الإثنين, 26-مارس-2007
الميثاق نت - محمد الجرادي محمد الجرادي -
تمهيد «المشترك» عبر خطابه الاعلامي للحوار بالاتكاء على الفشل واستطراد تجارب حوار سابقة لم يُـكتب لها النجاح.. هو أمرٌ يبعث على الاستغراب.. ويفتح على مساحة شاسعة من الذهن والعقل علامات استفهام كثيرة.. أدناها لماذا كل هذه الرغبة في الاعتداد بالفشل؟! ولماذا‮ ‬عوضاً‮ ‬عن‮ ‬التفاؤل‮ ‬أو‮ ‬مايوحي‮ ‬به‮ ‬يبقى‮ ‬التشاؤم‮ ‬وفقدان‮ ‬الثقة‮ ‬هو‮ ‬ديدن‮ «‬الفرقاء‮».. ‬ومعزوفتهم‮ ‬على‮ ‬الدوام؟‮!‬
وفيما كان متوقعاً من «المشترك» خطاب مختلف تجاه مسألة الحوار، يبدو فيه عند المستوى الذي يقدره لنفسه (عبثاً)، وعند حجم ادعائه بالجدية والصدق، واصراره على توافر ذلك بالنسبة لما سواه!! بدا موقفه التمهيدي هذا وكأنه لايعنيه من أمر الحوار شيء سوى ان يكون الحوار‮ ‬لأجله‮ ‬ومن‮ ‬أجله‮ ‬فقط‮!!‬
> نحن بهذه الاشارة لانقلل من امكانية ان تتوصل فعاليات حوار الاحزاب التي بدأت منذ اسبوع بمبادرة من المؤتمر الشعبي العام الى نجاحات تستحق التوقف والاشادة.. وهو ما نتمناه ونرجوه.. انما هو ايضاح لمدى عبثية التفكير تجاه مسائل هي في الاساس لاتعني الاحزاب وحدها..‮ ‬بقدر‮ ‬ما‮ ‬تعني‮ ‬الكل‮ ‬الوطني،‮ ‬إذ‮ ‬من‮ ‬غير‮ ‬المعقول‮ ‬ان‮ ‬تظل‮ ‬رؤية‮ ‬الفرقاء‮ ‬في‮ ‬المشترك‮ ‬تجاه‮ »‬الحوار‮« ‬على‮ ‬انه‮ ‬ترتيب‮ ‬للمصالح‮ ‬الحزبية‮ ‬الضيقة‮!! ‬واعتناء‮ ‬بظروفها‮ ‬واوضاعها‮ ‬فحسب‮!‬
‮> ‬ندرك‮ ‬جميعنا‮ ‬ان‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬القضايا‮ ‬الوطنية‮ ‬ما‮ ‬تستدعي‮ ‬الحوار‮ ‬وتستوجب‮ ‬استمراريته‮ ‬وتواصله‮.. ‬وتفرض‮ ‬المسئولية‮ ‬في‮ ‬نجاحه،‮ ‬وهي‮ ‬قضايا‮ ‬لاتحتمل‮ ‬المزايدات‮ ‬او‮ ‬المقايضات‮ ‬الحزبية‮ ‬والسياسية‮..‬
ولعل القضايا التي حملتها مبادرة المؤتمر الشعبي العام في دعوته »فرقاء المشترك« الى الحوار.. هي من الأهمية ما يجعل الجميع على استعداد للتخلي عن التفكير الحزبي، وإعمال التفكير الوطني والمسئولية الوطنية.
‮> ‬ويإيجاز‮ ‬لايكفي‮ ‬ان‮ ‬تتفق‮ ‬قيادات‮ ‬الاحزاب‮ ‬على‮ ‬أهمية‮ »‬الحوار‮« ‬من‮ ‬حيث‮ ‬المبدأ‮ ‬مثلما‮ ‬لاتكفي‮ »‬النوايا‮ ‬الحسنة‮« ‬في‮ ‬الجلوس‮ ‬الى‮ ‬طاولة‮ ‬الحوار‮!‬
إنما يبدو كافياً لتوقعات جدية الحوار ونجاحه في استيعاب الاطراف السياسية وخصوصاً الفرقاء في المشترك انها أمام اختبار صعب لابد ان تكون في مستويات دواعيه وبواعثه واسبابه والمؤمل منه.. فضلاً عن استيعابها لمسألة الالتزام بالقضايا المطروحة.. مايعني ضرورة تجنُّب خلط‮ ‬الأوراق‮ ‬ومحاولات‮ ‬ إقحام‮ ‬قضايا‮ ‬ليست‮ ‬في‮ ‬اطار‮ ‬الحوار‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2563.htm