جميل الجعـدبي -
حتى لو كانت مشاركة الرئيس علي عبدالله صالح وحضوره حفل تنصيب خلفه الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي، (بدعة ومخالفة للقانون والتقاليد المتعارف عليها) كما قال ناطق احزاب المشترك عبده غالب العديني امس ، فانها بدعة حسنة وسيكون للرئيس علي عبدالله صالح واللاحق اجرها واجر من عمل بها ، ولو كانت بدع المشترك وبراءات اختراعه وتقاليده مثل هذه لما تعثرت مشاريعه مابين جولة الرباط وكنتاكي، ولما اشتبك أعضاؤه وسقط القتلى والجرحى في مواجهات ونزاعات مسلحة على إدارة (منصة ساحة الاعتصام) طوال السنة الماضية . شئنا أم أبينا سيكون الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، أول زعيم عربي يضع نهاية مغايرة تماماً لنظام حكمه مقارنة بزعماء عصره الذين استهدفتهم رياح الربيع العربي ، وسيكون اول زعيم عربي يثبت عملياً صحة رؤيته بداية الاحتجاجات ضد نظامه حينما قال» اليمن ليست تونس واليمن ليست مصر» ومن أراد السلطة فعليه الاتجاه عبر صناديق الانتخابات ليتسلمها من الشعب صاحب السلطة الحقيقية. وسواءً شهدنا له بذلك أم أنكرناه سيكون الزعيم علي عبدالله صالح أول رئيس عربي سارع لتقديم التنازلات لخصومه ، واول زعيم عربي يوقع على اتفاقية تنحيه عن السلطة وهو لا يزال يمتلك كل مقومات القوة والتأييد الشعبي والشرعية الدستورية وهو مقومات كفيلة لإبقائه إلى ما بعد سبتمبر 2013م موعد انتهاء فترته الدستورية وفقاً لنتائج الانتخابات الرئاسية المشهودة عالمياً في سبتمبر 2006م. سواء جاء ذلك متوافقا مع (قوانين واعراف المشترك) ام مخالفاً لها.. سيكون الزعيم علي عبدالله صالح أول زعيم عربي يغادر بلاده ثلاث مرات متتالية ويعود إليها في ظل احتجاجات واسعة تطالب برحيله وتسعى لإسقاط نظامه..وسواء أغضب ذلك مؤيديه أم اثار حنق معارضيه.. سيكون الرئيس علي عبدالله صالح اول زعيم عربي في سجل تاريخ الربيع العربي والديمقراطية في المنطقة ، يعمل في الحملة الانتخابية لخلفه ويتنازل بمحض إرادته عن بقية صلاحياته قبل انتهاء الفترة المحددة في الاتفاقية ، ويغادر إلى الخارج للابتعاد عن الاضواء الاعلامية بذريعة العلاج وهو في كامل صحته .. وسيكون أول زعيم عربي يوجه بإزالة صوره الرسمية من المكاتب والمؤسسات الرسمية واستبدالها بصورة رئيس الجمهورية المنتخب. حتى وان أغفل المؤرخون العرب والأجانب والكتاب والباحثون السياسيون في الداخل ذلك.. لن تنسى الذاكرة الشعبية والجماهيرية أبداً جملاً وعبارات خالدة للزعيم علي عبدالله صالح حينما قال «سوف أبادلكم الوفاء بالوفاء وبروحي ودمي أفديكم» وحينما خرج من بين نيران ورماد حادث مسجد الرئاسة قائلاً» إذا أنتم بخير فأنا بخير». ولن تنسى الذاكرة الشعبية أبداً حينما ظهر الزعيم علي عبدالله صالح تلفزيونياً لأول مرة بعد حادث جامع الرئاسة في الـ(7) من يوليو 2011م من مشفاه بالرياض ، وهو في قمة ضعفه الجسدي بسبب الجراح والحروق والآلام ، وفي قمة قوة بأسه وعزيمته واصراره في ان واحد ، يأبى الانكسار ويقاوم الجراح: قائلاً (وسنواجه التحدي بتحدي).! لن ينسى تاريخ الربيع العربي ذلك، وليس بوسع (اتفاقيات وتقاليد واعراف المشترك) ابدا محو جملة الزعيم علي عبدالله صالح الشهيرة من الذاكرة الشعبية او الاجابه على تساؤلاته حينما عاد إلى بلاده بعد (120) يوماً من الغياب لتقريع خصومه متسائلا : (لماذا لم تتعاونوا مع القائم بأعمال رئيس الجمهورية؟؟ لماذا استمريتم في قطع الكهرباء، وأنابيب النفط وقطع الطرقات) ويضيف في جملة أخرى أشد وقعا واكثر دلالة « لقد غبت لأكثر من 100 يوم ، ومت لمدة 15 يوماً ، ولم يسقط النظام»..! ووفقا لـ(اتفاقات وقوانين واعراف المشترك) سيكون الزعيم علي عبدالله صالح أول زعيم عربي يتعافى من 15 مرض وعاهة مستديمة بشهادة خصومه ، وأول زعيم عربي يحتفي بموته وشفائه وحضوره وغيابه ..وسوف يكون أول زعيم عربي استقوى بالبسطاء وعامة الناس لترميم نظامه أثر انشقاق عدد من أركان النظام وفرارهم للأمام ، وسوف يكون أول زعيم عربي يقدم لمعارضيه مبادرات يرفضونها ثم يقبلون بأقل منه حينما تأتي من الخارج. سيكون الزعيم علي عبدالله صالح أول زعيم عربي يحقق أهداف ومطالب الشباب المحتجين ضد نظامه بانتصاره لمبادئ الحوار والتسامح والتصالح والاحتكام لصناديق الانتخابات وحفظ اللحمة الوطنية والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي. كثيرة هي شواهد تفرد الرئيس الصالح- ولا يتسع هنا المجال لذكرها- لكن مشاركته اليوم في حفل رمزي يتم خلاله تسليم فخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية المنتخب مقاليد الحكم رمزيا ، سيكون لهذا الحدث نكهة خاصة وحديث استثنائي لمن سيحضرون لحظة تاريخية نادرة وغير مسبوقة كهذه ، واتفق هنا مع ناطق المشترك انها ليست مخالفة للتقاليد والاعراف فقط ، ولكنها ايضا خارقة للعادة ، وسوف يحفظ التاريخ حقوق وبراءة اختراعها للزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه وشقيق نضاله فخامة المشير الرئيس الهادي ،، مثلما سيتحدث أساتذة وعلماء السياسة ،والإدارة العامة وإدارة الأزمات ، بإسهاب وهم يستعرضون لطلابهم في الجامعات العربية والعالمية تفاصيل نظرية سياسة حديثة تحمل اسم « مواجهة التحدي بتحدي» للزعيم العربي اليمني علي عبدالله صالح.
[email protected]