الإثنين, 12-مارس-2012
استطلاع/ عبدالكريم محمد -
أكدت عدد من منظمات المجتمع المدني في تصريحات لـ«الميثاق» أن دورها ومشاركتها في الحوار الوطني المرتقب بارز كونها تمثل عدداً كبيراً من شرائح المجتمع وستسهم بطرح الرؤى الوطنية الحريصة على مصلحة الوطن والشعب كما ستكون عاملاً كبيراً في انجاح الحوار، شريطة عدم تخندق البعض خلف يافطات ومواقف تخدم أجندة خارجية لايهمها مصلحة الوطن والوفاق وإنما احداث الفتن وخلق صراعات.
وتساءلت القيادات المدنية عن جدوى أي حوار وطني في ظل وجود الخنادق والمتاريس والاختطافات والشوارع المقطعة والسجون السرية وعسكرة الأحياء، وغيرها من المظاهر والسلوكيات التي مازالت موجودة في عدد من أحياء العاصمة كالحصبة وصوفان والستين وأحياء جامعة صنعاء ومذبح ومدينة تعز وغيرها..
مطالبين أولاً بسرعة رفع هذه المظاهر ومحاسبة مساعي تعطيل المبادرة الخليجية وآليتها من قبل بعض الأطراف.. وإلى حصيلة الاستطلاع..
بداية قال الأخ علي بالخدر- أمين عام اتحاد عمال اليمن: في الحقيقة لقد علُقت امال أبناء الشعب اليمني على مؤتمر الحوار الوطني المزمع انطلاقه خلال الفترة القليلة القادمة، كي يكون منطلقاً أساسياً لاخراج البلاد من أزمتها والأوضع التي وصلت إليها.. وأضاف: منذ عام وشعبنا يعيش أزمة خانقة.. وفي الواقع يمكن القول إن دور المنظمات المدنية في مؤتمر الحوار سيكون مهماً في انجاح المؤتمر.. إذا ما تعاملت الأطراف السياسية الفاعلة بوعي مع المنظمات المدنية واستلهمت التجارب وادركت الدور الذي ستلعبه بعيداً عن التصنيفات والتوصيفات والتأثيرات والإملاءات الحزبية التي تشوه عمل المنظمات وتوظيفها توظيفاً سيئاً ومقيتاً لايخدم الوطن ولا الاستقرار ولا الوفاق ولا الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي.
وقال: هناك الكثير من الناس يؤملون أن يكون مؤتمر الحوار الوطني بداية مرحلة جديدة في تاريخ الشعب اليمني الواحد مرحلة البناء واحترام مبدأ أو مفهوم التداول السلمي للسلطة الذي شاهدناه وجسدناه يوم 21 فبراير.. ولاشك أن المنظمات المدنية أحد أهم الرهانات والآمال المعقود عليها تقديم الرؤى والحلول والمقترحات التي تساهم في تعزيز أسس ومنطلقات ونتائج مؤتمر الحوار الوطني..مؤكداً أن اتحاد عمال اليمن بكافة أطره النقابية يدعمون مؤتمر الحوار الوطني وسيشاركون فيه بفاعلية من أجل ايجاد يمن أكثر استقراراً وتقدماً ووحدة وسلاماً وحرية وديمقراطية.
موضحاً أن هناك الكثير من الرؤى التي ستسهم بها المنظمات المدنية في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب ومنها ما يخص الفساد والتعليم والحكم الرشيد ووضع الدستور وحل القضايا الخلافية الصعبة، التي تعد جزءاً أساسياً في مفهوم تحقيق الوفاق الوطني والحفاظ على وحدة الوطن وثوابته ومكتسباته ونظامه الديمقراطي.
الإرهاب والفساد
وفيما يخص رؤية المنظمات المدنية التي يفترض أن تطرحها في مؤتمر الحوار الوطني قال علي بالخدر: يفترض بالمنظمات المدنية أن تطرح مواضيع مهمة كمحاربة الإرهاب وكيفية ذلك وكذا وضع ضوابط لمسألة غسيل الأموال الذي تستفيد منه عناصر إرهابية أو متعاونة مع الإرهاب، إضافة إلى وضع ضوابط لمحاربة الفساد والمفسدين ودعاة الفوضى والصراعات التي يوظفونها لأغراض الكسب والاثراء غير المشروع.
القبول بالآخر
أما كيفية انطلاق مؤتمر الحوار الوطني على قاعدة الصدق والجدية فيقول أمين عام اتحاد عمال اليمن: لابد أن توضع أولاً كل النقاط والقضايا المهمة والوطنية الملحة على الطاولة وتتوافق كل القوى على الجدية وعدم التطرف والغلو أو القفز على الواقع، بحيث يكون هناك تفاهم واستعداد للقبول بالآخر وتقديم الحل المناسب على قاعدة الثوابت الوطنية والمصالح العليا للشعب، عندئذ يمكن القول: سينطلق الحوار الوطني وفرص نجاحه ستكون كبيرة.
بعيداً عن الحزبية
وفي السياق ذاته قال الحقوقي محمد علي علاو- رئيس رابطة المعونة: إن دور المنظمات المدنية في مؤتمر الحوار الوطني رئيسي ومهم جداً لعدة اعتبارات منها أنها الرديف الأساسي للأحزاب والقوى السياسية على مستوى الساحة الوطنية، ولأنها أيضاً مرتبطة بأكبر شريحة في المجتمع وأوسعها، بحيث أنها تمثل ملايين الناس.
وأضاف: دور المنظمات المدنية في الحوار الوطني، لن يكون من باب إسقاط الواجب أو وضع شعارات وعناوين وإنما من منطلق ضرورة ملحة بعيدة عن الحزبية، كما أن مشاركتها في الحوار الوطني تنص عليها المبادرة وآليتها بصورة مباشرة وغير مباشرة..
معتبراً أن اشراكها في كل الأحوال أكثر من مهم وذلك من أجل سماع صوت الوطن، وهمومه ومشاكله ورؤيته في مجمل القضايا الوطنية وكذا الجوانب المختلفة التي تخص قوته ومصالحه ومستقبله وغيرها..
وقال: المنظمات المدنية تمثل كافة شرائح المجتمع ومن مختلف المشارب الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية ومن حقها أن تكون موجودة على طاولة مؤتمر الحوار الوطني، تنافح عن الوحدة الوطنية والثوابت والمكتسبات وعن مصالح الشعب.
لجنة تحضيرية
أما كيفية انطلاق مؤتمر الحوار الوطني واشراك المنظمات المدنية فيه، فقال الحقوقي علاو: أشدد هنا على المنظمات الفاعلة والمؤثرة على مستوى الساحة الوطنية، فلابد أن تكون ضمن اللجنة التحضيرية وهي التي وبالتعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية تختار المنظمات المتخصصة والمهمة والقادرة على الاسهام الايجابي في انجاح مؤتمر الحوار الوطني.. وعدم اشراكها يعتبر خطأ استراتيجياً وضربة كبيرة لمؤتمر الحوار الوطني القادم.. والمرحلة بحاجة ماسة لاشراك المنظمات المدنية التي تعمل من أجل الوطن والسلام والتنمية وتتخلى عن الحزبية والأجندة المختلفة لصالح الوطن.
حوار ومليشيات
إلى ذلك قال الأخ محمد عوض- رئيس اللجان الشعبية بالتحالف المدني للسلام: المنظمات المدنية محرك وفاعل رئيسي في الساحة الوطنية وأي مجتمع ديمقراطي يدرك هذا ويدرك مكانة وتأثير المجتمع المدني من خلال منظماته، وبالتالي أنا شخصياً أعول كثيراً على المنظمات في مؤتمر الحوار الوطني القادم التي سيكون لها كلمة وأثر واسهام واضح فيما يخص الوحدة الوطنية والشراكة والديمقراطية والحكم المحلي وحرية التعبير تحت سقف الثوابت وكذا فيما يخص مصالح واحتياجات المواطنين الصحية والتعليمية والثقافية والاقتصادية والتنموية وغيرها..ولكن كيف نتكلم عن مؤتمر حوار وطني والمليشيات المسلحة تقطع شوارع القسم الشمالي من العاصمة وتحتل مساكن المواطنين وأحياءهم؟ وفي هذه النقطة لابد من أن نسمع صوتاً للمنظمات المدنية يُسمع كل العالم ويقدم صورة حقيقية للأوضاع وتكون شاهدة على الأطراف التي تعمل على كهربة الوضع وتمرير أجندة لاتخدم مستقبل اليمن وأمنه واستقراره..
مؤكداً أنه لايمكن أن ينطلق أو ينجح مؤتمر الحوار الوطني مالم ترتفع المليشيات ويبدي المتمردون حسن نية.




تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-25737.htm