الإثنين, 13-فبراير-2012
الميثاق نت -  د. علي مطهر العثربي -
< إن المشاركة السياسية تعني مشاركة الناس في صنع الحياة وتحديد معالم المستقبل، ونظراً لزيادة أعداد الناس والكثافة السكانية للبشر الراغبين في المشاركة السياسية كان لابد من ايجاد آلية مناسبة تضمن مشاركة الكل في صنع الحياة السياسية وبشكل مباشر، ولذلك فإن تجارب الحياة عبر العصور المختلفة علمت الإنسان الآليات المناسبة لاظهار مشاركته واخراجها إلى حيز الوجود واعتمد الفكر السياسي المعاصر الانتخابات كوسيلة وحيدة للوصول إلى السلطة أمام الراغبين في ممارسة السياسة..
إن الانتخابات وسيلة الشعب كله في امتلاك السلطة ووسيلته لتفويض من يمارس السلطة، ولذلك فإن الانتخابات العامة تمثل الديمقراطية المباشرة التي يمارس المواطن من خلالها حقه في اختيار من يقود المستقبل ويحقق أمل الناخب ويعزز الوحدة الوطنية ويرسخ سيادة الدستور ويفرض هيبة الدولة، ويعمل على بناء اليمن الحديث، لأن ممارسة السلطة بشكل مباشر يصعب على كل الناس فعله، ولذلك كان لابد من أن يشارك الشعب في تحديد معالم المستقبل بشكل مباشر عن طريق الاستفتاء على الدستور الذي يمثل الإرادة الكلية الذي اتفق الناس من خلاله على القواعد والضوابط التي تحكم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ولأن الحاكم مقيد بنصوص الدستور ولا يستطيع تجاوزها فإنه إلى جانب ذلك لايمكن أن يكون حاكماً مالم يأت عبر الإرادة الكلية للشعب من خلال الانتخابات العامة، وهنا تظهر المعاني والدلالات لمبدأ امتلاك الشعب للسلطة، حيث تبدو مظاهر امتلاك الشعب للسلطة من خلال طرق ثلاث هي: الاستفتاء على الدستور الذي يضم القواعد الكلية التي تعبر عن الإرادة الجماعية للشعب والانتخابات العامة سواءً أكانت الرئاسية أو النيابية أو المحلية، ويأتي بعد ذلك كله الرقابة الشعبية على أداء المؤسسات المنتخبة ورقابة السلطة التشريعية المنتخبة على السلطة التنفيذية، لأن كل سلطات الدولة تصبح تحت رقابة الشعب التي يمارسها بشكل مباشر من خلال حقه في سحب الثقة أو بشكل غير مباشر من خلال ممثليه في السلطة التنفيذية الذين فوضهم الشعب حق سحب الثقة من السلطة التنفيذية في حالة عدم التزامها بالقواعد الدستورية.
إن حماية حق الشعب في امتلاك السلطة وبمراحل عدة ناضل شعبنا اليمني من أجله نضالاً مريراً حتى تمكن من تثبيت هذا الحق الأصيل، ولعل الأزمة السياسية التي أراد مفتعلوها اسقاط حق الشعب في امتلاك السلطة كانت العلامة الفارقة في تاريخ الحياة السياسية إضافة صفحة جديدة في الفكر السياسي المعاصر، وكان شرف إضافة هذه الصفحة الجديدة للذين ناضلوا من أجل الوصول إلى الانتخابات ومنع وسيلة الانقلاب واصروا على حماية الشرعية الدستورية والتحمت الإرادة الكلية للشعب من أجل حماية هذا الحق الأصيل.
وهنا ينبغي على كل قوى الخير والسلام التي تؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة أن تضاعف الجهود من أجل حشد الهيئة الناخبة إلى مراكز الاقتراع في يوم 21 فبراير الجاري من أجل ترسيخ مبدأ امتلاك الشعب للسلطة عبر صناديق الاقتراع والادلاء بأصوات الناخبين لمرشح التوافق الوطني المشير عبدربه منصور هادي لأن هذا الفعل الوطني الموحد سيكون العلامة الفارقة بين من يؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي ومن يسعى لاسقاط حق الشعب امتلاك السلطة، بين من يعشق الحرية ومن ألف على الاستعباد والقهر، بين من يحمل رؤية وطنية مشرقة- ومن يتمترس خلف الظلام والجهل والفوضى.
إن الإرادة الشعبية التي حمت الشرعية الدستورية بصورة حضارية أذهلت العالم وارغمته على احترامها جديرة اليوم أن تظهر يوم 21 فبراير الحالي بصورة أكثر ألقاً، صورة ترسم الصورة الحضارية ليمن الإيمان والحكمة، وتمحو آثار وغبار الأزمة التي شوهت اليمن ورجالاتها.. وهنا أجدد الدعوات لكل الشرفاء من أجل دفع الجماهير الناخبة إلى مراكز الاقتراع للادلاء بأصوات الناخبين لمرشح الوفاق الوطني المشير عبدربه منصور هادي لتكتمل صورة الألق اليمني الذي أذهل العالم ورسم صورة إنسانية نبيلة بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-25190.htm