عبدالله الصعفاني -
من يريد أن يستدعي المخاوف ليستفيد، عليه أن يستدعي تلك المخاوف بالسؤال.. هل كان الانتحاري الذي قتل وأصاب العشرات في حضرموت يتقرب إلى الله..؟ ۹ السؤال كما هو الحال الإجابة لا يقودان إلاّ إلى أسئلة ومخاوف، الأهم من اطلاقها أخذ العبرة دونما نسيان للاعتبار.. هذا إذا كنا بالفعل جادين في تحقيق الأمن وتنمية الاقتصاد وعدم التفريط بمستقبل الأجيال القادمة.. ۹ الذي حدث في حضرموت يستعصي على الفهم السوي ويثير دوائر الشك حول ما إذا كان العقل مايزال حاضراً لدى بعض مَنْ نقتسم معهم الهواء والماء.. ولهذا ما أحوج العقلاء في هذه البلاد إلى الاصطفاف الذي يقوي المناعة اليمنية ضد كل الدعوات التي تحرض على الفتن وإزهاق الأرواح البريئة على ذلك النحو الذي ينال من الأخوة في الوطن والدين في مقتل..! ۹ ولقد بدأنا في اليمن مهمة إثبات الرغبة في السير الصحيح عندما توافدنا إلى صناديق الاقتراع، ملتقين حول فكرة الوطن الذي يرى الانتخابات اختياراً لمنهج سياسي متوازن لتحقيق تطلعات اختيار الآلية التوافقية مخرجاً سلمياً ومصافحة ايجابية لأول أضواء النفق. ۹ تطايرت أشلاء ضحايا الحادث الإجرامي في ذات اليوم الذي أدى فيه الرئيس عبدربه منصور هادي القسم.. ولكن لابأس، فالذي أنجزه اليمنيون هو تجربة غير مسبوقة في التعامل مع مشكلة وصل أوار نيرانها إلى كل بيت.. فإذا باليمنيين يختارون طريق الانتخابات كخيار متوازن لوقف حالة الاستنزاف الشامل لكل مقدرات الوطن. ۹ وقف اليمنيون في طوابير طويلة واختاروا الأمن والاستقرار والحل الديمقراطي.. ولم يبق غير الإدراك العميق الرافض للبناء على مواقف الشك أو همسات الكيد.. لأن بناء الشك أشبه بالبناء على رمال في مرمى العواصف.. فالحذر من اختيار معادلة الرمل والعاصفة..!