الإثنين, 07-مايو-2012
لقاء/ هناء الوجيه -
الأزمة التي تواجهها اليمن كان لها آثار سلبية متعددة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، منها ما ارتبط بالطفولة والعملية التعليمية.. من خلال متابعتكم للوضع والتقارير التي رصدتموها كمنظمة مهمة ما مدى الأضرار والآثار المنبثقة عن الأزمة في جانب اهتمامكم؟
- عموماً الأزمات والصراعات والنزاعات المسلحة تسبب المشاكل الاقتصادية والصحية والاجتماعية والنفسية وهي تؤثر بشكل كبير على المجتمع ككل، ولكنها تمس الاطفال وتؤثر على حياتهم بشكل أكبر، وفي المرحلة الماضية كان للأزمة السياسية آثار ترتب عليها التدهور في عدد من الجوانب، فمثلاً النزوح من مواقع النزاع ارتبط به التشتت والحرمان من الحقوق معيشياً وصحياً ونفسياً وتعليمياً، فهناك احصائيات تشير الى تدهور خطير في الوضع الانساني في اليمن، بالإضافة الى ذلك انعكاس آثار الخوف والتوتر والقلق على الأسر وأطفالهم.. تلك الآثار مازالت بحاجة الى بذل جهود في مجال المعالجة النفسية والمعنوية والمساندة لتلك الفئات لتتمكن من استعادة الامن والاستقرار النفسي.
حق التعليم
وفي جانب التعليم حُرم عدد كبير من الاطفال من حقهم في التعليم، ففي عدن أُغلقت عشرات المدارس بسبب توافد النازحين من أبين وفي أمانة العاصمة تعطل عدد كبير من المدارس في الاحياء التي عانت من الصراع وكانت تلك المدارس مراكز ومواقع لتواجد المسلحين والسلاح في حين أنه كان ينبغي أن تكون العملية التعليمية والاطفال عموماً بمنأى عن أي أحداث أو نزاعات.
توعية ودعم
ما أبرز التدخلات التي قامت بها المنظمة لمعالجة الوضع وإعادة سير العملية التعليمية؟
- نحن في منظمة اليونيسيف نعمل منذ أكثر من أربع سنوات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركاء التنمية في إطار التوعية بأهمية التعليم كحق أساسي من حقوق الطفولة وتوضيح النتائج الايجابية للتعليم ومخرجاته، وكذا المخاطر الناجمة عن الانقطاع والتسرب من التعليم والى جانب التوعية لدينا أنشطة دعم وتحفيز للاستمرار وزيادة الالتحاق بالعملية التعليمية.. ومنذ سنتين ونتيجة لأحداث حرب صعدة أنشئ مشروع الطوارئ .. هذا المشروع استهدف الوضع التعليمي والانساني في مناطق النزاع وكذلك العمل على وضع معالجات وحلول تساعد على استمرار العملية التعليمية تحت أي ظرف من الظروف، وحالياً مازال مشروع الطوارئ قائماً ويعمل على تنفيذ أنشطة وبرامج متعددة في إطار ايجاد المعالجات وتقديم الدعم والتحفيز للفئات المستهدفة مادياً ومعنوياً من أجل معالجة آثار الأزمة وتحقيق هدف الاستمرار في العملية التعليمية.
بدائل ومعالجات
ما الإجراءات التي تدخلتم بها لمعالجة أوضاع المدارس التي أغلقت بسبب تواجد الأطراف المسلحة فيها وكذلك فيما يتعلق بالنازحين عموماً..؟
- نحن نتناقش ونتخاطب مع الجهات المعنية كوزارة التربية والتعليم وهي بدورها تخاطب الجهات والاطراف ذات الصلة وهناك جهود طيبة في هذا الإطار، فمثلاً في هذه الفترة تم إخلاء عدد من مدارس أمانة العاصمة التي كان يتواجد فيها مسلحون ولم يعد هناك الا عدد بسيط سيتم إخلاؤها في الفترة المقبلة..
بالنسبة للنازحين هناك حلول وبدائل يتم من خلالها معالجة وضع التعليم لديهم من ذلك توفير أماكن بديلة مؤقتة للدراسة الى أن يتم معالجة وضعهم وعودتهم الى مواطنهم، وهكذا يتم معالجة الامور وذلك بمناقشة الوضع أولاً بأول وعبر لجنة الطوارئ المكونة من عدة جهات من ضمنها وزارة التربية يتم توفير وإيجاد بدائل ومعالجات وتنفيذ أنشطة وبرامج داعمة حسب المستجدات وما تقتضيه الحاجة.
ما الصعوبات والمشاكل التي تواجهكم أثناء تنفيذ مهامكم؟
- في اليمن عموماً هناك مشكلات تعليمية قديمة تتمثل في تدني مستوى الوعي بأهمية التعليم وخاصة في المناطق الريفية والبعيدة، حيث ان معظم الآباء يفضلون الاستفادة من أبنائهم في أعمال الزراعة وغيرها والفتاة في أعمال المنزل ومهام أخرى توكل اليها، هذه أمور تثبط الاطفال عن الالتحاق بالمدارس، بالاضافة الى العوامل الاقتصادية والضغوط المترتبة عليها، فهناك أسر تعاني من عدم القدرة على تحمل تكاليف التعليم لأبنائها والبعض الآخر يدفع الابناء للعمل بهدف إعالة الاسرة، ناهيك عن العوامل الاجتماعية التي ترتبط أحياناً بالعادات والتقاليد والتي تعيق وتحرم الاطفال من الحق في التعليم وبالذات الفتيات.. كل هذه من الأمور التي تزيد من حجم التحديات والصعوبات وتحتاج الى مدى طويل وتخطيط مدروس وجهود مكثفة ليدرك المجتمع أهمية التعليم وعلاقته بنهضة وتطور الفرد والمجتمع.
ما ذكرته سابقاً هو جزء من الصعوبات المرتبطة بالمجتمع وبتدني مستوى الإدراك لأهمية التعليم والجانب الآخر الذي كان له تأثير ومثل نوعاً من الصعوبة هو ما حصل أثناء الأزمة السياسية، حيث أن أطرافاً من الاطراف المتنازعة كانت تقحم الاطفال وتزج بهم في النزاعات المختلفة، كما أن العملية التعليمية تأثرت وأقحمت في تلك النزاعات بشكل مباشر مما سبب تدهوراً في الوضع التعليمي وحرماناً من التعليم، ومن المفترض أن يكون لدى المجتمع والاطراف المتصارعة حس مسؤول وإدراك لضرورة إبعاد الاطفال عموماً وعدم استغلالهم أو إقحامهم في أي نوع من الصراعات مهما كانت المبررات وينبغي أن تستمر العملية التعليمية تحت أي ظرف من الظروف لأن الاطفال بالتعليم هم المستقبل الافضل وبهم يتحقق الامن والاستقرار والحياة الافضل.
مجتمع قوي
ما التطلعات والطموحات التي ترجون الوصول اليها في إطار الأهداف المراد تحقيقها في اليمن..؟
- نطمح من خلال عملنا مع كافة الجهات المعنية والمسؤولة في الجانب الحكومي ومنظمات المجتمع المدني ان نصل بالتعليم في اليمن الى حد كبير من المساواة بحيث يتمكن الافراد في المجتمع من التمتع بهذا الحق في المدن والقرى والمناطق النائية.. لأن التعليم هو أساس تكوين المجتمع المتوازن والقوي في كافة الجوانب سياسياً واقتصادياً وصحياً واجتماعياً، نأمل أن نصل إلى هذا المستوى، ونأمل أن نصل الى أعلى وهو أن لا تحتاج اليمن الى جهودنا أو أي جهود أخرى في هذا الجانب.
أساس متين
كلمة أخيرة تودون قولها..؟
- الكلمة هي لكل العاملين في المجال التعليمي والجهات المعنية والمجتمع ككل، لابد أن يعمل الجميع من أجل الطفولة وأن يدركوا أن الطفولة كنز غالٍ وأساس متين وهم من يستحقون بإخلاص بذل الجهود من أجل حمايتهم والنهوض بهم، كما أن العلم هو السلاح الأقوى ضد العدو المجهول المتمثل في الجهل والذي من نتائجه التدهور سياسياً واقتصادياً وصحياً واجتماعياً، وإذا أدرك المجتمع ذلك فسوف يكونون على قدر كبير من المسؤولية والالتزام لمساندة التعليم على النهوض.


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 03:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26417.htm