استطلاع/ هناء الوجيه - المدارس مازالت تستخدم متاريس في منطقة الحصبة وسواد حنش.. ومازالت المليشيات المسلحة تنقش بالرصاص وصواريخ لو على أجساد البشر والحجر والشجر..
مأساة التعليم واضحة بهذه الكارثة التي تحاول إخفاء قبحها بتلك التصريحات الصحفية التي يطلقها بعض أعضاء اللجنة العسكرية..لا نريد أن نقول إنهم يكذبون ولا انهم متواطئون في تلك الجريمة ولكن نقول إنهم لا يؤدون المسؤولية ولو أمام براءة أطفال اليمن الذين يُحرمون من التعليم دون ذنب وبدون سبب..اللعنة ستطارد المتسببين.. والذين يحرمون آلاف الفتيات والفتيان من التعليم مثلما سيظل العار يطارد أعضاء اللجنة عشرات السنين.. إن لم يقولوا الحقيقة..
هذا الاستطلاع التي قامت به صحيفة «الميثاق» يكشف أن وعود ومواعيد اللجنة العسكرية لإخلاء المدارس لا وجود لها في الواقع..ونترك عدداً من مديري ومديرات مدارس منطقة الحصبة ومازدا وصوفان يردون على اللجنة العسكرية.. فإلى الحصيلة:
< تقول الأخت جمالة القاضي- مديرة مدرسة حليمة حي الصيانة: تقلص عدد الطالبات في المدرسة من (2226) إلى (1000) طالبة وذلك بسبب أعمال العنف والتخريب التي عانت منها المنطقة جراء الأزمة، وذلك ما جعل المدرسة في موقع غير آمن تحيط بها المتاريس والمسلحين من كل الجهات، ربما اصبح الوضع الآن أفضل إلى حد ما ولكننا مازلنا نسمع اطلاق النار بشكل مستمر وهذا ما جعل أولياء الأمور والطلاب والمدرسين في حالة قلق دائم، وبناءً على هذه الأوضاع اصبح من المشاهد المألوفة أن ترافق الأمهات أبنائهن ذهاباً وإياباً وهذا يشكل ضغطاً كبيراً على الأهالي وبعض أولياء الأمور يحاولون تأمين سير أبنائهم باستئجار باصات تنقلهم بداية الدوام ونهايته وهذا أيضاً يشكل عبئاً مادياً عليهم.
خدمات ضرورية
وحول انعدام الخدمات الضرورية عن المدرسة تقول مديرة المدرسة: المعامل والكمبيوترات وآلة التصوير والاذاعة المدرسية كلها متوقفة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وكذلك نعاني من انعدام الماء وهذه أمور تعتبر من الضروريات المساندة لاستمرار العملية التعليمية.. نسأل الله أن تعود الأوضاع إلى مجراها الطبيعي بحيث تعود الطالبات إلى المدرسة وتعود الحياة الأمنة والمستقرة، ونتمنى من اللجنة العسكرية أن تجعل من ضروريات مهامها إخلاء المدارس من كافة المظاهر المسلحة وتأمين ما حولها لتستمر العملية التعليمية دون خوف أو قلق..
رسالة للجنة العسكرية
من جانبه يقول الأخ علي القعشلة- مدير مدرسة سواد حنش : الأمور في المدرسة تمشي على ما يرام كان لدينا في المدرسة أكثر من خمسين من أفراد الفرقة والآن تقلص العدد إلى ما يقارب العشرة فقط.. بدأت المدرسة عامها الدراسي في ذات الموعد مع بقية المدارس تأخرنا بعض الشيء عندما اطلق على المدرسة ثلاث قذائف في فترة سابقة اضطررنا بعدها إلى اغلاق المدرسة لفترة وجيزة عاودنا العمل بعد ذلك وطلبنا من المسلحين أن يرتدوا الزي المدني اثناء الدوام وذلك لبث شيء من الاطمئنان في نفوس الطلاب وأولياء الأمور، ونتمنى أن يكون الاطمئنان الحقيقي قريباً بإزالة المتاريس ومظاهر التسلح من كافة المدارس.. ونحن الآن من خلالكم نرجو ان تصل رسالتنا إلى اللجنة العسكرية وذلك بسرعة الوصول إلى كافة المدارس لإخلائها من المظاهر المسلحة وتأمين الطرق المؤدية إليها واعتبار ذلك من المهام الضرورية.
اطلال مدمرة
وفي ذات السياق تقول الأخت نزيهة الرويشان- مديرة مدرسة الرماح: المدرسة اصبحت مجرد اطلال، نحن نداوم في مدرسة الفاروق وذلك كوضع مؤقت يضمن للطالبات الالتحاق بمدرسة قريبة يمكن الوصول إليها.. بعد قرار تشكيل اللجنة العسكرية والبدء بتنفيذ قرار إزالة المتاريس والمظاهر المسلحة ارسلنا مدرسين وإحدى الموجهات إلى المدرسة بغرض اخراج الملفات والوثائق الخاصة بالطالبات وقبل الوصول إلى المدرسة بمسافة اطلق عليهم الرصاص من قبل قناصة أولاد الأحمر وبالتأكيد غادروا بأعجوبة ناجين بحياتهم، نرجو من اللجنة العسكرية أن تسرع في تنفيذ مهامها وأن تكون المدارس من أهم الأماكن التي يجب إعادة الأمن والاستقرار إليها.
تأثيرات الأزمة
وفي ذات الشأن تقول الأخت رضية الديلمي- مديرة مدرسة الزهراء سواد حنش: نحاول تجاوز تأثيرات الأزمة، المدرسة بعد الأحداث تحتاج إلى بعض الترميمات بالإضافة إلى أن المدرسة في الوقت الحالي تنقصها الخدمات الضرورية، كل الخدمات منقطعة فلا ماء ولا كهرباء وقد حاولنا تغطية العجز بشراء ماطور وخاصة أننا مقبلون على فترة الامتحانات وما يصاحبها من طباعة وتصوير وأعمال رصد.. وإلى جانب كل ذلك فالماء منقطع عن المدرسة منذ فترة طويلة وهذه خدمات مساعدة ومهمة في استمرار العملية التعليمية، ولذلك فنحن نطالب من خلالكم العمل على إعادة توفير الخدمات الضرورية وإخلاء المدارس من مظاهر التسلح وتأمين الطرق المؤدية إليها..
إعادة الأمن
ونختتم مع الأخ عبده السميري- مدير مدرسة فقيد الأمة شارع مازدا الذي قال: يتواجد في المدرسة المسلحون التابعون لأولاد الأحمر وقد كانوا بأعداد كبيرة ولكن عددهم تقلص في الفترة الأخيرة، نحن الآن ضيوف في مدرسة عثمان نداوم في الفترة المسائية إلى أن تستقر الأمور، طبعاً ما يعيق عملية التعليمية والعودة إلى المدرسة ليس فقط وضع المدرسة ولكن ايضاً المحيط حول المدرسة يجعلها غير مهيأة حالياً للعودة إليها، فالمتاريس منتشرة في كل مكان وبكثرة بالإضافة إلى انتشار المسلحين وهذا ما يقلق أولياء الأمور والطلاب ويجعلنا غير مستعدين للمخاطرة بالذهاب إلى المدرسة التي تعتبر في مكان غير آمن..
ويستمر السميري في حديثه قائلاً: عدد الطلاب في المدرسة التي انتقلنا إليها قل بشكل كبير لأن معظم الأسر نزحت عن المنطقة والبعض الآخر أجل العام الدراسي لأبنائهم إلى أن تستقر الأمور.. في الوقت الراهن نحن نحاول تلافي أي قصور وخاصة فيما يتعلق بالتآخير في المناهج ونحاول التعويض عن الكادر من المدرسين الذين فقدناهم بسبب الوضع وبالذات المعلمات اللاتي لم يستطعن الاستمرار في الدوام ونرجو من اللجنة العسكرية أن تسرع في تنفيذ مهامها لتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي ويعود الأمن والاستقرار.
|