الإثنين, 09-أبريل-2012
الميثاق نت -    صلاح أحمد العجيلي -

أي منصف للحقيقة ومتابع جيد لسير تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الموقعتين في 23 نوفمبر 2011م خلال الاربعة الاشهر ونيف التي مضت.. واليوم يلاحظ أن اللقاء المشترك وشركاءه (محلك سر) لم يتقدموا خطوة واحدة في تنفيذ التزاماتهم التي تعهدوا بتنفيذها وفقاً وما في الاتفاق السياسي الموقع في الرياض، ومن يتابع ما قام به منفذه المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه سوف يجد أنه التزم وقام بمسؤولياته وتعهداته ويحترم نفسه، فسلم السلطة بطريقة سلمية وديمقراطية عبر انتخابات رئاسية وكان المؤتمر ممثلاً بقيادته وكوادره وأعضائه كان فاعلاً رئيساً في إنجاح هذه الانتخابات، كذلك بادر الى ايقاف كل مظاهر الاحتجاج والتحشيد الجماهيري وبذل ولايزال يبذل مساعيه من أجل التهدئة الاعلامية وعدم التعاطي مع الاستفزازات اليومية التي تسعى الاطراف الاخرى من خلالها الى دفع المؤتمر الشعبي العام لاتخاذ مواقف سلبية من عملية التسوية، ولكنه لم يفعل ايماناً منه أن مسؤولياته الوطنية تقتضي الصبر واحتمال المكاره، رغم ما يتعرض المؤتمر من استفزازات وحملات اعلامية كريهة وعدوانية تعامل معها اعلام المؤتمر بمرونة فائقة.
وبمقابل هذا نجد أن الطرف الآخر المتمثل في اللقاء المشترك وشركائه لم يلتزم بالحد الادنى من واجباته والتزاماته الوطنية تجاه المبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن الدولي.. بالاضافة الى أن تصرفاتهم اليومية لا توحي وكأنهم معنيون بالتسوية السياسية وخلق حالة الاستقرار والوئام الوطني، بل فقط اكتفوا بالمكاسب التي نالوها وأبرز تلك المكاسب رئاسة مجلس الوزراء، ونصف عدد وزراء الحكومة وتمثيل غير مستحق في لجنة الشؤون العسكرية، وكذلك سيطرتهم على أجهزة الاعلام الحكومي، ورغم ان المشترك صار يمثل المكون الاساسي لحكومة الوفاق الا أنه لايزال يتمترس خلف «ثورة الشباب» ويرفض الى اللحظة إخلاء الشوارع من المعتصمين الذين تسببت تصرفاتهم في انتهاكات حقوق الانسان بحسب تقرير لجنة شكلتها وزير حقوق الانسان حورية مشهور.
بل ومن المفارقات العجيبة لتكتل اللقاء المشترك وفي ظل الاجواء المشحونة بمتفجرات البارود والسياسة والاعلام يكثر الحديث عن الحوار الوطني بوصفه من لوازم المرحلة الثانية، فهل للحوار ان يتم قبل نزع الالغام واقتلاع الاشواك التي زرعها المشترك في طريق الحوار.. ثم لماذا الاستعجال على الحوار الذي يأتي في المرحلة الثانية ولم ينفذ المشترك ما عليه في المرحلة الاولى لاتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. وأي حوار قبل إخلاء العاصمة صنعاء من مظاهر التسلح وتواجد المسلحين من المليشيات والعسكر والمتارس والخنادق التي لايزال العمل مستمراً على إيجاد المزيد منها.. كيف يبدأ الحوار قبل أن يطمئن المتحاورون أن حزب الاصلاح وجناحه «الاخوان المسلمين» قد تخلى عن مشروعه الخاص ذي التدمير الشامل.. كيف يبدأ الحوار وحكومة باسندوة لم تحز ثقة المانحين الذين أجلوا اجتماعهم للمرة الثانية الى نهاية مايو القادم، وربما يأجلونه للمرة الثالثة وهكذا دواليك!


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26165.htm