الإثنين, 07-مايو-2012
الميثاق نت -   د./ علي مطهر العثربي -
< لم يكن المؤتمر الشعبي العام ليسكت على التجاوزات أو المخالفات الدستورية والقانونية، لأنه إرادة شعبية تستمد قوتها من الإرادة الإلهية، ولذلك فإنه ينطلق في اقتراحه لمشاريع القوانين من هذه الإرادة، وليست الرغبة في البقاء في السلطة على الاطلاق، كما ينطلق في رده على المشاريع المقدمة من الغير في مجال التشريع من هذه الإرادة.
لقد شهدت الأيام القليلة الماضية جدلاً علمياً خاضه اعضاء المؤتمر حول مسودة مشروع العدالة الانتقالية، وكان لأعضاء المؤتمر الفضل في تبني عقد الندوات وورش العمل لمناقشة هذا المشروع بأمانة علمية ومهنية أكاديمية بيّنت العيوب الدستورية والشرعية والعرفية في المشروع التي بينت ان الجهل بالتشريع مهلكة يقود الى الفوضى وتعميق الفتن وزرع البغضاء وإنكاء الجراح.
إن القول بأن المؤتمر الشعبي العام إرادة شعبية جاء من الحرص الذي يبديه أعضاؤه على مستقبل البلاد والعباد، من خلال العمل الوطني الذي يجسد الإرادة الكلية للشعب، ولذلك فإن المؤتمر صمام أمان لمستقبل اليمن، لأنه يمنع التجهيل ويسعى الى نشر الوعي المعرفي ويفضح التآمر على البلاد والعباد ويعزز الوحدة الوطنية ويصون الدستور والقانون وينطلق في كل ذلك من الإسلام عقيدة وشريعة.
إن الدراسات الاكاديمية العلمية التي ظهرت خلال الايام القليلة الماضية حول مفهوم العدالة الانتقالية واحدة من الاعمال التي تؤكد صدق التوجه للمؤتمر الشعبي العام المجسد للإرادة الكلية للشعب، ولمن لا يعجبه الحديث في هذا الاتجاه أن يتجرد من نزعته الشخصية وانتمائه الحزبي والفئوي والمناطقي والقروي والاسري ويلتزم المهنية والعلمية ويقرأ بحيادية ما طرح حول مسودة العدالة ويحكم العقل والمنطق والعلم وسيكتشف أن اليمن بوجود المؤتمر وكل الخيرين الشرفاء في كل مكان مازال بخير، لأن مشاريع النكبة لا يمكن أن يسمح الشعب بتمريرها، وأن الشرفاء قادرون على توضيح الحقائق وبيان ما ينفع الناس كافة.
إن المؤتمر الشعبي العام يتحمل اليوم مسؤولية مضاعفة في إظهار الحقيقة وبيانها للناس كافة، فقد بات من الواجب على أعضائه وأنصاره أن يكونوا أكثر حرصاً في التعامل مع القضايا المختلفة وأن يكون الوفاء للشعب عنوان حياتهم، لأن الحياة السياسية القائمة على الفوضى التي يريد فرضها الآخرون على المجتمع اليمني والتي جلبوها من خارج حدود البلاد دليل قاطع على جهل الجالبين للشر لليمن أو تعمدهم لتخريب الوطن، لأن محاكاة الآخرين وتقليدهم ليس إبداعاً بل جهلاً متعمداً لتخريب الوطن وزرع الفتن واسقاط الدولة اليمنية التي ناضل من أجل بنائها أحرار اليمن.
إن ما يبشر بخير دائم هو حالة الوعي المعرفي التي يتمتع بها أعضاء المؤتمر وأنصاره وما يمتلكه من الخبرات والقدرات العلمية الأشد حرصاً على الامن والاستقرار والوحدة، هذا بحد ذاته عنوان الإنجاز والإبداع الذي حققه المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه في 24 اغسطس 1982م وحتى اليوم، ولذلك فإن المؤتمر ماضٍ على دربه الميثاقي، لأن إيمانه بالله العظيم أصلب من أية قوى عدوانية وأن غايته النهائية عزة اليمن واليمنيين انطلاقاً من الاسلام عقيدة وشريعة من أجل بناء اليمن الواحد الموحد القادر والمقتدر- بإذن الله.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 04-يوليو-2024 الساعة: 01:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26411.htm