حوار: توفيق عثمان الشرعبي -
لاتزال قواتنا المسلحة تسطر أروع الملاحم البطولية في محافظة أبين، وتواصل دحرها للإرهابيين واستئصال شأفتهم.

«الميثاق» تسلط الضوء على ما يدور في أرض المعركة من خلال اللقاء التالي مع أحد الأبطال الميامين الذين لهم صولة وجولة في الميدان وهو العقيد محمد صالح الحاضري أركان حرب اللواء (115) المرابط في محافظة أبين .. فإلى حصيلة اللقاء:

۹ هل لك أن تصف للقارئ ما يجري على أرض الواقع في أبين؟
- في البدء أشكر صحيفة «الميثاق» على اهتمامها بقضايا القوات المسلحة والامن ومن خلالها نرفع باسمي وباسم أفراد وصف وضباط اللواء 115 وقيادته ممثلة بالعميد الركن علي حيدرة الحنشي أسمى آيات التهاني والتبريكات الى الأخ المناضل المشير عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة- لنيله ثقة أبناء الشعب ونقول له: إننا في اللواء 115 نعاهد الله بأننا سنحمي وطننا بكل ما أوتينا من قوة وسندحر كل معتدٍ وطامع أياً كان شكله حتى آخر قطرة من دمائنا جنباً الى جنب مع اخوتنا من أبناء القوات المسلحة والامن وكل الشرفاء والمخلصين في المنطقة الجنوبية، وسنكون أوفياء لشعبنا ولقيادتنا السياسية ممثلة بالمشير عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة، وكما نتقدم بالشكر والعرفان للأخ المناضل الكبير الزعيم البطل المشير علي عبدالله صالح الذي بحكمته وحنكته جنب اليمن الحرب المدمرة التي كانت على الأبواب.. ونقول له إنه بموقفه هذا قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه مهما تآمر المتآمرون والحاقدون، وسيظل زعيماً تفاخر به الاجيال، وسيظل في قلوب كل اليمنيين الأوفياء، أما بالنسبة لسؤالك عما يجري على الأرض في أبين فهي معارك ضارية ومواجهة قتالية شرسة، فالجيش يواجه مقاتلين ارهابيين مدعومين عالمياً ولديهم خبرة في المواجهات وحرب العصابات، ولكننا نكبدهم خسائر فادحة ونستطيع القول: إن الجيش في أبين يواجه معارك مختلفة ومتنوعة..

ثلاث معارك

۹ ماذا تقصد بالمعارك المتنوعة؟
- نحن نواجه ثلاث معارك في وقت واحد، المعركة الأولى مع الارهابيين من تنظيم القاعدة الذين يسمون أنفسهم أنصار الشريعة وهذا التنظيم معروف على مستوى العالم بتنوع خططه والدعم اللامحدود الذي يصله، فهو عدو لا يستهان به.

أما المعركة الثانية التي يواجهها الجيش في أبين فهي مع الاعلام.. فبعض وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تشن حملة خطيرة على المؤسسة العسكرية وتتناول مواضيع وتنشر الشائعات وتبث الأراجيف دون شعور بالمسؤولية تجاه الوطن ودون أدنى قيم أو معيارية مهنية أو تدقيق في المعلومة..
هناك إعلام موجه لضرب الجيش والإساءة الى دوره الوطني وهذا الاعلام يبرر للارهابيين جرائمهم بل يحرضهم على قتل الجنود واستهداف مواقعهم ومعسكراتهم، وكأن القائمين على هذا النوع من الاعلام المتآمر على الجيش لا يعي أنه يستهدف جيش الوطن والثورة السبتمبرية والاكتوبرية، جيش الوحدة وصمام أمان الوطن بأكمله.
والمعركة الثالثة فتتمثل بقلة الإمكانات المادية والمعنوية.

مناكفات وأحقاد
۹ الإعلام الذي قصدته يشير الى أن أنصار الشريعة هم من أتباع الزعيم علي عبدالله صالح، والجيش يتواطأ معهم.. ما ردك؟
- المؤسسة العسكرية مؤسسة وطن وجيش شعب وليس ملكاً لحزب ولا لشخص أو جماعة.. والزعيم علي عبدالله صالح سلم السلطة بشكل سلس وحضاري وبأسلوب فرضته الوطنية وحبه لشعبه، سلمها وهو في أوج عطائه والقوة في يده وجموع الشعب تسانده، وليس من المعقول أو المقبول الحديث عن قيامه بالتحريض ضد الجيش أو الوطن أو المكاسب التي بناها طوبة طوبة .. هذا الكلام لا يحمل مصداقية ولا موضوعية وغرض تزييف عقول البسطاء والموتورين..
ومثلما كان الجيش يأتمر لأوامر قائده الأعلى السابق المشير علي عبدالله صالح، يأتمر اليوم لقائده الأعلى المشير عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية.
وبالنسبة لتنظيم القاعدة في أبين فقد سبق له وأن رد على الإعلام الذي يقول بأن الزعيم علي عبدالله صالح هو من يقف وراء ما يجري في أبين وفي مناطق أخرى من اليمن واستهجن طرح ذلك الاعلام، والجميع في اليمن والعالم بأسره يدرك عداء تنظيم القاعدة لكل شيء، وما يروج له الاعلام يندرج ضمن المناكفات السياسية والاحقاد الشخصية التي لا تخدم سوى الارهاب.

أرواحنا فداء للوطن
۹ وهل هذا الإعلام الموبوء يؤثر على عزيمة المقاتلين من أبطال المؤسسة العسكرية والأمنية؟
- الإعلام أصبح سلاح العصر لتثبيط الهمم وقلب الحقائق وبث الأراجيف والنعرات وإقلاق الآمنين.. فإذا لم يستطع أن يؤثر على معنويات أفرادنا لإيمانهم بقدسية واجبهم، فإنه أي الإعلام يبرر للعدو قتلنا ويحرضه علينا، وبهذا يكون قد حقق هدفه بهذا الوجه أو ذاك.
ولكننا في الجيش نؤمن بعظمة ما نقوم به من واجب وطني وباستطاعتنا مواجهة العدو وكل أذياله وأبواقه وداعميه، كما أننا نؤمن بأن مصير الخائنين الى بوار وهوان، وثقتنا بالله كبيرة وهو نعم العون والنصير.
ومهما تكالبت المؤامرات على هذا الوطن فأرواحنا ودماؤنا فداء ولن نبخل بها عليه وسنكون عند حسن ظن شعبنا وقيادتنا ممثلة بالمناضل المشير عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وعلى الإعلام المحرض والمعادي للقوات المسلحة والأمن أن يدرك أنه شريك للإرهابيين وأنه قاتل ومرتزق يبيع ويحرض على دماء الأبرياء وقداسة الوطن.

۹ ما المناطق التي أوكلت إليكم لتطهيرها من الإرهابيين؟
- نحن نؤدي دوراً وطنياً موحداً، فكل وحدة عسكرية تساند الاخرى بحسب الخطة والتوجيهات من وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادة المنطقة الجنوبية .. فكل وحدة لها مناطق محددة في المواجهة مع الارهابيين.

خسائر فادحة
۹ هل لكم أن تطلعونا على الخسائر التي يتكبدها الارهابيون في أبين؟
- خسائر تنظيم القاعدة في المواجهات مع الجيش في أبين فادحة في الأرواح والمعدات، وما يتم الإعلان عنهم من قتلى الارهابيين هم من يقف عليهم الجيش من الذين لا يستطيع التنظيم أن ينتشلهم من أرض المعركة، ولأن مقاتلي التنظيم الارهابي من جنسيات مختلفة، فالتنظيم يقوم بدفن كل من يُقتل في نفس أرض المعركة ليواري خسائره، فهم لا يعترفون سوى بالقيادات الميدانية التي تُقتل وهي من أصل يمني، أما الجنسيات الاخرى فيدفنونها دون ذكر.
وبهذا فخسائرهم من الارواح كبيرة جداً، وكذلك من المعدات.

۹ فيما تتمثل معداتهم؟
- أسلحة التنظيم متوسطة وخفيفة بمختلف الأنواع..

۹ من أين يأتون بها؟
- مثلما حصلوا عليها في أحداث سبتمبر في أمريكا، يحصلون عليها في اليمن.. فالذي حصل على طائرة لضرب أبراج عالمية في نيويورك قادر على الحصول على دراجة نارية في اليمن لتفخيخها في بوابة معسكر أو مجموعة جنود أو شخصية مسؤولة.

۹ كيف هي معنويات أفراد اللواء 115؟
- المعنويات بدأت ترتفع نسبياً.

۹ يعني أنها ليست مرتفعة تماماً؟
- نعم ليست بالشكل المطلوب.

۹ ما السبب؟
- قلة الدعم المادي والمعنوي.. فالجيش لا ترتفع معنويات أفراده إلا عندما يجد كل ما يحتاجه مادياً ومعنوياً.. التهيئة النفسية للمقاتل قبل خوضه المعركة مهمة جداً وهذا ما لم نلمسه بالشكل المطلوب.. فرفع الروح المعنوية للمقاتل جزء من القتال.

معوقات الحسم
۹ هل هذا السبب يقف وراء عدم حسم المعركة مع أنصار الشريعة حتى الآن؟
- ليس هذا هو السبب .. حسم المعركة لم يتم حتى الآن نتيجة لنوعية العدو الذي نواجهه، حيث وهو عدو لا يواجه بطريقة نظامية وإنما يستخدم حرب العصابات.
بالإضافة الى أن الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد كشفت عن مؤامرة قذرة ضد الجيش يديرها المتربصون بهذا الوطن وهذا كان له دور كبير في عدم حسم المعركة مع الارهاب في اليمن بشكل عام، فالجيش يواجه حرباً مفتوحة تشن ضده في أغلب المناطق.. في أرحب ونهم وتعز والبيضاء وأبين وعدن وشبوة وغيرها ..أصبح الجندي لا يستطيع أن يمشي بشرف الدولة - أي بزيه العسكري - لأنه مستهدف في كل مكان حتى غدا لا يعرف من هو عدوه.. ولذا من الصعب أن يحسم معركته مع الارهاب في ظل الحرب المفتوحة ضده والتي تخلو من كل القيم والأخلاقيات والانسانية.

۹ لماذا يركز على محافظة أبين ويكثف من عملياته فيها؟
- تنظيم القاعدة لا يقصد أبين كمنطقة ذات أهمية له، بل يتخذها نقطة انطلاق لتحقيق أهدافه ومخططاته وفي مقدمتها الاستيلاء على محافظة عدن على وجه الخصوص ومحافظات أخرى تحيط بأبين التي وجد التنظيم في موقعها وتضاريسها نقطة مهمة لتحركاته..

۹ يعني أنه يركز على محافظة عدن؟
- بكل تأكيد، فالسيطرة على هذه المحافظة من أهم أولوياته ليسهل له بعدها السيطرة على خليج عدن ومضيق باب المندب كأهم أهداف التنظيم للتحكم بالملاحة الدولية وإقلاق سكينة المجتمع الدولي بشكل عام.

خلايا نائمة
۹ وهل تتوقع أن ينتقل أنصار الشريعة الى عدن بعناصره الموجودة في أبين وهي تخوض معارك مع الجيش وتتكبد خسائر فادحة؟
- لا أعتقد أنه يخطط للسيطرة على عدن بنفس العناصر التي تقاتل في أبين، فالمعلومات تشير الى أن لدى تنظيم القاعدة أكثر من ثلاثمائة خلية نائمة في عدن ويتحين الفرصة السانحة لإيقاظها لتحقيق هدفه ولو بنهر من الدماء البريئة.

۹ ما تقييمك لدور المواطنين في مساندة الجيش لاجتثاث الارهاب؟
- بالنسبة لدور المواطنين كان في بداية الامر منعدماً تماماً جراء الأزمة الخانقة التي جعلت كلاً منا مشغولاً بنفسه ولكن الآن بدأوا يقدمون دوراً مهماً ورائعاً عن طريق اللجان الشعبية جنباً الى جنب مع أبطال القوات المسلحة والامن الموجودين في مختلف مناطق المحافظة.

۹ أين تكمن خطورة أنصار الشريعة؟
- تنظيم القاعدة بشكل عام يحمل الموت لكل بيت وأسرة ومنطقة يمنية، وخطره لا يقتصر على مكان أو أشخاص محددين أو على اليمن فقط، بل على كل المنطقة ودول العالم..
إن تنظيم القاعدة يمثل طاعون العصر، وإذا لم تتكاتف الجهود الدولية لاستئصاله فلن يسلم أحدٌ من شره.

أمام الأحزاب
۹ كلمة أخيرة تود قولها في نهاية هذا اللقاء؟
- أدعو كافة الأحزاب الى تغليب المصلحة الوطنية وتعلّم الديمقراطية البناءة وليس الفوضى، وأن يراقبوا الله في أعمالهم، وأن يرفقوا بهذا الشعب «المطحون» بسببهم.
كما أدعوهم الى الوقوف أمام أنفسهم ومساءلتها: لصالح من قطع الطرقات والكهرباء وأنابيب النفط والغاز.. لصالح من قتل الجنود أو التحريض عليهم وبث القلق والفوضى في الشوارع والمدن.
لصالح من إشعال الفتن والاقتتال والنعرات.. كما أدعو المتربصين والمتآمرين على المؤسسة العسكرية الى مراجعة انفسهم قبل فوات الآوان، فلن يظل منتسبو هذه المؤسسة عرضة لهجماتهم وتناولاتهم، فللصبر حدود.
ولا يظنون بأنهم قادرون على هذه المؤسسة أو إبعادها عن واجبها الوطني، فالنصر حليفنا بإذن الله ما دامت الإرادة الشعبية سندنا في مواجهة أعداء الحياة والأمن والاستقرار.