علي عمر الصيعري - < في العدد الماضي تناولنا التحدي الأول الذي يواجهه المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه بمسئولية وطنية، ألا وهو انجاح مؤتمر الحوار الوطني المرتقب، وفي هذا العدد نستكمل بقية التحديات وهي أولاً : إعادة ترتيب أوضاع هذا التنظيم الرائد، وثانياً : تعزيز وسائل اعلامه، وطرائق اتصاله وتواصله.
بداية نشير الى ان هاتين المسألتين «التنظيمية والاعلامية» تكمل كل واحدة منهما الاخرى في ظل التطور التاريخي للاحزاب السياسية في هذا القرن، فالمسألة التنظيمية والمسألة الاعلامية اصبحتا متلازمتي الوجود الحزبي المؤثر والمتطور.
وإذا كانت القيادة السياسية للمؤتمر تعد العدة لانعقاد المؤتمر العام الثامن في الأشهر القليلة القادمة، وفيه ستضع من خلال وثائقه وأدبياته كافة المعالجات لإعادة ترتيب أوضاعه، فإن المسألة الآنية الملحة تتطلب إعادة النظر في آليات التواصل مع قياداته الوسطى «رؤساء الفروع والمديريات» من منطلق واقع التجربة التي مر بها المؤتمر في الفترة الاخيرة، وتقييم نشاطها وممارساتها ومواقف البعض منها، بل وتقييم مواقف بعض اعضاء كتلته البرلمانية وأسباب انقطاعهم عن الحضور المطلوب في جلسات البرلمان، وكذلك اعضاء اللجنة الدائمة ودورهم المطلوب في هذه المرحلة.
كما ان مسألة التواصل مع تكوينات المؤتمر في المحافظات والمديريات تتطلب دراسة بروز بعض الفجوات خلال المرحلة الاخيرة، لسد هذه الفجوات التي تهدد تماسك اللحمة التنظيمية للمؤتمر ووضع المعالجات المناسبة لها، إلى جانب هذا وذاك ينبغي وضع حدٍّ لتهميش كوادر واعضاء المؤتمر الفاعلين من القدامى والمخضرمين واحتضانهم واعادتهم الى مراكز تليق بهم في العمل التنظيمي والجماهيري.
أما المسألة الثالثة وهي الاعلامية فهي أم المسائل التي ينبغي على قيادة المؤتمر العليا ان توليها أهمية خاصة في ظل هذه الظروف التي يواجه فيها المؤتمر حملات اعلامية شعواء من كل النواحي، وذلك لمواجهة المد الاعلامي الكاسح لحزب الاخوان المسلمين والمتمثل في تفريخ العشرات من الصحف والمواقع والقنوات والصرف الباذخ على وسائل اعلامه الخاصة، في الوقت الذي تعاني فيه صحيفة «الميثاق» الصحيفة المركزية للمؤتمر من ضآلة الامكانات ونضوب الموارد على الرغم من صمودها وتفعيلها لدورها الاعلامي وحضورها المتميز في قلب المتغيرات، وكذلك إيلاء اهتمامات لصحف المؤتمر المحلية والصحف المناصرة والوسائل الاعلامية الاخرى، فالاعلام اليوم هو سيد الموقف.. وما كان «الاصلاح» وشركاؤه والمقامرون والمغامرون لينجحوا لولا وسائل الاعلام التي جندوها ضد المؤتمر والنظام السياسي.. وعلينا ان نعتبر من كل درس يمر بنا.
|