الإثنين, 14-مايو-2012
استطلاع/ علي الشعباني -

طالب اكاديميون واعلاميون بايقاف تمرد الاعلام الرسمي- المسموع والمرئي والمقروء- على الشرعية الدستورية وتوجيهات الاخ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- الذي طالب الاعلام الرسمي بالعمل من أجل المصلحة الوطنية العليا والابتعاد عن المناكفات الحزبية.

محملين وزير الاعلام مسئولية الانفلات والتمرد الذي بات عليه الاعلام الرسمي.. منتقدين ما أقدم عليه العمراني من حذف فقرات وعبارات في خطاب رئيس الجمهورية الاخير في الأكاديمية العسكرية الذي عبر فيه عن أسفه للمستوى الذي وصل اليه الاعلام الرسمي.

معتبرين ان استمرار انحياز الاعلام الرسمي لصالح طرف ضد طرف آخر مؤامرة تستهدف التسوية السياسية والمبادرة الخليجية، واصرار من قبل احزاب المشترك على اثارة الفوضى والبغضاء بين أبناء الشعب على اساس مناطقي وحزبي ومذهبي.

حيث قال الدكتور احمد عقبات- عميد كلية الاعلام :

كنا نتوقع ان يعيد الاعلام الرسمي والقائمون عليه حساباتهم ازاء تناولهم الاعلامي لمختلف القضايا الوطنية وان يلتزموا بما جاء في خطاب رئيس الجمهورية الاخير ويعملوا على بلورة مضامين خطابه السياسي الى خارطة عمل للاعلام الرسمي خلال الفترة الراهنة وحتى انتهاء الفترة الانتقالية.

واضاف : للاسف الشديد لم يحدث ذلك بل ان العكس تماماً هو ما فضل القائمون على الاعلام الرسمي القيام به، حيث لاحظنا ان الصحف الرسمية والقنوات الفضائية صعدت من تحريضها العدائي تجاه المؤتمر الشعبي العام وقياداته.اضافة الى تبرير اخطاء الحكومة والدفاع عن تجاوزات اعضائها القانونية والدستورية التي كان آخرها تصريحات رئيس حكومة الوفاق محمد باسندوة في تعز المستفزة والمخالفة لجوهر الوفاق الوطني والمبادرة الخليجية.

إعلام لا رسمي؟!

واشار الى ان الاعلام الرسمي يجب ان ينقل الحقيقة للمواطنين ويفتح المجال أمام الجميع لعرض افكارهم وآرائهم بكل حرية وفي اطار القانون وبما لايمس الثوابت الوطنية -كما هو حاصل الآن في الاعلام الرسمي للاسف الشديد.

وأكد ان الاعلام الرسمي اليوم بات أكثر تشنجاً ولايعترف بالرأي الآخر وثقافة الديمقراطية واحترام كافة وجهات النظر.

مشيراً الى ان غياب الرؤية لدى الحكومة بشكل عام قد ساهم في تشتت الاعلام الرسمي وانحرافه عن مسار طبيعة عمله المؤطر وفق السياسات العامة للدولة وتوجهاتها المختلفة.

انفلات فكري

من جانبه أشار الدكتور محمد الفقيه -استاذ الاتصال الاعلامي بكلية الاعلام : إلى ان الاعلام الرسمي قد انحرف بشكل كامل عن توجهات الحكومة التي يجب ان لاتخرج عن اطار التوجه العام للدولة وسياستها.

معبراً عن أسفه الشديد للمستوى الذي وصل اليه الاعلام الرسمي بسبب الانفلات الفكري والاجندة الاعلامية والسياسية المتناقضة للقائمين على الاعلام الرسمي المرئي والمسموع والمقروء.

وقال الدكتور الفقيه:

كنا نعتقد ان الاعلام سينتقل من الحال الذي كان عليه الى الأفضل ولكن للاسف الشديد تراجع كثيراً عن المستوى الذي كان عليه وتحول الى ناطق رسمي لأحزاب اللقاء المشترك وليس ناطقاً باسم الدولة والحكومة..

مضيفاً : نتمنى ان لايستمر الاعلام الرسمي متمرداً على الدولة خارجاً عن سياساتها وتوجهاتها الرسمية، وان يبتعد عن لغة التحريض والاستهداف الشخصي والحزبي الذي لايخدم الوطن وأمنه واستقراره ومرحلة الوفاق الوطني.

ثقافة إقصاء عدائية

< أما الدكتور احمد العجل -عميد كلية الاعلام السابق واستاذ الرأي العام- فقد قال :

- ان الاخ عبدربه منصور هادي -رئيس الجمهورية- عندما تحدث في خطابه الاخير عن انفلات الاعلام الرسمي وانحياز القائمين عليه لصالح احزابهم على حساب مصلحة الوطن يعتبر تأكيداً على ان الاعلام الرسمي لم يعد بيد الدولة وانما بيد احزاب المشترك ويعبر عن توجهاتها وسياساتها التي لاتزال غير قادرة على استيعاب انها اصبحت جزءاً من السلطة والنظام، مما يتوجب عليها ان تنقل للرأي العام توجهات وبرامج الحكومة وليس الاحزاب.

واشار الدكتور العجل إلى ان ضعف الحكومة وفشلها قد أدى الى ان القائمين على الاعلام الرسمي حالياً يسخرونه لمصالحهم ضد الوطن ومصلحته.

مؤكداً ان السياسة التي ينتهجها الاعلام الرسمي لاتخدم الوفاق الوطني كونها تتعامل بثقافة الحقد والانتقام والعقلية الشمولية مع مختلف الاحداث والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما ان سياسة الاقصاء التي انتهجها وزير الاعلام تجاه الاعلاميين المؤتمريين هي الثقافة التي انعكست على مختلف المؤسسات الحكومية، فكرس -عبر قراراته ومواقفه التي تبناها الاعلام الرسمي -تلك الثقافة الاقصائية والنزعة العدائية التي تزيد الهوة اتساعاً بين الاحزاب السياسية وترسخ العنف والتطرف بين أوساط المجتمع.



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 05:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26558.htm