذ توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وحتى اليوم رصدنا أكثر من (123) خرقاً لمليشيات الإصلاح والفرقة المنشقة لم يتم الرد عليها وتعامل معها منتسبو قوات الحرس الجمهوري بكل عقلانية وحكمة..
مراوغة.. وسوء نوايا
< هل استجاب المشترك ونفذوا توجيهات وقرارات اللجنة العسكرية ورفعوا المظاهر المسلحة من المدينة؟
- للأسف الشديد مازالت مليشيات الفرقة والإصلاح والمسلحون المتطرفون متواجدين في مدينة تعز وقياداتهم تراوغ في عملية رفع المظاهر المسلحة حيث ترتفع مليشياتهم من الشوارع إلى المنازل ومازالت متاريسهم متواجدة في الأماكن والمواقع التي تواجدوا فيها منذ بداية الأزمة، والمعلومات التي تردنا منذ الوهلة الأولى أن تلك المليشيات كانت ترتفع من المواقع عند حضور اللجنة العسكرية وتعود إليها بعد مغادرة اللجنة مباشرة، كل ذلك يعكس سوء النوايا لقيادات الاصلاح والفرقة ومن معهم ويؤكد أنهم غير صادقين وجادين في تحمل المسئولية الوطنية والعمل على استتباب الأمن والاستقرار بمدينة تعز التي يجب أن يعمل الجميع من أجل تجنيبها العنف والفوضى..
وبالنسبة لقوات الحرس الجمهوري فقد اخلت مواقعها بشكل كامل من مدينة تعز وبإشراف اللجنة العسكرية التي عادت إلى صنعاء وأوقفت عملها بسبب عدم التزام الطرف الآخر وتحديداً مليشيات الإصلاح والفرقة بوقف اطلاق النار وقرارات وتوجيهات اللجنة العسكرية الفرعية ومازالت تحتشد وتجيش مليشياتها بشكل شبه يومي إلى داخل المدينة.. وهو ما يثير قلق وتخوف الجميع من عودة الأوضاع إلى مربع الصفر.
حيث مازالت تلك المليشيات تتواجد في أكثر من موقع مدججة بمختلف الأسلحة داخل المدينة وهناك مثلهم ينتظرون خارج المدينة ومتأهبون لدخولها ساعة الصفر التي نتمنى أن يعي الأخوة في اللقاء المشترك خطورة وتبعات ما يعدون له..
(200) موقع!!
< الانفلات الأمني في مدينة تعز يزداد.. وهذا مؤشر خطير.. ما الحل..؟
- سبق وأن حذرنا من مخطط الفوضى والانفلات الأمني في مدينة تعز إذا ما تراخت الدولة ووزارة الداخلية عن تنفيذ مهامها وواجباتها، فالمليشيات المسلحة كما ذكرت مازالت متواجدة في المدينة وبأسلحتها وبذلك ستحدث كارثة خصوصاً وهي من تقف وراء الانفلات الأمني الراهن داخل المدينة، أما الحرس الجمهوري قد أخلى مواقعه من داخل المدينة بشكل كامل، في وقت تجد تلك المليشيات والعصابات تنشط وتصعد من أعمالها الإجرامية والتخريبية داخل المدينة وتقوم بارتكاب جرائم الانتقام والاستهداف الشخصي لأنصار الشرعية والمؤتمر وحلفائهم والمواطنين الذين رفضوا أعمال العنف والفوضى التي كانت تقوم بها تلك المليشيات واستهداف ممتلكاتهم، ولذلك فإن اللجنة العسكرية تتحمل مسئولية الحفاظ على الأمن والاستقرار وحياة المواطنين في تعز وعليها ألا تتهاون في سرعة ترسيخ الأمن والاستقرار بمدينة تعز، وان تعلن صراحة للرأي العام من يعيق التهدئة ويتحمل مسئولية ما يحدث اليوم في تعز، وما قد تتجه إليه الأحداث خلال الفترة القادمة خصوصاً وان المسلحين مازالوا متمترسين في (200) موقع منها عدد من المدارس وفي أحياء الحصب وبير باشا وعصيفرة وحي الموشكي والمسبح وشارع جمال، ووادي القاضي، وحي الروضة ويتجولون بأسلحتهم فيها بشكل علني وتلك المواقع تقع في مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة أي أنهم مازالوا يستخدمون الأبرياء من الأطفال والنساء دروعاً بشرية.
مؤامرة مفضوحة
< تداولت وسائل إعلام عن توجه عناصر القاعدة إلى مدينة تعز.. ما حقيقة ذلك.. خصوصاً وأن الإصلاح أصدر بياناً قالوا فيه إنهم لن يسمحوا للقاعدة بدخول تعز..؟
- هذه لعبة مكشوفة ومؤامرة مفضوحة من مؤامرات الإصلاح والفرقة الهدف منها نشر الفوضى وتعميم العنف في مدينة تعز، ومن يعتقد أن القاعدة والإصلاح والفرقة سوف يتقاتلون فيما بينهم فهو مخطئ لأن الحقيقة هي أن القاعدة أحد أجنحة الإصلاح الإرهابية وهي من تنفذ الأعمال الدموية للمشترك واغلب عناصرها من الفرقة المنشقة، ولذلك نحذر من استيلاء الإصلاح والفرقة على تعز تحت ذريعة القاعدة ومحاربتها فالمشترك ومن معهم فشلوا في تحويل تعز إلى بنغازي ويريدون تحويلها إلى تورا بورا لكن الشرفاء من أبناء تعز وقوات الجيش والأمن والحرس الجمهوري لن يسمحوا بذلك وسيتصدون لكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار في المدينة.
< نشرت تقارير ان هناك جنوداً من الجيش والامن معتقلين لدى مليشيات الفرقة والاصلاح في تعز بقيادة صادق سرحان وحمود المخلافي .. هل تم الإفراج عنهم أم لايزالون رهن الاعتقال؟
- المليشيات التي يقودها صادق سرحان وحمود سعيد المخلافي وتنفذ أجندة ومشاريع أولاد الأحمر والاصلاح وعلي محسن مازالت ترفض الافراج عن المختطفين لديها، على الرغم من أن الأجهزة الامنية قد اطلقت جميع من تم احتجازهم، ولايزال هناك مواطنون وجنود من الأمن والجيش مختطفون لديهم.. وتفيد المعلومات ان تلك المليشيات تقوم بتعذيبهم بطرق تتنافى مع حقوق الانسان والقانون وحتى الشريعة الاسلامية من أجل إرغامهم على الاعتراف بارتكاب جرائم قامت بارتكابها مليشيات الفرقة والاصلاح.
اتهامات باطلة
< هناك من يتهم الحرس الجمهوري بإعادة تموضعه وتمركزه داخل المدينة .. ما صحة ذلك؟
- هذا كلام لا أساس له من الصحة واتهامات باطلة الهدف منها إثارة الفوضى والتبرير لتواجد مليشياتهم في المدينة ولجرائمهم البشعة ضد أبناء تعز الحالمة، ونؤكد أن تلك الاشاعات لن تنال من عزيمة قوات الحرس الجمهوري ولن تثنينا عن تأدية مهامنا وواجباتنا الوطنية في الحفاظ على الامن والاستقرار.. وللعلم أنه وفي حالة تواجد أي جندي من الحرس الجمهوري في المدينة فإن ذلك يكون بناء على طلب من السلطة المحلية والمحافظ والاجهزة الامنية ومن أجل المساندة وتقديم الدعم فقط.
متفائلون
< في ظل الظروف الراهنة هل نستطيع القول إن إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة ستتم دون حدوث معوقات؟
- إذا رفعت قيادات المشترك وتحديداً الاصلاح والفرقة وأولاد الأحمر يدها عن تعز والوصاية التي تفرضها على أبنائها وأخلصت النوايا ورفعت مليشياتها من شوارع تعز ومناطقها فإننا سنكون متفائلين بإجراء الانتخابات القادمة في أجواء ديمقراطية وآمنة، ولكن إذا ما أصرت تلك المليشيات على البقاء في المدينة فسنواجه صعوبات كبيرة، لأن مدينة تعز حتى الآن غارقة في الانفلات الامني بسبب ضعف أداء الأجهزة الامنية واستمرار تواجد المسلحين والمخربين، وندعو الجميع الى تغليب مصلحة الوطن وطي صفحة الماضي والعمل من أجل إنجاح الانتخابات الرئاسية القادمة وانتخاب المشير عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية لاستكمال مسيرة البناء والتنمية التي أرسى مداميكها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله - وسنعمل بكل ما لدينا من امكانات من أجل إجراء الانتخابات القادمة في أجواء آمنة وديمقراطية.
صحف صفراء
< الزميل سيف الحاضري أصدر بياناً ذكر فيه أنكم قمتم بتهديده.. ما ردكم على ذلك؟
- يبدو أن بعض الوسائل الاعلامية والصحف التابعة للمتآمرين قد أصيبت بخيبة الأمل لأن كل إشاعاتها وأكاذيبها قد ذهبت أدراج الرياح ولم تحقق أهدافهم المنشودة.. فالقارئ أصبح مدركاً حقيقة ما تطرحه تلك الأبواق التي لم تنشر خبراً حقيقياً واحداً طيلة الازمة عن الحرس الجمهوري أو غيره، ونحن لا يشرفنا الرد على تلك الصحف الصفراء لأن ما تنشره هو كذب وافتراء، وما نشره الحاضري حول تهديدي له هو واحدة من تلك الفبركات الاعلامية ذات الدوافع السياسية ولكن ذلك الزيف مكشوف ويعكس مدى الهستيريا التي وصلت اليها تلك القوى المتآمرة، كما أن الحاضري لا يستحق التهديد.
عقدة نفسية
< تناولت وسائل الاعلام اتهاماً من قبل النائب البتراء لقوات الحرس الجمهوري بمهاجمة منزله والاعتداء عليه؟
- أولاً قوات الحرس الجمهوري لا علاقة لها بقضية البتراء ولم تكن متواجدة فيها اصلاً.
ثانياً البتراء عليه حكم من القضاء لأنه ناهب وبسط على أرض استثمارية.. والسلطة المحلية وبتوجيهات قيادة المحافظة أوكلت مهمة تنفيذ الحكم القضائي على الامن المركزي والامن العام ولا علاقة للحرس الجمهوري بالموضوع، ولكن على ما يبدو أن البتراء لديه عقدة نفسية من الحرس الجمهوري ويريد أن يسجل لنفسه موقفاً وشهرة على حساب الحرس الجمهوري.. وأؤكد أن لاعلاقة لنا بقضية البتراء لا من قريب ولا من بعيد.
مواقف وطنية
< كلمة أخيرة تودون قولها؟
- أدعو أبناء مدينة تعز جميعاً الى الاصطفاف ومواجهة أي أعمال تخريبية تنال من مكتسباتهم ومن ثقافتهم وأخلاقهم وأن لا يسمحوا لأي كان أن يجعلهم وسيلة لتحقيق غايته ومصالحه الذاتية.. فأبناء تعز هم نخبة المجتمع اليمني ومثقفوه وقادته وبالتأكيد لن تنطوي عليهم أكاذيب الكهنة وتجار الحروب والمتطرفين والرجعيين، كما أن الشعب اليمني يعول على تعز وأبنائها بشكل عام في قيادة مسيرة البناء والعلم والمعرفة والتنمية في اليمن، وليس مسيرة العنف والفوضى والرجعية كما يريد ذلك المتآمرون.
ويسعدني ان أقدم من خلال صحيفة «الميثاق» كل الشكر والتقدير لكل أبناء تعز الشرفاء الذين وقفوا في وجه الفوضى والعنف والتخريب خلال الفترة الماضية، وكذلك لكل منتسبي الحرس الجمهوري الذين سقطت على أياديهم الطاهرة المؤامرات والفتن وهو ما لن ينساه التاريخ لهم مهما كان الأمر لأن مواقفه مشرفة ووطنية.