محمد حسين النظاري - -
ليس مزايدة ولا تزلفاً ولا تقرباً أن ندعو وبكل ما أوتينا من قوة إلى مساندة ومؤازرة المشير عبد ربه منصور هادي، والذي يدخل الانتخابات الرئاسية المبكرة والمتفق إجراؤها في بداية الثلث الأخير من الشهر الجاري، في بداية جدية لانفراج الأزمة التي لن نخرج منها إلا بفتح صفحة جديدة، وليس انصع من الانتخابات صفحة نبدأ بها مشروع بناء اليمن الجديد.
نسمي الانتخابات القادمة وما سوف تفرزه بصيرورتها الناجحة بأنها مشروع بناء اليمن الجديد، وليس كل البناء، فالبلاد تحتاج إلى تغيير شامل اقر به الجميع بداية من فخامة الرئيس والمؤتمر الشعبي العام كسلطة وأحزاب اللقاء المشترك كمعارضة وبينهما الشعب اليمني قاطبة من خرجوا للساحات - مؤيدين ومعارضين- ومن ظلوا صامتين في بيوتهم، والتواقون جميعاً إلى الأمن والسلام، ونبذ العنف والانفتاح على الكل من اجل اليمن.
مع هادي من اجل بلادي ينبغي أن يكون شعارنا جميعاً بلا استثناء، لأنه وكما يقال لكل زمان دولة ورجال، فإن رجل هذه المرحلة هو المرشح التوافقي، والمدعوم ولأول مرة في تاريخ اليمن من الأطراف الداخلية والإقليمية والعربية والأوروبية والدولية، ومن هذا المنطلق فإن قوة هذا الدعم سينعكس على قدرته في تطبيق جميع بنود المبادرة الخليجية والياتها المزمنة كمصفوفة متكاملة تقودنا إلى تخطى الفترة الماضية.
إن قوة الدعم العالمي للمشير عبد ربه منصور هادي تعطيه القوة المعنوية والتنفيذية في آن واحد لكي يبسط نفوذ الدولة اليمنية الحديثة التي نحن في أمس الحاجة إليها، فكفانا الرقص على السلم، فلا نحن ظللنا دولة قبيلة، ولا نحن أصبحنا دولة مدنية، نحن بحاجة إلى دعم الرئيس التوافقي، لنزيل الرواسب التي جعلتنا نتخندق طيلة هذه الأشهر الماضية كل فيما يريد، ولم نفكر في ماذا تريد اليمن؟.
جميع اليمنيين من الذين يحق لهم التصويت مدعوون إلى التوجه نحو صناديق الانتخابات في الحادي العشرين من الشهر الحالي، سيقول البعض ولماذا الإصرار والانتخابات محسوم أمرها سلفاً؟، وسنجيبهم: نعم محسوم أمرها لأنها المنقذ الوحيد للخروج باليمن مما هي فيه، فلا يمكن لرئيس منتخب أن يسلم الأمر إلا لرئيس منتخب يخلفه، وإلا أصبحت الأمور فوضى وكل من أراد الحكم خرج على من سبقه لينزع عنه سلطته.
التوجه نحو الصناديق وملؤها بالتصويت بنعم لرئيس قادم، مهم جداً كي نؤسس مبدأ التداول السلمي والآمن والسلس للسلطة عبر صناديق الانتخابات، ولكي يستلم ولي الأمر الجديد كولي شرعي منتخب من الشعب، وليس مفروضاً من أي جهة كانت، وهنا ومن جانب الولاء الشرعي فكما كنا مع ولي الأمر سابقاً، نحن مأمورون بطاعة ولي الأمر الجديد، لأن ذلك نهج الله ولا انتقاء فيه.
الرجل يحتاج من الجميع رد الجميل إليه، فللأمانة ما كان لليمن الخروج من محنتها إلا بوجود رجل تتقبله جميع الأطراف الداخلية، علاوة على مساندة المجتمع الدولي، ولو لم يكن المشير هادي رجلا متزناً، مخلصاً لرئيسه فخامة المشير علي عبد الله صالح، ومنفتحاً على أطراف العمل السياسي، مما جعله الشخصية المطلوبة، بل والتي قدر الله لها أن تكون طوق النجاة لجميع الأطراف المتنازعة.
من اجل ذلك لبوا أيها اليمنيون نداء الواجب الوطني عبر الدعوة الموجهة إليكم من اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، وأسسوا لمرحلة جديدة تبني على تم انجازه خلال السنوات الماضية، بحيث تكمل ايجابياتها وتنميها، وتلغي سلبياتها بما يعزز اللحمة الوطنية، من اجل الشروع في حوار وطني شامل لا يستثني احد تحت مظلة الجمهورية اليمنية.... وللحديث بقية.
باحث دكتوراه بالجزائر*