عبدالله الصعفاني -
۹ وكأننا أمة لا توسط أو وسط في حياتها.. إمّا صناعة الفرعون والتطبيل والتزمير له في صحوته ومنامه أو تحويله إلى حمل منكسر أمام نمور جارحة.
۹ وعندما يتقدم أكثر من خمسمائة مواطن لترشيح أنفسهم لمنصب رئيس جمهورية مصر بعضهم كانوا ضمن الفرق التي أنشدت «إحنا اخترناك» فإن المؤكد أن في رأس كل عربي فيروساً حاكماً مستبداً ينتظر الفرص..
۹ قد يقال وما العيب في تقدم خمسمائة مواطن بخطوبة منصب الرئىس وهذا صحيح.. غير أن العيب هو في هذا الاصرار على اللعب وقت الجد وادعاء الجدية في لحظة المرح واللعب غير الخاضع لأي قانون..
۹ فهذا مرشح قال بأنه رسول العناية الإلهية.. وذلك قال بأن نبينا الكريم كلفه في المنام عبر رؤية.. وثالث فشل في الرد على سؤال متى نالت مصر استقلالها.. ورابع قال أنا عايز بس أكسر القداسة الرئاسية.. وخامس قال إنه حميم العلاقة بالقرية المصرية فأجبر صحفياً مشاغباً على سؤاله عن المدة التي تحتاج فيها المعزة حتى تنجب.. وصاحب مطعم قال نعم للسياحة عبر الرئاسة.. ونجار أكد قدرته على الجمع بين الرئاسة والنجارة.. ولم يكن أغرب من المرشح الذي أشار إلى صندله المشروخ وقال أنا خير مرشح، إلاّ ذلك المرشح الذي قام بالانحناء لالتقاط ورق الترشح للرئاسة فسقط من جيبه باكت مخدرات «البانجو»..
۹ وبعيداً عن أي انتقاص من أي فكرة وأي طموح، إلى متى يستمر حالنا العربي المتطرف إمّا في التطبيل والتزمير وكتابة القصائد للحكام أو التعاطي معهم خارج أبسط قواعد الإنسانية والشهامة، ثم لماذا لا يتقدم للمناصب من يكون واثقاً بقدرته على إضافة شيء للمنصب، وليس أي شخص وكل شخص يعاني من الإعاقة الذهنية أو النفسية..
لقد ارتقى هذا الهزل حد الظاهرة وصار على الأمة أن تقف في مكان بعيداً عن التطبيل والنفاق وصناعة الفرعون.. وبعيداً أيضاً عن الفجور المتوحش..