إقبال علي عبدالله -
لا نبالغ إن قلنا بأن هناك سخطاً واسعاً بين غالبية المواطنين في عموم البلاد من فشل حكومة الوفاق (الباسندوية) التي جاء تشكيلها قبل نحو خمسة أشهر ليس بإرادة شعبية عبر صناديق الاقتراع وفقاً للدستور بل وفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة للخروج باليمن من أزمته السياسية الخطيرة وتجنب دخول البلاد في حرب أهلية - لا سمح الله.
نعم فشل حكومة الوفاق التي يتقاسم حقائبها المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك التي حاولت خلال الأزمة اغتصاب السلطة وعدم الاعتراف بالشرعية الدستورية وهو أمر استطاع المؤتمر الشعبي العام وقيادته الحكيمة تفويت الفرصة أمام مؤامرة المشترك وشركائه المعدة خارجياً لتقسيم البلاد وجرها الى كارثة لا يعلم خطورتها الا الله.
لقد قدم المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الزعيم علي عبدالله صالح تنازلات جسيمة لإفشال مؤامرة المشترك وأثبت أنه تنظيم لا يسعى الى البقاء في السلطة رغم حقه الدستوري بل حزب همه الوطن والمواطنين.
قد أكون ابتعدت قليلاً عن صلب الموضوع الذي قررت الكتابة حوله هذا الاسبوع.. وهو ليس ابتعاداً بل تقريب لجوهر الموضوع خاصة وان المتتبع للمشهد السياسي في اليمن بات لديه قناعة بأن أحزاب المشترك فشلت في قيادة المعارضة والامر يتكرر أمامها اليوم وهي تتقاسم السلطة.
من البديهي أن المواطنين ليس همهم من يترأس الحكومة بل ماذا ستقدم لهم هذه الحكومة معيشياً وخدمياً، وكما قال لي أحد السياسيين في المشترك ماذا سنقدم للمواطنين؟ ماذا سنعمل لإخراج البلاد من تداعيات الأزمة المفتعلة؟! قول هذا السياسي -في تحالف أحزاب مريضة بالسلطة ولو على حساب الوطن وأمنه واستقراره وتحسين مستوى معيشة أفراده - كشف حجم الورطة التي دخلت بها أحزاب المشترك عندما تسلمت رئاسة الحكومة وتقاسمت حقائبها وهي لا تستطيع إدارة قنوات أحزابها وكيف لها إدارة شؤون دولة تعاني من أزمات سياسية واقتصادية و أمنية.
الواقع اليوم يشير بعد أكثر من خمسة أشهر على تشكيل حكومة الوفاق (الباسندوية) أن معاناة المواطنين ازدادت في شتى مناحي الحياة المعيشية والاقتصادية والامنية.. ونحن لا نبالغ في هذا الطرح بل الواقع نفسه يتحدث ويكفي النزول الى الاسواق أو الجلوس مع الاسر والتجوال في المدن والمستشفيات وتلمس الخدمات من كهرباء ومياه وتموينات البنزين والغاز.. يكفي لمعرفة حقيقة ما يعانيه المواطن اليوم في ظل حكومة بدأ الناس يطلقون عليها حكومة «يارب يا كريم ساعدونا».
إن استمرار الاوضاع المتردية التي تعيشها البلاد بعد تشكيل حكومة الوفاق أمر بات ينذر بخطر من شعب كانت أوضاعه مستقرة ابان حكومة المؤتمر الشعبي وكانت الخدمات الضرورية والاساسية في متناول حياته اليومية وشبح المجاعة والخوف لا يهددان حياته.. نحذر من الخطر ما لم تتنبه أحزاب المشترك الى حجم الورطة التي ادخلت نفسها فيها والعمل على استبدال الحكومة ووقف التدهور الاقتصادي والامني