نزار الولي -
< وضع الزعيم المؤسس علي عبدالله صالح النقاط على الحروف في تصريحه الأخير من خلال قراءة واعية وعميقة للأسباب التي من شأنها إعادة الأمن والاستقرار لليمن، معتبراً الحوار الوطني المدخل الآمن لبناء يمن موحد ومستقر يشارك الجميع في بنائه وصنع قراره المستقبلي.
الخطاب موجه لقيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام كونهم معنيين بالاسهام الفاعل في التوصل لقواسم مشتركة بين اليمنيين بمختلف تياراتهم وأفكارهم من خلال الحوار ومن أجل الحفاظ على اليمن دولة وأرضاً وشعباً بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الأمين العام للمؤتمر.
ويربط الزعيم علي عبدالله صالح بين الدور المؤتمري واستعادة الاستقرار قائلاً: إن اليمن لن تشهد استقراراً دون دور فاعل لقيادات وقواعد المؤتمر الذين ليس لهم عداوات أيديولوجية مع أحد، وهي إشارة واضحة لعملية الاستعداء المستمرة التي تمارسها القوى الأيديولوجية المتطرفة ضد أبناء الشعب، معتقدة أنها قادرة على حكم اليمنيين بهذه الأساليب المنفرة.
وحدد الخطاب مهاماً واضحة لأعضاء المؤتمر الشعبي العام وحلفائه تضمنت متطلبات البناء الداخلي المؤسساتي وأدائه في الساحة الوطنية بما يواكب استحقاقات المرحلة، وعلى رأسها تفعيل العمل التنظيمي بأسلوب جديد يتجاوز تجربة الأحزاب الشمولية وهي رؤية ثاقبة من شأنها إعادة السيطرة الى المؤتمر ليصنع مستقبله ويجدد أفكاره ويطور أداءه قبل أن يتجاوزه العصر ويلقى مصير تلك الأحزاب البائدة التي تقاعست عن الاخذ بأسباب التطور، فانتهت وفقدت شعبيتها.
ولاشك أن زعيماً مؤسساً على هذا القدر من الوعي والإدراك قادر على تجديد هذا التنظيم الرائد ووضعه في المكانة التاريخية التي تليق بإنجازاته الكبيرة طيلة أكثر من ثلاثة عقود كان فيها أنموذجاً في إدارة التنمية والحفاظ على المكاسب الوطنية.
إن هذا الخطاب يمثل وقفة تقييمية ضرورية من أجل إزالة الأخطاء والسلبيات التي علقت بالمؤتمر الشعبي العام خلال الفترات الماضية بسبب تجاهل بعض الاخطاء وتراكم السلبيات التي سمحت لبعض الطفيليين بالوصول الى مراكز القرار داخل التنظيم مما انعكس سلباً على أداء المؤتمر.
ويدرك الزعيم علي عبدالله صالح أن هناك قضايا أكبر من المناكفات السياسية وأن البلد ليس ذلك الشارع أو الشارعين اللذين أقام فيهما الانقلابيون دولتهم ومارسوا في تلك الشوارع أبشع صور القهر ضد المواطنين وشكا منهم الانصار قبل الخصوم، مؤكداً على مسؤولية المؤتمر عن خدمة ملايين اليمنيين واليمنيات على امتداد الوطن، ومواصلة خدمتهم برئاسة المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، مؤكداً أن هؤلاء هم من يستحقون التوجه لهم وحمايتهم من الانقلابيين والمتطرفين وهم من سيحمون منهج الميثاق الوطني الوسطي المتسامح والمستمد من ديننا الاسلامي الحنيف الذي يحاول البعض تشويهه واستخدامه بصورة سيئة للوصول الى السلطة عبر التدليس والكذب.