فيصل الصوفي -
< هل الاختلاف في الرأي والمواقف السياسية بين الصحفيين والكُتّاب مدعاة لرفع الأدب عن الخطاب المتبادل، والتخلي عن تقاليد المهنة التي تقول إن الزمالة يجب احترامها..
صحفيون يتبالطون على صفحات الصحف وعلى الهواء مباشرة وعلى الانترنت وعلى البيانات، ويبلطونها بكلمات مثل «بلطجي» وبلاطجة وأحذية بقصد وصف زملاء لهم في المهنة وبقصد الإيذاء والإهانة.
بدلاً من القول: كتب الزميل.. فعل الزميل.. ننصح الزملاء.. نختلف مع الزميل.. قام عدد من الزملاء.. ولا أتجنى إذا قلت إن الزملاء الصحفيين المنتمين لحزب الإصلاح والمحسوبين عليه هم أول من نقل تلك الأوصاف إلى ميدان الصحافة واعتمدوها وروجوا لها وأمعنوا في استخدامها وانتقلت هذه العدوى إلى نقابة الصحفيين التي نقرأ في بياناتها وتصريحات بعض قياداتها كلمة «بلاطجة» كلما تملكهم الغضب.. ودائماً عندما يتعلق الأمر بصحفيين وكتاب ينتمون للمؤتمر الشعبي العام أو محسوبين عليه.. وبلغ بهم العداء لهؤلاء اقحامهم في قضايا لا علاقة لهم بها.. كما هو حال القائمين على صحافة الإصلاح الذين كرروا مرة بعد مرة الربط بين ماحدث في صحيفة «الثورة» وبين الصحفيين في صحيفة «الميثاق»، وزعموا أن الذين يصدرون صحيفة «الثورة» (تم جلبهم من صحيفة الميثاق)، ولو كان الأمر صحيحاً لكان شرفاً للزملاء في هذه الصحيفة.. لكن الأمر ليس كذلك مطلقاً، وما شائعات الزملاء الإصلاحيين سوى تعبير عن نزعة عدائية تجاه زملاء لهم لا مبرر لها، غير الكراهية المجانية.
وعلى أية حال، هذه اللوثة المهنية تريك مدى قابلية بعض الزملاء لاستلهام أسوأ ما قدر السياسيون على انتاجه في ظل الأزمة، وأوسخ وساخات «الطباخين».
ولما أقول إن الصحفيين والكتاب في المعارضة، وخاصة الإصلاحيين، هم من يستخدم هذه اللغة ويهتك ستار الزمالة الذي يجب أن يسدل على جميع زملاء المهنة على الدوام، فذلك لا يعني أنهم الوحيدون في هذا المضمار.. فقد جلبوا إلى المضمار متسابقين، ولكنهم أقلية.. ومن هؤلاء المتسابقين القليلين من ينتمي للمؤتمر ومن يعارض المؤتمر ومحايد وحتى علماني.. الزميل نبيل الصوفي علق على نثرة من نثرات الماوري الكثيرة.. فرد على الزميل نبيل بسلاح «الأحذية».. هل هذه لغة تحتملها مهنة الزمالة، وتحسب ضمن أدب الاختلاف؟
خلاصته.. أتمنى على الزملاء والكُتاب شطب مفردات «بلطجي وبلطجية وبلطجة» من قاموسهم.. هذه تعبيرات مهينة لايجوز أن تقال في أي «هين» فكيف نجوزها بحق زملاء..