الإثنين, 26-مارس-2012
الميثاق نت -   د./ علي مطهر العثربي -
إن الفراغ الفكري الذي تعيشه بعض القوى السياسية يجعلها تتخبط في اتجاهاتها وتقع في فك التشظي والانقسام، وأن الفكر المنغلق الذي يأتي عبر التقليد ومنع التفكير والاجتهاد والإبداع يجعل القوى السياسية التي تؤمن بذلك خطراً على حياة المجتمع، لأنها لا تؤمن بالرأي والرأي الآخر، ولا تقبل بالتعايش ولا تؤمن بمبدأ التداول السلمي للسلطة، كما أن القوى السياسية التي يكون لها امتداد خارجي لا تمتلك قرارها ولا تحظى بالقبول والرضا الشرعيين، لأنها لا تنطلق من الشعب ولا تمثل همه وتطلعاته، بقدر ما تلتزم في نهاية الأمر بما سيأتي إليها من التوجهات من خارج حدود البلاد..
إن المؤتمر الشعبي العام متحرر من كل ما ذكر أعلاه وذلك للأسباب التالية:
- انطلاقه من الشعب وإلى الشعب، الأمر الذي جعله يحظى بالقبول والرضا الشرعيين الذي بموجبهما كان وسيظل تتجدد له الثقة الجماهيرية.
- عدم ارتباطه لا فكرياً ولا سياسياً بأية جهة خارجية، الأمر الذي يجعل ولاءه مطلقاً لله ثم للوطن ولا تقيده إلاّ ثوابت الدين والوطن.
- امتلاكه للعقد الاجتماعي الذي صاغه اليمنيون كافة في استفتاء شعبي مفتوح منقطع النظير وهو الميثاق الوطني القاعدة الدستورية التي لايوجد لها مثيل لدى أي حزب أو تنظيم سياسي على ساحة الفعل الوطني السياسي في اليمن، الأمر الذي جعله يمتلك الشرعية.
- التزامه المطلق بالدورات الانتخابية على المستوى التنظيمي من خلال انعقاد المؤتمرات العامة الذي استطاع المؤتمر من خلالها تحقيق التغيير و التجديد والتحديث المستمر.
- التزامه بالعودة إلى الشعب من أجل صناعة المستقبل، لأن الرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي آمال وتطلعات الجماهير، ويرى المؤتمر أن العودة إليه في صنع المستقبل أمر ملزم لقيادات الدولة.
إن المؤتمر الشعبي العام رائد بحضوره في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فإن شرّقت أو غرّبت في اليمن ستجد المؤتمر الشعبي العام موجوداً من أرخبيل سقطرى جنوباً في المحيط إلى البقع شمالاً ومن أرخبيل حنيش في البحر غرباً إلى صحراء الربع الخالي شرقاً، بمعنى أن المؤتمر الشعبي العام يمثل كل ذرات الرمال في الصحارى والبحار والجزر والشواطئ والواحات والسهول والأودية والمرتفعات والهضاب وقمم الجبال الشاهقة، أي أنه يمثل الوطن اليمني الكبير بكل مكوناته الطبيعية والبشرية، وهو ما يعني أن المؤتمر الشعبي يستمد قوته من الإرادة الشعبية التي تستمد قوتها من الإرادة الإلهية، فقد جعل من الإسلام عقيدة وشريعة منهج حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدفاعية.
إن رصيد المؤتمر الشعبي العام الكبير والواسع يجعله يشعر بحجم المسئولية الوطنية، فهو يرى أن المسئولية تكليف وليست تشريفاً وهي أمانة، إذا لم يقم بحقها فإنها خزي وندامة يوم القيامة، ولذلك فإن المؤتمر الشعبي العام مقبل خلال المرحلة القادمة على إعادة النظر في أدائه كمنظومة متكاملة من قاعدته إلى رأس الهرم التنظيمي، لأن همه اليوم هو معالجة الاختلالات التنظيمية وضبط الأداء التنظيمي لأنه أساس حياته السياسية، وستشهد المرحلة المقبلة نقلة نوعية في الأداء التنظيمي تحقق الرضا والقبول لدى جماهير الشعب وتجعلهم أكثر ارتباطاً وولاءً لله ثم للوطن والمؤتمر.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-25970.htm