علي عمر الصيعري -
نحسب للقيادة السياسية لمؤتمرنا الشعبي العام وعلى رأسها فخامة الأخ الرئيس المعلم- حفظه الله- أنها تجيد باقتدار اختيار رؤساء الحكومات التي أنيطت بهذا الحزب الرائد مسؤولية تكليفهم بتشكيلها.
ويعتبر هذا في نظر علماء السياسة من أمثال« موريس دي فورجيه»، صاحب كتاب «الأحزاب السياسية»، «وجان ماري دانكان» صاحب كتاب« علم السياسة»، وفي مقدمة هؤلاء عالم جامعة »هارفارد« العالم السياسي »صامويل هانتن غتون«، قلنا يعتبر هذا فن امتلاك مقدرة »الثقافة السياسية التي حدد سماتها »هانتن غتون« في: »الاقتدار السياسي للأحزاب عند اختيار رؤساء الحكومات، والابتعاد عن »شخصانية السلطة«، واعتماد سياسة المراحل.. الخ«.
وقد أثبتت قيادتنا السياسية منذ تسلم فخامة الأخ الرئىس المعلم مقاليد الحكم، اقتدارها في هذا المجال.. وللايضاح نورد الآتي:
- عند تولي فخامة الرئىس الحكم، وقبل قيام المؤتمر الشعبي العام كلف الأخ الرئىس المعلم الأخ د. عبدالكريم الإرياني بتشكيل الحكومة في 1980/10/15م واستمرت إلى 1983/11/11م، واعتبر هذا التكليف بمثابة التأسيس للمرحلة الأولى من البناء الديمقراطي التنموي.. ونلاحظ هنا بداية تفكير فخامة الرئيس في اعتماد ما أشار إليه »هانتن غتون« بـ»سياسة المراحل«، ومنذ السنة الأولى لمرحلة البناء الديمقراطي التنموي الأولية كلف فخامته الأخ عبدالعزيز عبدالغني بتشكيل الحكومة في 1983/11/12م واستمر في رئاستها على فترتين إلى 1990/5/21م عند قيام الوحدة اليمنية واستكمال مرحلة البناء الأولى.
- بعد انتهاء الفترة الانتقالية بحرب الردة والانفصال والتي أضاعت على اليمن أربع سنوات هباءً، كلف الأخ الرئىس الأخ عبدالعزيز عبدالغني ليرأس حكومة التأسيس للمرحلة الثانية من البناء الديمقراطي التنموي في 1994/10/6م واستمر على رأس الحكومة إلى تكليف د. فرج بن غانم لعام واحد بترؤس الحكومة 1997/5/15م إلى 1998/5/15م وبعدها كلف د. عبدالكريم الإرياني لمواصلة المرحلة الثانية من البناء الديمقراطي 1998/5/16- 2001/4/3م وصولاً إلى تكليف الأخ عبدالقادر باجمال لاستكمال مرحلة البناء الديمقراطي التنموي الثانية 2001/4/4م إلى 2007/3/31م..
- بعد الانتخابات الرئاسية الثانية، أعلن فخامة الأخ الرئىس المعلم التحضير للبدء في التأسيس للمرحلة الثالثة من البناء الديمقراطي التنموي.. فاختار لهذه المرحلة شخصية على قدر من الكفاءة العلمية العالية، والتخصص العلمي »إدارة اقتصادية« و»إدارة إنتاج« ليكلف بترؤس حكومة جديدة لهذه المرحلة الثالثة من البناء الديمقراطي التنموي وهو الدكتور علي محمد مجور وذلك بالقرار الجمهوري رقم (8) لسنة 2007م الصادر في 31 مارس من هذا العام.
- حول الاقتدار السياسي في اختيار رؤساء الحكومات أثبتت لنا القيادة السياسية برئاسة الأخ الرئىس المعلم صوابية اختيارها لرؤساء حكومات المؤتمر الشعبي العام من حيث اعتماد الكفاءة، والشهادات الجامعية العليا، والمقدرة، والخبرة وهاكم نماذج لذلك:
- الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني، حاصل على ماجستير اقتصاد عام 1964م من جامعة »كولورادو« بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذا الدكتوراه الفخرية من ذات الجامعة، وتمرس في الإدارة والحكم منذ العام 1967م عندما عين حينها وزيراً للصحة، ورأس الحكومة لأكثر من أربع مرات.
- الدكتور عبدالكريم الإرياني حاصل على الدكتوراه من جامعة »يالي« YALE الأمريكية وله مراس في الإدارة والحكم منذ العام 1973م، ورأس الحكومة لثلاث فترات.
- الدكتور فرج سعيد بن غانم حاصل على الدكتوراة في الاحصاء من جامعة بولندا عام 1978م وله مراس في الإدارة والحكم منذ العام 1969م.
- الاستاذ عبدالقادر عبدالرحمن باجمال حاصل على بكالاريوس تجارة من جامعة القاهرة عام 1974م إلى جانب دبلومات تخصصية في التخطيط والإدارة المالية 78-1979م، وله مراس في الوزارات والحكم منذ العام 1979م، ورأس الحكومة لفترتين متتاليتين.
- الدكتور علي محمد مجور، حاصل على ماجستير إدارة اقتصادية من جامعة »جرنوبل« الفرنسية عام 1987م، ثم الدكتوراة في »إدارة الإنتاج« من نفس الجامعة عام 1991م، وله مراس في الإدارة الصناعية والدراسات العليا في مجال إدارة الأعمال، وعمادة كليات الجامعة ثم الوزارات (وزارتا الثروة السمكية، والكهرباء).
- أخيراً حري بنا أن نشير إلى ان فخامة الأخ الرئىس المسترشدة برؤاه وأفكاره السياسية قيادتنا السياسية، اعتمدت المبدأ الثالث كذلك من مبادئ »الثقافة السياسية« وهو عدم شخصنة السلطة.. والذي يقول جانب مهم فيه عدم قصرها على الحزب الحاكم.. إذ عين المؤتمر الشعبي العام د. فرج بن غانم رئىساً للوزراء وهو شخصية مستقلة.
وأخيراً.. ألا ترون معي ان حزباً كهذا، وقيادة سياسية كهذه، على قدر من الثقافة السياسية لايعوزهما الاقتدار في اختيار رؤساء حكومات على قدر من الكفاءة والخبرة والعلم ليقودوا اليمن إلى آفاق رحبة من التقدم والتطور والنماء؟!
- لازمة:
المصدر: كتاب »الحكومات اليمنية خلال 40 عاماً، - اعداد ضياء عبدالله الصلوي- اصدار مركز البحوث والمعلومات وكالة الأنباء اليمنية سبأ، طبعة ثانية يناير 2003م، أهدانيه صديقي الأستاذ محفوظ عيظة بن ناصر المدير العام لفرع الوكالة »سبأ« بالمكلا م/ حضرموت.. فشكراً لهم جميعاً.