عبدالله الصعفاني -
تتطاول رقبتي حتى تثير غيرة الزرافة كلما سمعت دبلوماسياً أو محللاً سياسياً خارجياً ينصح السوريين بالاستفادة من التجربة اليمنية في إسكات دوي الصراع بالاتفاق على حلول المبادرة الخليجية.
۹ هذا في المنظور الكلي الذي ينتصر للحكمة اليمانية.. لكن شيطان التفاصيل سرعان ما يجعل الزرافة تخرج لسان السخرية مكتفية بإيماءة الى منابر إعلامية يمنية وقد تحولت الى فضاء للقصف والعصف المستند على شطحات سياسيين دأبوا على تعكير كل بادرة صفاء وكل ساعة توافق..
وليس مهماً الآن من الذي يسحب الآخر من أذنيه السياسي أم الاعلامي، لكن ما هو ثابت أننا نعيش حالة سلبية من صراع الارادات بعضها على صفيح ساخن والآخر تحت رماد الغرف المغلقة وتربيطات أروقة المكر السيء.
هذا الصراع ينال من الحكمة ويغتال الافتخار بمقصلة الانتحار.
۹ ومن موقع التحرر من أي إرادة جهوية ضيقة يجدر التذكير بأن التاريخ لا يتغير بالتحريض ولا يتغير بالمواجهات أو المؤامرات خاصة في بلد تلتقي فيه كل توازنات الخوف.
۹ حقائق الكرة الأرضية تقول إن حل القضية اليمنية ثابت في نصوص المبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن.
وذات الحقائق تقول بأن في اليمن رئيساً منتخباً ومسنوداً بإجماع الشعب والأحزاب والأشقاء والأغراب فما الذي يدعو الى التسويف في تنفيذ ما اجتمع الكل عليه حرفياً.
۹ أمام هذه البلاد فرصة لأن تغادر مفردات تعطيل الحياة ومعوقات الأمن والعيش وتوحيد الجيش، فما لنا نجتر حماقات أهل «بيزنطة»؟
ما لنا لا نحيط المبادرة الخليجية بالنوايا الصادقة.
۹ أخشى أن يكون نجاحنا في التوافق على الرئيس وعلى الحكومة أشبه باتفاق المنتخب على لعب الخمس الدقائق الاولى ثم يعلن الانهيار.
۹ الواحد منا أيها الرجال لا يتخلى عن أصدقائه وأحياناً عن حزبه، فما لنا نتخلى عن الوطن متجاهلين أن التأريخ سيعلن براءة الشعب وكوارث القيادات والنخُب!!