إقبال علي عبدالله -
< المتابع للنشاط التنفيذي لحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها الاستاذ محمد سالم باسندوة أحد أبرز أقطاب المعارضة، سيجد أن هذا النشاط ينطبق عليه مثلنا الشعبي المعروف: «اسمع كلامك أصدقك أشوف عمائلك استغرب»، وأقصد هنا ما تضمنه البرنامج العام للحكومة التي نالت به ثقة البرلمان في الثامن والعشرين من ديسمبر العام الماضي.. البرنامج الذي رغم إدراك الاستاذ باسندوة ومن يديرونه في قيادة حزب الاصلاح المتشدد بخطورة الاوضاع التي تعيشها البلاد والناتجة عن الأزمة السياسية المفتعلة من قبل أحزاب اللقاء المشترك بداية العام الماضي بهدف الاستيلاء على السلطة بطرق غير شرعية ولا دستورية.. غير أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي جرى التوقيع عليها في العاصمة السعودية - الرياض - في الثالث والعشرين من نوفمبر العام الماضي والتي هدفت الى حل الأزمة بطرق سلمية تجنب الوطن ويلات الهرولة الى حرب أهلية كانت متوقعة لولا حكمة وتنازلات وتضحيات المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الزعيم علي عبدالله صالح من أجل انقاذ الوطن من الكارثة التي كان يتمناها المشترك تنفيذاً لمخطط خارجي سيأتي اليوم الذي ستكشف أوراقه لكل أبناء شعبنا.
أقول: إن النشاط التنفيذي لحكومة الوفاق الوطني التي جاءت بها المبادرة الخليجية وليست الانتخابات الاشتراعية كما هو منصوص عليه في الدستور هو نشاط عكس حقيقة فشل هذا الوفاق في تنفيذ ما وعدت به الشعب في برنامجها.. فلم يتحقق شيء على أرض الواقع بل على العكس ازدادت معاناة الناس من جراء استمرار التدهور الامني في كثير من المحافظات وازدياد الاسعار التي لم يقابلها زيادة في المرتبات ولا حتى اطلاق العلاوة السنوية التي حاولت الحكومة ذر الرماد عيونها.. حتى الطرقات لم تفتح ومازالت هناك محافظات ومديريات معزولة ومحرومة من تقديم الخدمات لها ناهيك عن ما أقدمت عليه الحكومة، وأقصد وزراءها المنتمين لأحزاب المشترك وشركائهم من إقصاء كوادر منتسبين للمؤتمر الشعبي العام بصورة انتقامية وجعل الاعلام الحكومي يخرج عن خط وأهداف الوحدة من خلال الترويج لفكرة الانفصال والحراك الداعي له، ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا التوجه الذي خلق حالة من الارتباك تارة والسخط تارة أخرى لدى المواطنين الذين فوجئوا بهذا الانحراف الاعلامي الحكومي.
الأدهى من كل ما سبق ذكره ان حكومة الوفاق لجأت الى البكاء والادعاء أن من يحب الوطن عليه أن يبكي وهو بكاء التماسيح.. فعندما كان الوطن يعاني مخاطر وتحديات حرب صيف 1994م لم تبكِ قيادتنا السياسية بل واجهت التحديات بكل حكمة وشجاعة حتى انتصر الوطن وانتصرت وحدته.. ماذا قدمت حكومة الوفاق للشعب غير مشاهدة دموع باسندوة.