الثلاثاء, 27-مارس-2012
الميثاق نت - عبدالله حنظل  عبدالله حنظل -
من حق أي حزب سياسي موجود على الساحة اليمنية أن يسعى للوصول إلى السلطة في ظل الحق الذي كفله الدستور والتعددية السياسية .
إلا أن طريقة الوصول هي المحك فالتداول السلمي هو الوسيلة الآمنة والتي اختارها المشرع اليمني لتحقيق هذا الهدف .
ولكن أن يأتي حزب ولديه اندفاع للوصول للحكم ولو على أنقاض وجماجم الشعب فهذا أمر مرفوض وطريقة قد تعيد البلاد إلى هاوية الصراعات المسلحة التي لفظها شعبنا منذ سنوات عدة وأرسى دعائم الديمقراطية بدلاً عنها في شكل أكثر حضاري .
ظل حزب الإصلاح على مدى الفترة الماضية يعمل بخطى كبيرة تمكنه من حكم اليمن ولأنه تنظيم وظف نشاطه السياسي في قالب ديني وجعل السلطة غاية له ’
فقد تطور في هذه الفترة بشكل خطير مهدداً البلاد في تركيبتها الاجتماعية بسب أيديولوجيته وتوجهه الذي لا يتورع في استخدام كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة لتحقيق هذه الغاية ولولا أزمة 2011م لما سقط عنه قناع الزهد والورع الذي ظل يغطي وجهه عقوداً من الزمن ’بل كشفت الأزمة ما هو أبعد من ذلك وأظهرت ملامح المستقبل القادم الذي سيتحرك في إطاره ’هذا التنظيم الأخواني السريع في تنقلاته وتحولاته .
- أراد أن اضع القارئ الكريم أمام السيناريو المحتمل لهذا الحزب و الذي يمكن أن يطغى على تصرفاته .
- فهذا الحزب يسعى حالياً إلى إرباك المؤتمر حتى لا يستطيع أن يعيد ترتيب أوراقه ’وإذا ما فرضنا أن النظام سيتحول إلى برلماني – التصور القادم لمشروع الدستور – فإن هدف الإصلاح أن يبقى المؤتمر خائر القوى مشتت الأوصال حتى يستطيع الإصلاح الحصول على الأغلبية في البرلمان القادم التي تمكنه من الاستفراد بالسلطة .
وسيوجه حزب الإصلاح الضربات للمؤتمر مستخدماً سياسة مشابهة "لاجتثاث حزب البعث العراقي "من مفاصل الدولة ’وهي حقيقة يجب أن يدركها المؤتمر وأنصاره ففكر الإصلاح شمولي وله نظرة اقصائية توسعية .وما يقف أمام تحقيق هذه التوجه هو الصحوة المبكرة للمؤتمر .
- يسعى الإصلاح لأن يكون الحزب الأول في الساحة وسيصل في النهاية إلى مبرر التخلص من شركاءه في اللقاء المشترك بسبب شعوره بأنهم أصبحوا عبء يثقلون خطاه ’وإذا ما تصاعدت الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية فإن حزب الإصلاح سيفشل في اعتلائها لإن قيادات الحراك ومعظم الشرائح لا زالت موجوعة من الفتوى الإخوانية التي أطلقها في حرب صيف 94م بالإضافة إلى أن الحقوق التي نهبتها قياداته في الجنوب ستفجر نوع من المقاومة ضد الإخوان .
- يدرك هذه التنظيم الذي ظل متخفيا وراء سلطة الدولة أن شخص علي عبد الله صالح مهددا كبيرا بحكم خبرته و الخيوط التي يمسك بها ولذا فإن حزب الإصلاح سيسعى جاهداً إلى أن يقصي صالح نهائياً عن السياسة وسيستخدم كروت الحصانة والملاحقة القضائية ونتائج الأزمة ’ وبحكم قربهم السا بق من – صالح - لديهم المعرفة الكاملة بقدرات هذا الزعيم في الداخل والخارج وأهمها قدرته على إعادة ترتيب أوضاع المؤتمر والحفاظ عليه ..
’وما تلويح الإصلاح للرئيس هادي بأن يستقيل من المؤتمر إلا من باب الاستباق لإضعاف المؤتمر ولأنهم مدركين أن كلاهما يستمد قوته من الآخر ’ولذا فإن الإصلاح سيتحرك في هذه النقطة من باب الانفراد بكل طرف على حدة .
- سيثور الإخوان تجاه أي تصرف أو فعل يقوده الرئيس هادي يهدد مشروعهم فهم أصلاً غير مقتنعين بأن يقودهم شخص قادم من المؤتمر أو محسوب على الرئيس صالح .
ولأنهم لم يضحوا بأموالهم وبمكانتهم في المجتمع إلا لأنهم أراودوا خلع الرئيس ليعتلي أحدهم على كرسي الحكم ’أو على الأقل ليعتلي شخص مثل باسندوة تحركه رموزهم بالريمونت كنترول ’وإذا ما تحقق للإصلاح غايته بالوصول إلى سدة الحكم فإن أول حمل سيلقون به هو الجنرال علي محسن وإذا دعت الحاجة إلى بقائه فإنه سيقبلون بعد قصقصتهم لأجنحته وإضعافه ليدخل بيت الطاعة المفصل بأياديهم .
- يدرك الجميع أن خروج الرئيس صالح ترك الجنرال محسن والإصلاح في مهب الريح في ظل عدم قبول المجتمع الدولي بأن تتحول اليمن إلى وكر من أوكار القاعدة والإرهاب .وستظهر مطالبة المجتمع الدولي لهم بتهمة الإرهاب بين الحين والآخر وما عليهم سوى ا لتضحية وستكون مكلفة جداً ’فإما التحالف مع الغرب على حساب صورتهم في الداخل والخارج وتقديم القرابين كجزء من ثمن القبول بهم على الواقع أو مقاومة الغرب وهو خيار صعب ’وبالتالي سيتجه الإصلاح إلى أن يصنع له شريك او واجهة- واستبعد أن يكون على شكل اللقاء المشترك.
- أن هذا الحزب غير قابل أن يشاركه في كعكة السلطة ند قوي يفرض إملاءاته وشروطه وبالتالي سيفصل شريك على مقاسه .
- المهدد الأكبر والخصم اللدود للتيار الإصلاحي هم الطرف الآخر في الشمال (الحوثيون) ، ولأن الإصلاح يدرك إمكاناته مقابل إمكانات هذا التيار فإنهم غير مستعدين للدخول في مواجهة مسلحة معه وسيسعون إلى تأليب المجتمع الدولي ودول المنطقة ضد هذا الخطر (الشيعي حسب رأيهم) .وإذا ما قبل الحوثيون بالانخراط في الحياة السياسية فإنهم سيشكلون عامل توازن أمام الأطماع الإصلاحية التوسعية.’ومن مصلحة اليمن إذا ما أراد أن يستقر أن يوجد فيه نوع من التوازن بين الأطراف الموجودة وألا ينفرد طرف واحد بالسلطة .
- الرئيس هادي أمامه مرحلة حساسة وتحتاج منه إلى نوع من التوازن والتأني في اتخاذ القرارات ، ولإخراج البلاد من وضعها الراهن لا بد من إستراتيجية لإزالة عناصر التوتر بشكل تدريجي ومدروس .
- يعتقد حزب الإصلاح أن شباب الساحات أكبر ضامن لتحقيق أهدافه تحت مسمى الثورة وتبعاتها ، وما لا يدركه الإصلاح أن السحر سينقلب على الساحر إذا ما وصل إلى السلطة وسيكون من السهل أمام أي طرف آخر أن يحرك الساحات ولن يستطيع الإصلاح أن يحرم هذا السلوك على آخرين وقد أحله لنفسه .
- وإذا ما دخلت المنطقة في صراع باتت تلوح آفاقه بين إيران والغرب فإن اليمن ستشهد لا استقرار سيكون مفروضاً عليها بسبب تبعات هذا الصراع . وإذا اتجهت إيران إلى استبدال اليمن بسوريا .
– إذا ما سقط فيها النظام – فإنها ستضاعف دعم الحركة الحوثية في الشمال لضرب استقرار دول الجوار التي تتهمها إيران بأنها عدو استراتيجي .ولن تقف عند هذا التوجه بل سيمتد نشاطها إلى خلق فوضى في الجنوب لتفويت الفرصة أمام أي تدخل أجنبي يلتف عليها .وفي كلتي الحالتين سيبقى حزب الإصلاح بحاجة إلى حليف استراتيجي يضمن له الاستمرار وبالتأكيد لن يكون الحوثيون هم الحليف .كما أن المؤتمر سيحتاج إلى تحالف جديد يعيد إليه شبابه ويستقوي على خصومه .
- ستفرز المرحلة القادمة نوعاً جديداً من التحالفات وتغييرات في مراكز القوى وإذا ما وصل الإصلاح إلى سدة الحكم فإنه لن يستطيع أن يحافظ على موقعه لفترة طويلة بفعل التغيرات التي ستظهر إقليمياً وداخلياً .وستحتاج البلاد إلى فترة غير قصيرة لتقف على أقدامها دون مساعدة من أحد ولكن الخوف الشديد أن يظل حزب الإصلاح مستخدماً أسلوب لي الذراع لتحقيق ما يريد باستهدافه للكهرباء والنفط ولقمة عيش المواطن وهي أساليب يؤمن بها ويستخدمها .
- سينشغل بأمور السياسة وستبقى وسائله الخيرية والاستقطاب لعبة لأطراف جديدة معارضة .وسيبدأ الإصلاح بفقدان بعض أنصاره لأنه سيدير وجهه عنهم إذا ما وصل إلى الحكم ولن يلتفت إليهم إلا قبيل كل انتخاب . حزب الإصلاح يستمد تماسكه باستعدائه لعدو يهدد كيانه وإذا زال هذا المهدد فإن هذا الحزب ستأكله الخلافات وستعصف به المصالح وسيتجه تيار حميد الأحمر إلى الحصة الأكبر من السلطة لكي تعوضه عن خسائره التي قدمها لهذا الحزب حتى وصل إلى مكانته .
- الشيء الغائب أن التيار الإخواني الجديد والمدعوم من دولة قطر التي أهلت عددا من القيادات الشبابية طوال فترة أزمة 2011م ستحتاج إلى حصتها من هذه الكعكة مقابل التيار القديم الذي يعتبر نفسه صاحب الفضل الأول على هذا الحزب والحارس الأمين .
- ستحصل هناك فجوة بين القيادات العليا والقواعد لأن الكوادر الوسطية ستسعى لتعزيز مراكزها الجديدة في الدولة على حساب نشاطها .
- سيبقى حزب الإصلاح سلاح ذو حدين فإما أن يحكم منفرداً ويظهر مساوئ النظام السابق .
– وبالتالي ولتجميل صورته سيقوم ببعض الإصلاحات ليحظى بالقبول .أو أن الظروف لن تمكنه من الحكم منفرداً وبالتالي سيضع رجل في السلطة وأخرى في المعارضة وهو ما سيتعب شريكه في السلطة ويتعب الشعب الذي سيبقى تحت رحمة حزب غايته السلطة .
- سينقلب على حزب الإصلاح بعض حلفاؤه الذين استخدمهم في تأجيج أزمة 2011م لأن من جمعتهم المصالح بالتأكيد ستفرقهم المصالح .وستكون انتخابات القائمة النسبية جزء من هذه المشكلة .
- ستشكل ذريعة إعادة هيكلة الجيش المدخل القادم لتحميل الرئيس هادي مسؤولية تأخيره ويليها المحافظين والدبلوماسيين التي يسعى الإصلاح أن تكون مناصفة كما في الحكومة ومن ثم إدارة المديريات والأمن .كما يدرك الاصلاح أهمية الإعلام الذي يعتبره ركيزة أساسية تعادل أو تفوق سلاح الكلاشنكوف .
- لن يستقر هذا الحزب ما لم يحصل على كل شيء من يد الطرف الآخر وسيبقى يوظف كل المتغيرات لتحقيق اهدافه .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-25992.htm