قاسم عامر -
< ليس هناك ما هو اسوأ وأخطر على البلاد والعباد من الارتهان لقوى واتجاهات وتوجهات سياسية خارجية تصبح هي صاحبة القرار الأول والاخير في ساحة التنافس السياسي بينما تتحول الاحزاب السياسية بكافة ألوانها واتجاهاتها وتوجهاتها الى مجرد وقود لخوض الصراعات والمكايدات والمناكفات وتصفية الحسابات الشخصية الضيقة لهذه القيادات الحزبية واحزابها ولو على حساب مصالح البلاد والعباد لدرجة ان كل حزب او قوة سياسية تسد اذنيها عن المصاعب والهموم والمشاكل التي يعاني منها الوطن والمواطن.. بل ويصبح الدمار والتدمير والخراب الذي يطال الممتلكات العامة والخاصة جراء هذه الصراعات مجرد اوراق للمساومة والمزايدة والمتاجرة من أجل تحقيق كسب سياسي رخيص لهذا الطرف او ذاك..
ومن المعيب والمخجل في آن واحد ان تستخدم امكانات وقدرات مؤسسات وهيئات الدولة المختلفة وقوداً لهذه الصراعات لهذه القوى السياسية وانحيازاً لهذا الطرف او ذاك او لهذا التنظيم السياسي او ذاك.. ونصل الى قمة المأساة ان توظف كل تلك الامكانات التي تحققت في الاساس للبلاد والعباد من أجل النيل من الشخص الفلاني.. وهو ما يذكرنا بحال وحالة الوطن والمواطن اللبناني في الماضي البعيد او القريب بحيث تصبح امكانات وقدرات ومقدرات البلاد والعباد بما فيها كافة القوى السياسية مجرد اداة او ادوات بيد القوى الخارجية اقليمياً وعالمياً وساحة لصراعات وتصارع القوى الخارجية المؤثرة بقوة على هذه البلاد او تلك.. لنكتشف حينها ان كافة القيم والاهداف والمثل العليا ومصالح البلاد والعباد ليست سوى شعارات للمزايدة والمزايدة المضادة..!
واذا كانت ازمات الغاز والبترول والكهرباء والماء وهي خدمات واخرى غيرها تمس وترتبط بحياة معظم ابناء الشعب ويستفيد منها تجار الازمات والتأزيم مهما كانوا او كانت انتماءاتهم الحزبية في مثل هكذا ظروف.. فإنه من العار.. نعم عار على كل القوى السياسية ان تحل هذه الازمات في تلك الخدمات وغيرها عبر السفير الفلاني او العلاني.. وبحيث يصبح المواطن قانعاً ومقتنعاً بأن هذه القوى التي ترتدي ثوب الوطن والوطنية لايهمها هموم البلاد والعباد طالما وان الحلول الجزئية او الكلية لمشاكله وأزماته تأتي عبر بوابة السفراء من الدول الشقيقة والصديقة..!!
واذا كانت هذه القوى حاملة شعار الوطن والوطنية راضية ومرتضية لجهود السفراء لحل هموم البلاد والعباد هاهي جهود السفراء تبلغ ذروة العيب في سعيها ومساعيها لإقناع هذا الطرف السياسي او ذاك لخوض الانتخابات الرئاسية المبكرة.. ويا أبناء الوطن الخوف ليس مما يحصل بل الخوف كل الخوف من شماتة الرواعي .. والسلام ختام.