گتب /يحيى علي نوري - تعج الساحة اليمنية بالعديد من الاطارات المدنية والابداعية والجماهيرية وتتشابه كثيرها من حيث الاهداف والمقاصد والتواري للكثير منها عن دائرة الاضواء والتفاعل حتى بات وجود معظمها يمثل ترفاً او اشكالاً ديكورية عديمة الحراك والفاعلية وبعيدة ايضاً عن الارتباط الوثيق بمجتمعها المحيط.
وفي ظل هذا الزحام لم يعد هناك اكتراث لدى الرأي العام بهذه الاطارات المدنية التي وجدت لخدمته ولم يعد ايضاً يرى اهتماماً بأي اشهار جديد لاي منظمة لقناعاته التي ترسخت للاسباب التي اشرنا اليها.. إلاّ انه هذه المرة- وقف ومن خلال العديد من المثقفين والمهتمين والمختصين امام اشهار المنتدى الجديد بداية الاسبوع والذي يحمل اسم منتدى الرقي والتقدم وهذه الوقفة كان مبعثها الاهداف التي اعلنها مؤسسو هذا المنتدى ومن أجلها اسسوا منتداهم هذا وهي اهداف اعتبرها الكثير بمثابة تشخيص دقيق لابرز متطلبات الواقع اليمني وبأنها اي هذه الاهداف قد جاءت متجردة تماماً من اسلوب الشعارية التي طالما وقع فيها الكثير من اهداف المنظمات المدنية المختلفة وعكست حقيقة تأسيسها انها كانت استجابة تقليدية اكثر مما هي استجابة لواقع ملح يعد في امس الحاجة الى متطلبات تكون نتيجة منطقية لدراسة واقعية لمشكلات المجتمع.
ومن ثم التعبير عنها في اطار منظمات عدت لهذا الغرض تمتلك الرؤية ما يساعدها على انجاح اهدافها وبرامجها وتتمثل اهمية الاهداف التي جاء بها منتدى الرقي والتقدم هو انها قد جاءت مركزة وبصورة قوية على تأصيل وتنمية روح الانتماء الوطني لدى المواطن اليمني وهو ما مثل استجابة منطقية لحاجة ملحة - بات المواطن اليمني اليوم في امس الحاجة الى كل ما من شأنه ان يعمل على تعزيز روح انتمائه الوطني، من خلال سيادة المفاهيم السليمة للمواطنة حقوقاً وواجبات.. كما ان من دلالات هذه الاهداف انها جاءت في مرحلة مهمة وحساسة تتطلب من المجتمع المدني لعب دور حقيقي وفاعل في سبيل تنمية الروح الوطنية وجعلها من الاتقاد والحماس والفاعلية مايجعل من دور المواطن اليمني دوراً فاعلاً واساسياً في بلورة الاهداف والتطلعات لوطنه بروح حضارية متفهمة ومستوعبة لتحديات الراهن والمستقبل.
كما جاءت هذه الاهداف في ظل حالات اهتزاز يقع فيها البعض نتيجة لحالات القصور في روح انتمائهم وولائهم الامر الذي قد لايؤتمن من خلال هذه الظاهرة ان تتسع وبالتالي تخلق مشكلة عويصة امام توجهات المجتمع باتجاه تحقيق اهدافه وتطلعاته.
كما ان هذا المنتدى ومن خلال الشخصيات التي بادرت الى تأسيسه واشهاره من الذكور والاناث قد جعلت من الآمال كبيرة في ان يلعب هذا المنتدى دوراً فاعلاً خلال المستقبل القريب وان تجد برامجه وانشطته وفعالياته قد استطاعت ان تحقق شوطاً كبيراً على صعيد الاهداف التي قام من أجلها.
اذن نحن امام منتدى يمثل همزة وصل بين حاضر شعبنا وبين موروثه التاريخي العتيق الذي مازالت اصداؤه تدوي حتى اليوم، منتدى يجد في تأصيل وترسيخ روح الانتماء الوطني لدى المواطن شرطية اساسية لبلوغ عهد جديد يكون فيه الانسان اليمني المتسلح بالانتماء والولاء لوطنه قادراً على مواجهة التحديات بل والتعاطي معها.
هدف عظيم نتمنى ان لايكون هذا المنتدى وحيداً من أجل تحقيق هذا الهدف وانما نتطلع الى ان تقف الى جواره مختلف الفعاليات الحكومية منها والجماهيرية والابداعية والمدنية باعتبار ان تحقيق هذا الهدف سيمثل ارضية قوية وصلبة لتحقيق تطلعات اكثر وثابة باتجاه المستقبل تستفيد من تجارب شعبنا الناجحة وتأخذ بها وتستفيد من تجارب الآخرين الناجحة وتعزز دورها تأثيرها الايجابي على صعيد المجتمع المحيط.
سواء أكان ذلك على صعيد التوجهات السياسية او على صعيد المشاركة الشعبية وتقوية العلاقات بين المواطن ومؤسسات الدولة ومن خلال الاستفادة الكاملة من كافة القدرات والامكانات الوطنية القادرة على الخلق والابداع واثراء الحياة اليمنية بعصارة افكارها ومقترحاتها الابداعية.
والاعظم ان هذه الاهداف العظيمة التي يتطلع منتدى الرقي والتقدم الى تحقيقها لم تكن في معزل ايضاً عن رؤية المنتدى الى اهمية التفاعل مع البيئة والتأكيد المطلق على أهمية دوره في نشر الوعي البيئي السليم والدفاع عنها وردع كل العابثين والمتاجرين بها. اذن نحن امام اهداف شكلت صورة كاملة لابرز متطلبات الانسان اليمني وبيئته وفي اطار رؤية ثاقبة تعبر فيها نموذجية واقتدار من الشخصيات التي اعلنت تأسيسها لهذا المنتدى..
مدارس للديمقراطية
> يحيى محمد عبدالله صالح الذي انتخب رئيساً لهذا المنتدى قال لصحيفتنا :
- منظمات المجتمع المدني وبمختلف اوجه نشاطاتها واهدافها يجب ان تكون دائماً مدارس حقيقية للديمقراطية ينهل منها المجتمع كل مايعينه على مواجهة متطلبات حياته وتطوره وتعزيز مساره الوطني وهذا امر نحرص كل الحرص على ان يكون منتدى الرقي والتقدم مدرسة حقيقية تعمل بوتيرة عالية وفي اطار من التخطيط والتنظيم السليم على تحقيق اهدافها والتي من ابرزها تعميق الانتماء الوطني وتعزيز روحه من خلال سيادة المفاهيم السليمة للمواطن، وهذا ما اكده البيان الذي قرأته الاخت الدكتورة رؤوفة حسن.
واستطرد يحيى محمد عبدالله صالح في القول :
ان قيام المنتدى لاشك انه سيمثل خطوة اساسية من أجل تحقيق اهدافه التي نأمل ان تجد تفاعلاً من مختلف الفعاليات حتى تتحقق اماني وتطلعات كل اليمنيين في وطن يليق بعظمة ما يملكونه من تاريخ حافل بالعطاء والانجاز وان نجد من خلال انشطة وفعاليات هذا المنتدى تحقق تحول مهم على صعيد التنشئة والتربية الوطنية المفعمة بروح الولاء والانتماء للوطن والمعبرة عن حرص اليمنيين على تحقيق اهدافهم وربط حاضرهم بماضيهم الحضاري..
مذكراً ان تاريخ شعبنا حافل بالعطاءات الحضارية وبان الانسان اليمني قادر من خلال مختلف اطره وفعالياته على اقتراح الحلول الابداعية والمشاركة الحقيقية وبان المنتدى يهدف الى تحقيق هذه الغاية.وكلنا ثقة في ان تجد اهداف المنتدى طريقها الي البلورة والترجمة الى الواقع.
تجاوب مع متطلبات الواقع
> أما الاخت الدكتورة وهيبة فارع - عميدة المعهد الوطني للعلوم الادارية والتي تم اختيارها من قبل مؤسسي المنتدى عضواً في مجلس شرفه الاعلى تقديراً لجهودها المختلفة في مجال العمل الوطني والادارة والتنمية وحقوق الانسان والمرأة فقد اكدت في حديثها لــ»الميثاق« :
- عن الجديد الذي جاء به هذا المنتدى انه قد جاء كمنظمة مدنية هدفها الاول والاخير العمل وبكل الامكانات المتاحة من أجل تمكين الشعب من التفاعل والتلاحم الحضاري والمعبر عن شعور فياض بالانتماء الوطني القادر على جعل المواطن اليمني مدركاً لكافة التحديات والمخاطر التي قد تحدق به ويوطنه وان يحافظ دوماً على مصالح وطنه العليا وعقيدته ويرفض وينبذ دوماً اية تبعية خارجية مادية كانت او غيرها وكذا التمسك باهداف ثورته والحفاظ على وحدته الوطنية من اية شروخ قد تنتج بفعل اهتزاز حالة الولاء. وتواصل الدكتورة وهيبة فارع :
ان ذلك هدف عظيم جاء المنتدى ليؤكد عليه وبصورة فاعلة لاتقبل التسويف او الشعارية وان شاء الله وفي اطار هذا الهدف العظيم يمكن لادارة المنتدى ان تضع برامجها وخططها، وكلنا ثقة ان هذا الهدف العظيم سيجد معه الكثير من فعاليات شعبنا الخيرة تقف الى جانب المنتدى في سبيل بلورته الى الواقع وتواصل قائلة :
وان شاء الله نجد ان كل مناطق الضعف التي تشوب ممارساتنا الوطنية في تضاؤل مستمر في ظل التلاحم بين المجتمع افراداً وجماعات وبين المجتمع ومؤسسات الدولة.. وبذلك يكون المجتمع المدني وبمختلف منظماته المختلفة اذا ما قام بهذا الدور وجعله في صدارة اهتماماته وانشطته فسيكون قد ساهم في حماية المواطن اليمني وعدم جره الى التبعية ومن خلاله ايضاً المزيد من تعزيز الاجواء الديمقراطية والتي تزول عندها كافة الامراض الاجتماعية من تعصب وفئوية وطائفية الخ من المسميات التي يتطلب دوماً المزيد من الاصطفاف والقضاء عليها حتى يظل شعبنا بعيداً عن كل بؤر التخلف ومخلفاته المتشعبة والتي تعد عوائق امام مسيرة تقدمه وتطوره.
وتخلص الدكتورة وهيبة الى القول :
ان دور المرأة في منتدى الرقي والتقدم سيكون بارزاً ان شاء الله كون هذا المنتدى يمثل خليطاً من الرجال والنساء ومن خلال اهدافه سيحقق اهداف الجميع التي هي اهداف الوطن وانتصار لمصالحه العليا.
مشاركة فاعلة
> الدكتورة رؤوفة حسن - عضو المكتب التنفيذي لمنتدى الرقي والتقدم قالت :
- ان الجديد الذي جاء به المنتدى ويجعله متميزاً عن غيره من المنظمات المشابهة هو أنه سيركز في نشاطه على ثلاث قضايا مثل المساهمة الفاعلة في التعديلات القانونية ودراسة البيئة القانونية المتصلة بأنشطته وبرامجه واهدافه، وكذا قضية المرأة وهي قضية عبر المنتدى في بيانه التأسيسي عن ايمانه العميق بحق النساء بالتمتع القانوني والاجتماعي بالاضافة الى قضية البيئة العامة.
وتواصل الدكتورة رؤوفة حسن حديثها ان هذا المنتدى يمثل اطاراً فاعلاً للرجل والمرأة على حد سواء ومتناغم في انتخاباته قد جاءت مجسدة لذلك 50٪ رجالاً و50٪ نساءً وهذا يعني ان المنتدى ليس رجالياً صرفاً ولا نسوياً صرفاً وانما يجمع بين الرجل والمرأة ليشكلا سوياً جهداً مشتركاً باتجاه تحقيق الاهداف التي قام من أجل تحقيقها هذا المنتدى.
وان شاء الله يتعزيز دور المنتدى ومن خلال اهدافه على تحقيق الانتماء الوطني وتنمية الثقافة الوطنية وفي مجال الحريات والمرأة وكلها اهداف مرتبطة ببعضها وتعبر جميعها عن حاجة وطنية.
اضافة حقيقية
> الدكتورة ابتهال الكمال - عضوة المكتب التنفيذي للمنتدى قالت بدورها :
- ما من شك ان اشهار منتدى الرقي والتقدم سيمثل اضافة حقيقية للحياة المدنية في بلادنا كما ان الاهداف التي جاء بها هذا المنتدى تعد من الاهمية مايجعل من ادوار المنتدى في قادم الايام تكتسب هي الاخرى زخماً وتفاعلاً كبيرين لكونها اي الاهداف قد طرحت موضوعاً مهماً هو موضوع الانتماء الوطني وهو موضوع ذو اهمية مايجعل من تنميته في اوساط المواطنين ما يهيئ ارضية قوية وصلبة للعلاقات المجتمعية سواء بين المواطنين والدولة او العكس يقوم على اساس من روح الانتماء ومن التعاطي الايجابي مع كافة الاسس المنظمة لهذه العلاقات ومن جانبها الحقوق والواجبات.وكم هي سعادتنا نحن النساء ان وجدنا في هذا الملتقى الفرصة الحقيقية للمشاركة الجادة في تنفيذ اهدافها فقد استطعنا ان نحقق نسبة قد تصل الى 50٪ من قوام قيادات تكوينات المنتدى سواء في المكتب التنفيذي او على صعيد الرقابة وكل ذلك لاشك سيخلق حالة من التفاعل الكبير بين الرجل والمرأة باتجاه تحقيق اهداف المنتدى التي تعتبرها ملحة وضرورية لتنوير عملية البناء الحضاري والاجتماعي لشعبنا اليمني.
وفي اطار من البرامج والانشطة التي تم الاعداد لها بعناية فائقة والتي تعبر عن اهمية المرحلة التي يمر بها شعبنا وهي مرحلة الانتقال الواثقة الى التطبيق الديمقراطي واقامة المجتمع المدني الذي سيعود عليه كثيراً في تحقيق اهداف وتطلعات المجتمع.
وان شاء الله نجد الولاء الوطني وروحه تتعزز من يوم لآخر ويكون التعبير من خلال الممارسة العملية وليس شعاراً غامضاً ومهزوزاً.وتخلص الدكتورة ابتهال الكمال الى القول :
ان كل القضايا التي سيعمل المنتدى على تحقيقها هي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً جميعها تخلص الى تعزيز الولاء الوطني وجعله القاعدة القوية والصلبة نحو المستقبل الافضل والاروع لشعبنا اليمني العظيم.
|