الإثنين, 19-مارس-2012
الميثاق نت -   مطهر الأشموري -

كان يُطرح تكراراً في الفضائيات وفي بداية اشتداد الأزمة لعام 2011م بالتحام كامل وشامل للحوثيين والاخوان في اصطفاف الثورة، ولكنه تفجر قتال بين الحوثيين والإصلاح في الجوف ثم الحرب في دماج، مثل ذلك لايجعل المتلقي يصدق الطرح عن أطراف أخرى أو قضايا أخرى.
في جانب آخر فالقاعدة ولأكثر من مرة عبر مسئوليها ومواقعها كانت تؤكد ليس فقط اصطفافها مع الثورة ولكن التحاماً في إطار هذا الاصطفاف، ومثل هذا لم تتعاطَ مع أطراف وأثقال المشترك، لا بالتأكيد كما مع الحوثيين ولا بالنفي.


وحين أفعال أو تنفيذ عمليات قاعدة كما حالة أبين يُطرح أن علي عبدالله صالح تواطأ أو سلم موقعاً أو معسكراً للقاعدة ونحو ذلك، وتطور الأمر مؤخراً إلى حالة الهتار بنفي أن القاعدة هي من نفذ الهجوم على الحرس الجمهوري في المكلا.. فهل يصدق نفي الهتار أم تأكيد القاعدة؟
المشترك أو أطراف وأثقال فيه تريد عمليات القاعدة وهي مع هذه العمليات، ولكنها لا تريد تحمل المسئولية أمام الخارج وأمريكا والغرب تحديداً!!
ولهذا فإننا انتقلنا إلى حروب عسكرية استهدفت المعسكرات في نهم وأرحب وغيرهما من المناطق وبأسلحة وآليات ثقيلة، فأثقال المشترك أو أطراف فيه وبالذات الاخوان تعترف أنها وراء هذه الحروب ولكنها تبررها بأنها للدفاع عن النفس ربطاً بالمناطق المحيطة.
فمن أقرب منطقة في أرحب إلى معسكر الصمع تقطع مسافة أكثر من عشرة كم، ويتم الزحف والصعود في حبار وعرة وحتى السباحة في المجاري ومستنقعاتها والاستعانة بإطارات السيارات حتى الوصول إلى بوابة أو داخل المعسكر للدفاع عن النفس أو دفاعاً عن أرحب..
إنني لا أدري من هذا الذي استقصى وفتش وتأكد أن المليشيات التي تغير على المعسكرات في نهم وأرحب ليست قاعدية ولاشراكة قاعدية فيها.
خوف هذه الأطراف أو الأثقال في المشترك من أن تتحمل المسئولية تجاه عمليات في أبين وعدم خوفها من الحروب على المعسكرات في نهم وأرحب بات هو الذي يقدم لي أن في أبين قاعدة وكأنه ينفي أو يمارس النفي بأن في أرحب قاعدة.
وفي كل الأحوال فإني لا أعيش الصراعية الضيقة ولا تحت ضغط تعبئة أو تعبوية صراعية وليس هدفاً لي البتة من خلال القاعدة إدانة أي طرف أو ثقل حتى حين قراءة حقائق أو استقراء حقائق المقارنة.
عندما تصل أمريكا إلى قناعة إيصال أطراف الأسلمة السياسية إلى الحكم بالمباشرة أو عبر الديمقراطية فذلك يعني أن أمريكا- وهي زعيمة التحالف الدولي للحرب ضد الإرهاب- تريد محاربة الإرهاب من هذا الوضع، بل يصبح التموضع الجديد من خلال محطة 2011م هو لصالح الحرب ضد الإرهاب ومن منظور القيادة العالمية للحرب ضد الإرهاب.
إذاً فمثلي يتمنى أن يوضح له أمريكياً كيف يمارس التأكد من عمليات أبين كقاعدية ومن براءة نهم وأرحب من القاعدية وليست في وضع ولا تموضع من يدين أو يتطوع لإهداء إدانات لطرف داخلي أو خارجي.
بعد توقيع الزعيم علي عبدالله صالح اتفاق الشراكة في الحرب ضد الإرهاب 2003م فالإصلاح طرح بوضوح أولوية الحرب ضد الإرهاب الذي ليس له غطاء شرعي، فيما القاعدة لها غطاء شرعي هو «الإصلاح».
هذه حقيقة من وقائع التطورات منذ حروب المناطق الوسطى، وحقيقة حدثت في التعاطي مع الشراكة في الحرب ضد الإرهاب بعد توقيع اتفاق الشراكة ولم يعد في ذلك إدانة أو هو في الاستعمال للإدانة، وأمريكا تعرف أكثر من ذلك ولم تعمد لإدانة طرف سياسي بالإرهاب حين تهويله من قبلها وإنما حددت مطلوبين في إطار التحقيقات في قضايا الإرهاب.
في حين الإصلاح والمشترك في ظل الوفاق وحكومته وتطبيق المبادرة الخليجية تظل تتعامل مع فترة ما بعد علي عبدالله صالح بأولوية الصراع مع علي عبدالله صالح بأشكال تختلف، وفي حين قد يظل المؤتمر الشعبي في أولوية ربط الإصلاح بالقاعدة كاستهداف إدانة أو صراعية بحتة، فالقاعدة حين ضرباتها في الواقع قد تضرب في الطرفين أو على حساب الطرفين وأي منهما أو كلاهما لن يحس بالضربة أو يحسبها إلاّ بعد حين، وحين لم يعد للوعي بها من أهمية.
لقد كنا نظن أن حرب مواجهة خطر تصدير الثورة الإيرانية التي استمرت قرابة العقد ستحجم إيران اقليمياً أو عالمياً، فإذا بنا في فترات صراعات نابعة من تلك الحرب أو تابعة ننتقل من خطر تصدير الثورة الإيرانية على المنطقة إلى خطر برنامجها النووي عالمياً،
فإذا حزب الله في لبنان جاء أو جاءت قوته من تموضع تصدير الثورة، فهل سيرتبط تصاعد قوة الحوثي في اليمن بخطر البرنامج النووي؟
على كل الأطراف أن تعي أنه كلما يمارس تهديد عسكري فعلي ضد إيران من أمريكا أو اسرائىل كلما تزداد شعبية الحوثية في اليمن، ولو حدثت أعمال وعمليات عسكرية ضد إيران قد تطول لشهور فقد تصبح شعبية الحوثي في ذروة الخطر على كل الأطراف.
مهما تراءى غير ذلك من وعي الصراع أو تعبويته فإضعاف المؤتمر لم يعد لصالح المشترك وإضعاف المشترك لم يعد لصالح المؤتمر وإنما لصالح القاعدة والحوثية.
الرئيس عبدربه منصور هادي يحتاج لأن يتعاون المشترك معه لا أن يتعاون عليه، والتعاون معه يكون بالحلول للقضايا وتخفيف الصراعات وليس بتعقيد القضايا أو بعقد وألغام الصراعات.
في تقديري ومن وقع محطة 2011م من البعد الدولي أو التدويلي كمتغير وتغيير في إطار عالمية أو عولمة الصراعات وربطاً بالحرب المستمرة ضد الإرهاب، فأي صراع قائم كما مع القاعدة أو قادم لم يعد صراعاً بين الشركاء في الاتفاق السياسي والوفاق الوطني مهما مورس الربط على هذا الاساس واقعياً أو صراعياً..
أي أطراف ظلت صراعيتها فوق واقعيتها أو صراعيتها هي واقعيتها فهي تلقائياً ومع تقادم الزمن كأنما تلغي أو تستغني عن وعي استقراء واستشراف المحتمل كحقائق أو متغيرات على مستوى الداخل ربطاً بالخارج أو على مستوى الخارج ربطاً بالداخل.
مثل هذه الأطراف معنية برد الاعتبار لوعي الاستقراء والاستشراف كمشكلة لها ولديها وليس من أجل طرف آخر أو آخرين بما في ذلك الواقع العام، وإلاّ فإنها ستظل كصراعات حتى تكتسحها صراعات صاعدة أو متصاعدة كتطرف!





تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-25847.htm