الميثاق نت -

الإثنين, 19-مارس-2012
الميثاق نت -
كشف العميد يحيى محمد عبدالله صالح- رئيس أركان الأمن المركزي- عن أسرار جريمة يوم 18 مارس 2011م، والجهات المتورطة بسفك دماء المعتصمين، مطالباً الجهات القضائية بالجناة، مؤكداً اتصاله بالنائب العام يومها للتحقيق وكشف الجناة في نفس الوقت الذي كشف العديد من الحقائق المتصلة بتنظيم القاعدة واستغلالها الازمة والشباب لتمرير مخططات تآمرية..
«الميثاق نت» تعيد نشر أهم ما جاء في الحوار الذي أجرته قناة «العقيق» الفضائية:
ففي مستهل إجابته عن حقيقة ما حدث يوم 18 مارس 2011م أوضح العميد يحيى محمد عبدالله صالح أن قوات الامن المركزي توجد بها عدة وحدات منها وحدة مكافحة الارهاب ووحدة السيطرة على الشغب التي من مهامها حراسة المسيرات والمظاهرات وكذلك السيطرة عليها في حال خروجها عن النظام والقانون وتخريب المنشآت اثناء مرورها.. وكان تواجدنا في شارع الدائري مع عدد من الوحدات الامنية بمعدات السيطرة على الشغب.. وكانت هناك خطبة جمعة تحريضية تدعو الشباب الى اثارة الفوضى في الحي..
وقال: كما هو معروف كانت الأجواء متوترة بين ساكني الاحياء والشباب المعتصمين.. كثير من الشباب المنضمين للساحات انا اعرفهم والذين لهم رؤية في الدولة وخاصة المطالب.. للاسف الشديد تم استغلال الشباب من قبل الاحزاب السياسية واحضار عدد من المجاميع القبلية المسلحة الملتزمة قبليا وحزبيا لعدد من الأحزاب والشخصيات الاجتماعية والتي نعتبرها هي من استغلت وجود الشباب في الساحة لتحقيق مآربهم التي لم يستطيعوا تحقيقها في الفترات الماضية. وعندما بدأت المشكلة والاحتكاك بين المواطنين والمتظاهرين تم الدفع بعدد من عربات السيطرة على الشغب وحصل هناك اشتباك واطلاق نار.
وأضاف: الوحيدون الذين كانوا بدون سلاح هي الوحدات الامنية، فالمعتصمون بعضهم كان معهم سلاح وكذلك بعض المواطنين في الأحياء كما هي طبيعة كل يمني بعضهم معهم اسلحة في البيوت، ولأن الأجواء متوترة حصل اشتباكات وحصل أن بعض المعتصمين حاولوا اقتحام بعض البيوت، فبعضهم اضطر لاستعمال السلاح الناري للدفاع عن منزله.. مشيراً إلى أن الاتهامات كانت جاهزة من قبل الاعلام المغرض حيث وجه الاتهام لعدد من الوحدات الامنية والعسكرية منها قوات الامن المركزي والحرس الجمهوري والحرس الخاص والنجدة والامن السياسي والامن القومي.. بعض الوحدات لم تكن موجودة نهائيا مثل الحرس الجمهوري والحرس الخاص لكن التهم كانت جاهزة لاستهداف هذه الوحدات البطلة التي كان لها أدوار بطولية في الحفاظ على النظام والدولة والبلد ومكتسباته.
وقال: الاعلام الخارجي كان جاهزاً لاستقبال هذه الدعاية والترويج لها.. بعد الحادث تواصلت مع النائب العام وطلبت منه معرفة ماذا حدث في موضوع الاجراءات القانونية كون الحملة كانت موجهة بالذات على الامن المركزي.. تعاونا مع النيابة العامة والبحث الجنائي وتم القبض على عدد من المطلوبين وبعض الذين ارتكبوا الجريمة تم القاء القبض عليهم من الشباب وتم تسليمهم الى الفرقة الاولى مدرع ولا نعلم عنهم شيئاً إلى الآن.. هناك تقصير بالاجراءات الامنية واجراءات النيابة.. ومن هنا اطالب بالكشف عن الجناة الحقيقيين وتقديمهم للعدالة ليعرف الشباب وشعبنا من الذين ارتكبوا هذه الجريمة لانها استغلت اسوأ استغلال من قبل الاحزاب السياسية والانقلابيين.
وقال رئيس أركان الأمن المركزي: في الحقيقة الشباب ابرياء والاذكياء منهم خرج من الساحة بعدما رأوا تواجد هذه العناصر الاجرامية في الساحة سواء أكانت قبلية أم حزبية.. فبقي البسطاء الذين يستطيعون استغلالهم والسيطرة عليهم واصبح تواجدهم هناك كمهنة، وللاسف الشديد يتم استغلالهم استغلالاً بشعاً من قبل العناصر الحزبية والقبلية ونتمنى ان يعوا ان ما يقومون به هو يخدم مخططات خارجية وداخلية لتخريب البلد واضعافه لجعله سهل التحكم به من الخارج، ونأمل ان يعوا انه بعد عام كامل خطورة استغلالهم من قبل هذه الجهات. خلال الازمة اتضحت الكثير من القضايا وكثير من الناس عادوا الى صوابهم ولم يبق الا القليل ممن لم يعوا خطورة ما يقومون به.
وحول القاعدة وخطورتها أكد العميد يحيى صالح:القاعدة كمنظمة ارهابية عالمية تستقطب عدداً من الارهابيين من كل انحاء العالم ومن جنسيات مختلفة افكارها التخريبية والتدميرية جعلت كل قوى العالم تتحالف ضدها لانها لاتمتلك هدفاً سامياً، هدفها القتل والقتل والقتل.. لان هذه هي الايديولوجية التي- للاسف الشديد- تبنتها، وهذه الأيديولوجية خاطئة لتنفيذ مخططاتهم بنهب الممتلكات العامة والتقطع والقتل.
وأضاف: كل الوحدات الامنية والعسكرية شاركت في مواجهة القاعدة، لكن المواجهة تحتاج الى جهد شعبي ورسمي وتكامل. الازمة اثرت على هذا الجانب ونأمل ان القوى السياسية تعي خطورة المماحكات السياسية وتأثيرها على هيبة الدولة.. هناك فرق بين معارضة نظام واسقاط الدولة وهيبتها، لان اسقاط الدولة وهيبتها يؤثر على المواطن والدولة ولن يعيش المواطن بأمان ان كانت الدولة ضعيفة.. لذلك مواجهة القاعدة يجب ان تكون شعبية ورسمية وعلى كل المستويات العسكرية والامنية والسياسية والثقافية والتعليمية والتوعوية.. وللاسف الشديد هناك بعض الاطراف السياسية تدافع عن القاعدة وتعتبر الحاضنة لتنظيم القاعدة نأمل في المستقبل ان يتم القضاء على هذه الآفة لانها تؤثر على الاقتصاد الوطني وامن المواطنين واستقرارهم ومعيشتهم.
وأشار إلى أن قوات الامن المركزي مع عدد من الوحدات تشارك في مواجهة القاعدة حيث يوجد للأمن المركزي قوات في أبين ورداع لمواجهتها وهناك بعض التصريحات الصحفية التي تتحدث اين قوات مكافحة الارهاب. فقوات مكافحة الارهاب هي لمواجهة القاعدة على نطاق محدود لكن تواجد القاعدة الآن اصبح على مستوى كبير منتشر في اكثر من محافظة وهذا يحتاج الى تدخل الجيش وبقوات اكبر وتعاون المواطنين والى وحدة وطنية شاملة من كل القوى السياسية والشعبية لمواجهة تنظيم القاعدة، فهو لم يعد كما كان قبل اكثر من سنة واصبح يشكل خطورة كبيرة على الدولة والوطن والمواطن . المفروض ان الكل يشترك مع الدولة في مواجهة القاعدة لانها خطر على الكل وتستهدف الجميع وهي منظمة ارهابية لا ترحم ولاتؤمن بالآخر ولا بالديمقراطية ولا بالتعايش وهي تريد تحقيق اهدافها فقط بالعودة بالناس الى القرون الماضية والحياة البدائية وكل ما يذكر منهم هي مجموعة اكاذيب وتضليل للبسطاء.
وحول توعد القاعدة بالانتقام لضحايا يوم 18 مارس قال رئيس أركان الأمن المركزي: القاعدة ليست مخولة ولا الجهة التي تحدد ذلك، فمن فوضها وممن تنتقم..؟! هناك جهات رسمية وقضائية هي المسئولة عن تحديد من قاموا بالجريمة وتقديمهم للعدالة.. القاعدة من فوضها واعطاها الحق بأن تتحدث باسم الشعب وتنتقم!! وهذا يندرج في اطار الاكاذيب التي درجت القاعدة عليها وتدعي انها تدافع عن الناس وهي اول من يقتلهم..
أما بشأن هيكلة الجيش وسر تزامنها مع تزايد نشاط القاعدة وسر تبنيها من قبل جهات حزبية وقبلية قال العميد يحيى صالح: هيكلة الجيش مطلب مهم جداً وكانت الدولة قد سعت إلى اعادة هيكلة الجيش ومن ينادون الآن بإعادة هيكلة الجيش كانوا هم اول من عرقل اعادة الهيكلة.. هيكلة الجيش مطلب اساسي لكل القوات المسلحة والامن ومطلب شعبي على اساس ان تتم الهيكلة على اسس وطنية وعلمية وعسكرية وامنية وتتم عبر حصر القوى البشرية الفعلية للقوات المسلحة والامن والمعدات والامكانات والوسائل وتحديد التحديات الداخلية والخارجية وتموضع هذه الوحدات ونوعية تسليحها ويتم الهيكلة عبر لجنة مختصة بهذا المجال. الى جانب ان يتم ذلك بالتدريج من اجل الحفاظ على هذه الوحدات.. ويكون ذلك عبر خطة مدروسة للحفاظ على هذه الوحدات وامكاناتها ومعداتها فبعض الوحدات خلال الازمة قامت بالتصرف بالمعدات والاسلحة .. فالهيكلة ليست الطريقة السهلة التي تخرج فيها النساء والاطفال وكبار السن ليطالبوا بهيكلة الجيش.. لا نعرف كيف اصبح النساء والاطفال يطالبون بهيكلة الجيش..
وأضاف: هذه الدعوات وراءها جهات مغرضة ونعرف ماذا يقصدون بهيكلة الجيش وهي لا تستهدف اشخاصاً وانما هي مسئولية وطنية تحظى باهتمام محلي ودولي أما ما ينادى به هو في اطار عملية الاقصاء والمماحكات السياسية والكل يعرف ذلك ولا يعير ما تنادي بها هذه الجهات أي اهتمام.
وفيما يخص المبادرة الخليجية التي خصت وزارة الدفاع بالهيكلة دون شمول وزارة الداخلية وسبب الحديث الدائر حول الداخلية أكد يحيى محمد عبدالله صالح: بعد توقيع الاتفاقية شكلت اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار وازالة التوترات لكن- للاسف الشديد- تواجه صعوبات كبيرة جدا في تنفيذ اهدافها الوطنية حيث لاتزال بعض العناصر القبلية المتخلفة تتمترس في شوارع العاصمة وبعض الوحدات العسكرية لم تلتزم بهذه التوجيهات.. طبعاً هذا واضح لكل الناس التي تعرف ان هذه الجهات هي اسباب التوتر في البلد ولم تستوعب اننا تجاوزنا هذه المرحلة وان هناك المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي اصبحت اتفاقية دولية تحت اشراف دولي واي خروج عنها ومحاولة التلاعب سيدخل هذا الطرف في مواجهة مع المجتمع الدولي فهم لم يستوعبوا لانهم ما زالوا يعيشون فترة ما قبل توقيع الاتفاقية وعليهم ان يستوعبوا ان ما ينادون به انتهى، وهذه الأزمة التي بدأت قبل عام- وأنا اقول أزمة لان هذا هو تصنيف مجلس الامن والمجتمع الدولي بأنها أزمة واعترف بها بأنها أزمة.. وما عدا هذا الكلام غير صحيح إلاّ لمن يعيش بالخيال والوهم وعلى الواهمين أن يستيقظوا..
وفيما إذا كان هناك اختلاف بين وجهات النظر اليمنية والأمريكية والاوروبية حول إعادة الهيكلة أشار العميد يحيى محمد عبدالله صالح: هيكلة الجيش مسئولية وطنية يمنية بحتة، ولا يحق لأية جهة التدخل فيها إلا لغرض المساعدة وبطلب يمني فقط..
وعن اشاعات الشارع حول محاولات اغتيال العميد يحيى صالح، أجاب: كل منتسبي القوات المسلحة والأمن عند انتسابهم لهذه القوة العسكرية والامنية يصبح مشروع شهيد.. لهذا فعند انتسابنا لهذه المؤسسات سجلنا أنفسنا مشروع شهداء لهذا الوطن.. لذلك لا تخيفنا هذه الاقاويل والتهديدات وقد تعرضت القيادة السياسية لمحاولة اغتيال ولن نكون اهم منهم وكلنا فداء للوطن..
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-25854.htm