امين الوائلي -
* حكاية "الاختراق" و"الانتهاك" للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في اليمن تشبه حكاية المثل الشعبي- في اليمن أيضا- :" ضربني وبكى, سبقني واشتكى". وأخيرا أضيفت إلى المبادرة والآلية "لوائح وأنظمة المؤتمر الشعبي العام". ودائما المؤتمر هو المتهم الوحيد والمفضل بانتهاك الجميع المبادرة ولوائح المؤتمر..!!
* في لبنان- مثلا- يتحدث الإعلام والصحافة والسياسيون عن "الرئيس الحريري- الأب, والرئيس الحريري- الإبن, والرئيس سليم الحص, والرئيس ميشيل عون, والرئيس الجميل, والرئيس لحود...الخ". مع أنهم جميعا رؤساء ورؤساء حكومات سابقون والأول قضى شهيدا قبل أعوام ويقال عنه "الرئيس الشهيد" وليس "الرئيس السابق".
* تعارف الناس في بلدان العالم على تقاليد وأعراف متداولة وسيارة, ولحسن حضهم أنهم متعافون من عقد كثيرة وصغائر (كبيرة), من قبيل "الدس" و"الدسيسة" و"الوشاية" وحرفة "فاسق بنبأ". وسوف يسخر اللبنانيون وغيرهم ويضحكون حتى يغشى عليهم من الكركرة لو تطوع "ذكيا" إلى تقديم بلاغ يتهم فيه الإعلام والسياسيين والصحفيين والمواطنين اللبنانيين بمختلف طوائفهم وتياراتهم بـ"خرق" اللوائح والتشريعات و"انتهاك" الأنظمة والقوانين والدساتير لأنهم يسمون الرئيس الحريري رئيسا والرئيس الحص رئيسا والرئيس الحريري الأب "الرئيس الشهيد"...!
• في اليمن يباغتك, الذين احتفلوا يوما بمحاولة اغتيال الرئيس وكبار قيادات الدولة, وهللوا وكبروا ونحروا الذبائح فرحا وسرورا, ثم للتو يشعرون بغيرة مفاجئة على "صفة الرئيس" ويقيمون المآتم, دساً لا حزناً, ويذرفون دموعا من بصل عندما يقال "الرئيس صالح"...! كما كان الخوارج الأوائل يفعلون: يذبحون المسلمين ويغارون من أكل تمرة إلى جوار نخلة في الطريق مخافة أن تكون "حراما"!!!!
•
هل قيل مرة عن "الملك سيف بن ذي يزن" بأنه "الملك السابق",أو عن الملكة بلقيس "الملكة السابقة", أو الملكة أروى "الملكة السابقة"؟ وعلى ذلك قس.
* الغريب أنهم يتوسطون إلى الرئيس عبدربه منصور بالدس والوقيعة, وبالأمس فقط كانوا يكتبون ويقولون "رئيس الرئيس". ولله الحمد أن الرئيس عبدربه منصور هادي لا يعبأ بالصغائر ولا يستخفه الجاهلون والموغرون. والرئاسة لدى الرؤساء ليست صفة للتزين ولا لقبا للاستعراض. وكذلك هو صاحبه وسلفه الرئيس علي عبدالله صالح.
* عندما يقال: "الرئيس صالح- رئيس المؤتمر", يشقون ويلطمون وترفع نائحة مستأجرة صوتها بالعويل, غيرة واستنكارا لـ"انتهاك واختراق اللوائح المؤتمرية والنظام الداخلي للمؤتمر الشعبي العام" كما قرأنا مرارا.. وكما قرأنا للتو. (وهي على كل حال مغالطة كبرى وتقول لا يستند على فهم أو معرفة من واقع اللوائح والأنظمة).
وعمليا.. على (قدمين) وساق.. يسعون جاهدين لاستئصال واجتثاث المؤتمر الشعبي العام, تنظيما وفكرا وتأريخا ووظيفة وتجربة وطنية, وإقصاء قياداته وكوادره وأنصاره وأنصار الرئيس صالح- رئيس المؤتمر, من الوظائف العليا والوسيطة والدنيا ومن هيكلية الجهاز الإداري للدولة والوظيفة العامة ومن الحياة السياسية والعامة لو استطاعوا. ولو استطاعوا لأمروا بالجميع إلى المحرقة دون أن يرمش لهم جفن, في وقت يلطمون ويشقون غيرة على "لوائح المؤتمر الشعبي العام" (...) أهلاً وسهلاً. يقتلون المؤتمر ويمشون في جنازته..!!
* تصوروا أن آخر جرائم المؤتمر والمؤتمريين, ضد المبادرة الخليجية (المصادرة في الجهة الأخرى), وضد الآلية التنفيذية (غير المنفذة إلا على المؤتمر), هي هذه- كما اكتشفها وكشفها "هماز مشاء بنميم", وأعلنها للملأ: "الإعلام المؤتمري يدعو الرئيس علي عبدالله صالح رئيسا ويقول عن رئيس المؤتمر إنه رئيس المؤتمر" ؟!!
.. وهذا- كما قيل بسخاوة نفس مغرضة- انقلاب على الرئيس التوافقي المنتخب (..), وهذه بالتالي وبالضرورة "مخالفة" صريحة للمبادرة والآلية وقرار مجلس الأمن. و"اختراق" - لاحظوا التعبير- للوائح المؤتمر وتهديد للتسوية السياسية..!!
* ودعكم الآن ودائما من: الانشقاق العسكري (المشرعن بالاستمرارية), والميليشيات القبلية, ودولة الحصبة, وحرب مستمرة ضد معسكرات الجيش وألوية الحرس الجمهوري في نهم وأرحب وغير منطقة ومحافظة, وقصور- تقصير فاحش في تنفيذ بنود والتزامات المرحلة الانتقالية الأولى التي انتهت في 21 فبراير الماضي من المبادرة والآلية. بعلم ومعرفة و.. تواطؤ.. رعاة التسوية خصوصا. هذه كلها شكليات لن يتحدث عنها لا كشافة الفرقة الأولى ومجهريو الإخوان, ولا سفير واشنطن وفقيه "التوافق" مبتور الرأس..!!
* قد تسمعون وتقرأون غداً, على صلة, أن وجود المؤتمر الشعبي العام هو "اختراق" و"انتهاك" للوائح المؤتمر الشعبي العام ونظامه الداخلي. من يدري؟, في النهاية هذا هو الهدف الأخير لأمراء الحرب وأرحب.. ولملوك الطوائف والقبائل: استئصال المؤتمر بسيف المبادرة والآلية وبكف الوفاق وبيد الرعاة. وفي خلفية المشهد جمهور أضيف فقط لغرض الديكور ويهتف بحكم العادة: "الشعب يريد... حيا بهم حيا بهم.. "..!!لكن المؤتمر شيء غير قابل للإلغاء والاستئصال. نقول هذا عن ثقة, ونحذر من الركون إليه باسترخاء.
[email protected]