الإثنين, 13-فبراير-2012
الميثاق نت -   حوار / توفيق الشرعبي -
أكّد رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي محمد حسين الحكيمي أنه تم الانتهاء من كافة الإجراءات التنفيذية المتعلّقة بالتجهيزات والتحضيرات الخاصة بالانتخابات الرئاسية المبكّرة المقرّرة في الـ 21 من فبراير الجاري.
وأوضح الحكيمي في حديث مع «الميثاق» أن الاتفاق الذي وقّع بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك لتشكيل لجان وفرق انتخابية مشتركة يركّز على الحشد الجماهيري وتوجيه المواطنين للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع.وحثّ الحكيمي المؤتمر وحلفاءه والمشترك وشركاءه على تكثيف الحملة الانتخابية في المناطق التي تشهد دعوات للمقاطعة، وحشد أنصارهم وأعوانهم لكي تكون نسبة الإقبال كبيرة.
معلومات اخرى تهم القارئ في الحوار التالي:
< هل الأمور تمشي باتجاه الانتخابات الرئاسية المبكرة كما هو مخطط لها؟
- أرحب بصحيفة «الميثاق» التي زارتنا في اللجنة العليا للانتخابات والواقع أنه «ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن».. فعلاً أننا كنا قد وضعنا برنامجاً زمنياً للإجراءات الانتخابية حددنا فيه المواعيد ابتداءً من صدور الدعوة الرئاسية إلى يوم إعلان النتيجة، لكن اعترضتنا الكثير من المعوقات ابتداءً من وصول المرشح الرئاسي إلى تشكيل اللجان وتأخير اقرار الميزانية كل هذه الأمور وغيرها عكست أثرها على البرنامج الزمني الذي أعددناه واضطررنا إلى تعديله لأكثر من مرة، ولكن الإجراءات التنفيذية المتعلقة بالتجهيزات والتحضيرات، فأعتقد أننا قد أنهيناها..
< كيف وجدتم دور الأحزاب ومدى تعاونها مع اللجنة لإنجاح الانتخابات؟
- في البداية مرت علاقة فتور بيننا وبين الأحزاب ثم حاولنا التواصل معهم وعقدنا أكثر من اجتماع، وسارت الأمور بشكل جيد.
عمل ثانوي
< بالأمس شكلت الأحزاب لجاناً مشتركة عليا للانتخابات، هل دورها سيتعارض مع ما تقومون به، أم ستعمل وفقاً لتوجيهاتكم؟
- اعتقد أنها في إطار التنسيق بين طرفي العملية السياسية لانجاح الانتخابات والظاهر أنها تتركز حول الحشد الجماهيري وتوجيه المواطنين للادلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع وهي جزء من عمل ثانوي بالنسبة للجنة وهو ضمان حصول أكبر نسبة من المشاركة وعملها ربما هو أقرب إلى الدعاية الانتخابية والحشد الجماهيري منه إلى العمل الانتخابي الفني الذي نقوم به..
< ماذا تمثل هذه الانتخابات على مسار العملية الديمقراطية والسياسية؟
- معلوم أن اليمن مرت بظروف صعبة ومعاناة طويلة وأثرت الأزمة على شتى مناحي الحياة واعتقد أن الانتخابات هي النقطة التي التقى حولها جميع الأطراف واجمعوا عليها للخروج بالبلد إلى وضع مستقر وأفضل.
معنوي ومادي
< كيف تقيمون الدعم الدولي لانجاح هذه الانتخابات؟
- المجتمع الدولي قدم دعماً كبيراً سواءً معنوياً أو مادياً بما يقارب 5-6 ملايين دولار في المرحلة الأولى والمرحلة الانتقالية الثانية بحدود 10 ملايين دولار وقد تكفلوا بشراء كل المستلزمات والتجهيزات والوسائل والمعدات اللازمة لإجراء العملية الانتخابية.
< يعني لم يواجهكم أي عجز؟
- لا.. الحمد لله فالجانب الذي غطاه الأخوة في برنامج الدعم والأيفست والدول المانحة تولت شراء الكمبيوترات وآلات التصوير والفاكسات وحبر الاقتراع ووسائل النقل وقاموا بتغطية كل التوعية الانتخابية التي يتولاها قطاع الإعلام وساهموا مساهمة فاعلة في مجال تدريب اللجان الاشرافية وبالتالي لايوجد لدينا أي عجز وقد رصدت الدولة ميزانية خاصة بالانتخابات وإذا واجهنا أي شيء سنواجهه من هذه الميزانية.
اهتمام وحرص
< إلام تعزو الرعاية الكاملة للمجتمع الدولي لهذه الانتخابات؟
- الرعاية ننظر لها من جانبين أولاً اهتمامهم بالمبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة وقناعتهم المطلقة بضرورة أن يخرج اليمن من الوضع الصعب الذي يعيشه إلى وضع آمن يساعد على استقرار الاقليم والمحيط الدولي وثانياً أن اللجنة العليا للانتخابات حرصت منذ البداية على التعامل معهم بوضوح وشفافية وحاولنا أن نبتعد عن كل ما يعيق التنسيق الكامل بيننا وبينهم وتركنا لهم حرية اختيار الوسيلة التي يمكن أن يدعمونا من خلالها، وبقدر الإمكان أوكلنا إليهم شراء المستلزمات وإنزال المناقصات والتصرف فيها كاملة ونحن فقط نحدد ما هي طلباتنا وموعد تسليمها وليس لنا شأن بالجانب المالي.
مساهمة دولية
< يوم السبت مددتم استقبال طلبات الرقابة الدولية حتى يوم 20 فبراير ما الدافع لهذا التمديد؟
- نحن حريصون على أن تكون هناك مساهمة دولية كبيرة في مجال الرقابة سواءً أفراداً أو منظمات أو أحزاباً وكذلك رقابة محلية.. لقد حرصنا على أن يكون هناك أكبر عدد مساهم في العمل الرقابي من أجل أن نقف على نقاط الضعف التي قد تعتور العملية الانتخابية بالإضافة إلى حرصنا على نقل هذه التجربة التي يجسدها اليمنيون إلى العالم ولن يتأتى ذلك إلاّ عبر المراقبين والوسائل الإعلامية، وهي تجربة قد يشوبها بعض الأخطاء التي سنعمل على تلافيها في الانتخابات القادمة.. وهذا التمديد هو عادة ما يتاح للمراقبين في كل الانتخابات السابقة.
< مستوى الجاهزية للجان والمراكز؟
- وافتنا الأحزاب ببقية اللجان الفرعية كاملة أمس الأول وقد تم نشرها كاملة.. وأمس الأحد كان آخر يوم لاستقبال اللجان الفرعية على مستوى المراكز وسيرفع اليوم إلينا تقرير بنسبة الحضور ونسبة التخلف التي على ضوئها ستتخذ اللجنة قراراً معيناً.
< ما البدائل لنسبة التخلف؟
- سنلجأ لوسائل أخرى إما عن طريق الأحزاب أو عن طريق المحافظة لتعيين بدل الغياب.
نقل عسكري
< هل لاتزال هناك عراقيل تواجه اللجنة بما يتعلق بوصول المستلزمات أو اللجان لبعض الدوائر أو المراكز؟
- هناك عراقيل بسيطة وقد حرصنا على أن يتولى نقل المستلزمات الانتخابية الأخوة في اللجنة الأمنية عن طريق النقل العسكري وبالتنسيق مع مختلف الجهات الأمنية وقادة الوحدات والسلطات المحلية في كل المحافظات لكي نضمن وصول هذه المستلزمات إلى الأماكن المحددة وفعلاً وصلت إلى كل الدوائر والمراكز.
< نريد أن نطلع من خلالكم على الخروقات التي وقفت عليها اللجنة حتى الآن؟
- هناك اعتداءات على لجان الانتخابات في الضالع وتقطع على سيارات رؤساء لجان اشرافية مثل ما حدث في محافظة صنعاء، وخلاف في تعز بين بعض الأفراد وعضو لجنة إشرافية وهي أمور بسيطة وليست مؤثرة حتى الآن.
< كم الحالات التي حصلت؟
- 3-4 حالات.
< ماذا عن إجراء الانتخابات في المناطق الساخنة كالحصبة وصوفان ومدينة تعز.. الخ؟
- الإجراءات ستسير وفق ما هو مرتب لها بشكل عادي.. المراكز جاهزة واللجان متواجدة.. ربما هناك إضافة لبعض الحماية الأمنية التي توفر مناخاً أفضل وأكثر أماناً.
< بمعنى أنكم عززتم اللجان الأمنية هناك؟
- ليس بهذا المعنى وإنما وضعنا لها اعتبارات معينة.
الرئاسية غير
< في حال تم عرقلة إجراء الانتخابات في دوائر أو مراكز معينة في أية محافظة.. ما الإجراءات التي وضعتموها تحسباً لذلك؟
- بالنسبة للإجراءات فقد تم وضعها من قبل اللجنة الأمنية فمثلاً المناطق غير الأمنية وضعت اللجنة احتياطاتها اللازمة وعززت بأعداد تتلاءم مع كل منطقة.والانتخابات الرئاسية ليست كالبرلمانية فإذا تعرقلت الانتخابات في دائرة معينة يتم إعادة الانتخابات فيها، الرئاسية ليست كذلك فإذا حدثت عرقلة في أي دائرة لا ضير في ذلك وتسير العملية الانتخابية في بقية الدوائر والمراكز بشكل طبيعي وسلس ولا يوجد اشكالية في ذلك.
< تعني أن النتيجة ستعلن طبيعياً بدون الدوائر أو المراكز التي تحدث فيها اشكاليات؟
- بالتأكيد لأنه لايوجد تأثير في ذلك ولا يشترط القانون أن يتم الاقتراع على مستوى كل مركز وكل دائرة.
< هل ترى أن هذه الانتخابات ستكون سهلة كونها بمرشح توافقي وحيد؟
- هي من ناحية ستسهل ومن جهة أخرى ألقت بأعباء على اللجنة.
< من أي جانب؟
- من جانب الحشد الجماهيري والتفاعل والحماس لأن هذه أمور مهمة جداً في هذه الانتخابات.. وربما تنبهت الأحزاب والأوساط الاجتماعية مؤخراً وبالتالي تحركت الفاعليات الحزبية والاجتماعية بما يتعلق بالدعاية الانتخابية لتعويض هذه الجزئية بالذات.
< هل هناك صعوبات تواجهكم في المحافظات الجنوبية في ظل الدعوات لمقاطعة الانتخابات؟
- هناك دعوات من قبل الحراك للمقاطعة.. لكن بالمقابل هناك شريحة كبيرة حريصة على إجراء الانتخابات وهنا يأتي دور الأحزاب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والمشترك وشركائه والذين يتوجب عليهم أن يكثفوا حملتهم الانتخابية بهذه المناطق وحشد أنصارهم وأعوانهم لكي تكون نسبة الاقبال كبيرة.. وبالنسبة للجنة العليا للانتخابات فمهمتها توعوية وفنية وقد قمنا بذلك على أكمل وجه.
< لماذا لم يتم الحديث من قبل الأحزاب عن تصحيح جدول الناخبين؟
- المبادرة الخليجية وآليتها التفنيذية من ضمن ما نصت عليه أن تجرى الانتخابات وفقاً للسجل الانتخابي الموجود وبعد إجراء الانتخابات وإكمالها سيتم إعداد سجل انتخابي جديد.
< للانتخابات البرلمانية القادمة؟
- للبرلمانية والرئاسية ومراحل الانتخابات الأخرى.
< ماذا عن منتسبي القوات المسلحة والأمن الذين انتقلوا إلى مواقع ومحافظات أخرى بعيدة عن مواطنهم الانتخابية؟
- نحن نعمل في ظل القانون السابق وبالتالي ستظل المواطن المحددة في القانون كما هي والذين انتقلوا شأنهم شأن أي مواطن آخر يتواجد في أي دائرة ليس مسجلاً فيها.
< هل تمثل الانطفاءات الكهربائية مشكلة أمام مهامكم الحالية؟
- بالنسبة لانطفاء الكهرباء فمشروع الدعم عززنا بحوالي 22 مولداً كهربائياً على مستوى المحافظات.. والأمر الآخر فإننا حرصنا على وضع آلية أن يتم موافاة اللجان الاشرافية بأسرع وقت بالنتائج الانتخابية لكي يتم على ضوء ذلك ارسالها إلى اللجنة العليا للانتخابات لأن الأمر يتعلق بمحضر وليس بلاغاً فقط، والنتائج ترسل بمحاضر إلى اللجنة التي على ضوء ذلك ستقوم بإعلان النتيجة مع مراعاة أن النتائج يتم فرزها واعلانها على مستوى كل صندوق..
الكهرباء هي مشكلة الوطن ولاشك أنها تعيق ولكن هناك بدائل أخرى ووسائل لاعلان النتيجة.
< ربما تؤخر الكهرباء إعلان النتيجة؟
- المحدد عشرة أيام وهي مهلة زمنية كافية.
< توقعاتك لنسبة المشاركة في الاقتراع؟
- أتوقع نسبة ممتازة خصوصاً لما لمسناه من تفاعل حزبي وشعبي في الفترة الأخيرة.
البوابة الرئيسة
< رسالتك التي توجهها للمواطنين؟
- أقول لهم إن هذه الانتخابات هي البوابة الرئيسة التي من خلالها يمكن أن يلج اليمن إلى مرحلة يستطيع من خلالها أن يعالج جميع المشاكل التي يعاني منها سواءً أكانت قضية الأخوة الحوثيين أو الأخوة في الحراك الجنوبي أو قضايا المساواة والعدالة الاجتماعية والمشاركة في السلطة والثروة..
هناك أمور كبيرة ومهام صعبة لايمكن لنا التصدي لها ومعالجتها إلاّ من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية وانتقال السلطة بشكل سلمي وشرعي إلى المرشح التوافقي الذي من خلاله نستطيع أن نفعل كل البنود الأخرى المذكورة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كي نستطيع معالجة مشاكلنا.
نأمل أن يكون ذلك واضحاً بالنسبة للأخوة المواطنين وأن يحرصوا فعلاً على المساهمة لأن المرحلة الأولى لمعالجة المشاكل هي الانتخابات الرئاسية القادمة إن شاء الله.
مؤشر حقيقي
< رسالتك للأحزاب؟
- أرجوهم وأدعوهم أيضاً إلى استمرارية التفاعل ورفع وتيرته.. فهم الطرف المعني بتثبيت هذه المبادرة الخليجية وهم الذين سطروا بنودها وهم الذين وقعوا عليها وهم الذين يجب أن يكونوا أحرص على تنفيذها.. وهذه هي الخطوة الأولى التي يمكن أن يختبر من خلالها الأحزاب ما إذا كانت لديهم الرغبة في تنفيذ المبادرة الخليجية من عدمه وهي مؤشر حقيقي لمدى تعاون الأحزاب في تنفيذ المبادرة ونحن على ثقة بأنهم سيتفاعلون تفاعلاً ايجابياً من خلال ذلك.
< هل شكلتم لجاناً أو غرفة عمليات لمراقبة أداء الأحزاب والاعلان عن أية خروقات يقوم بها هذا أو ذاك؟
- نحن لدينا غرفة عمليات لاستقبال كل البيانات والمعلومات من الواقع أو من المراكز الانتخابية وسترصد كل المراحل التي تمر بها العملية الانتخابية وستُسجل كل الجوانب الايجابية والسلبية وهناك ندوة ستعقدها اللجنة بالتعاون مع الايفست لتقويم المرحلة الانتخابية بعد إجرائها وستناقش فيها كل الايجابيات والسلبيات التي رافقت الانتخابات.
< كلمة أخيرة؟
- شكراً جزيلاً.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 05-ديسمبر-2024 الساعة: 02:35 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-25178.htm