كلمة الميثاق -
الجريمة الإرهابية الشنيعة والجبانة التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى من منتسبي القوات المسلحة والأمن في ميدان السبعين يوم أمس وهم يقومون بالبروفات النهائية استعداداً للاحتفاء بالعيد الوطني الـ22 لقيام الجمهورية اليمنية ليست كمثلها من الجرائم الارهابية لأنها بينت بصورة جلية وواضحة الى أي مدى يمكن أن تصل اليه العناصر الارهابية في جرائمها واستهدافاتها خاصة وأنها ارتكبت في مكان يتجمع فيه الآلاف من الجنود والصف والضباط وفي ساحة يفترض أنها هيئت للاحتفال بالعيد الوطني.
إن هذا يدق ناقوس الخطر لينذر الجميع ويؤكد على أن الوضع قد تدهور الى حده الاقصى ولا يجب الاستمرار فيما نحن فيه لأن ذلك سينحدر بنا الى مهاوٍ كارثية كنتيجة لتداعيات أحداث العام الماضي بما أحدثته من انشقاقات وانقسامات على مستوى الدولة والمجتمع والتي كان أسوأها انقسام القوات المسلحة الذي استغلته العناصر الارهابية بصفة خاصة لتوسع دائرة نشاطها وعملياتها الارهابية كماً ونوعاً على ذلك النحو الذي وصل الى السيطرة على مناطق في محافظات والاعتداء على ابطال القوات المسلحة والامن جهاراً نهاراً والدخول الى المعسكرات والاستيلاء على الذخائر والاسلحة الخفيفة والثقيلة وتبلغ عملياتها الغادرة أماكن كان من المستحيل الوصول اليها ونعني هنا ميدان السبعين الذي لا ينبغي أن تذهب دماء شهداء ابطال قوات الامن المركزي ووحدات القوات المسلحة هدراً بل يجب أن نصطف جميعاً لمواجهة الارهاب والتصدي له بحزم وقوة في حرب لا هوادة فيها حتى يتحقق الانتصار باجتثاث ظاهرة الارهاب من جذورها ولكن هذا يستدعي إعادة اللحمة اليمنية الى ما كانت عليه من خلال عمل جاد ومسؤول يجمع ولا يفرق يوحد ولا يقسم.. وفي صدارة أولوياته انهاء الانقسام في القوات المسلحة الناجم عن انشقاق من غلبوا مصالحهم الحزبية والشخصية على مصلحة الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وجره الى معارك جانبية.
المطلوب اليوم من كافة ابناء اليمن هو الارتقاء الى مستوى المسؤولية التي تفرضها الفترة التاريخية بكل تحدياتها واخطارها وفي مقدمتها الارهاب الذي طالما حذرنا منه ومن استفحاله اذا ما استمرت حالة الفوضى والانقسام لاسيما في مؤسستنا الوطنية الدفاعية والامنية وليكون مسار هذا التوجه مجسداً وعياً وفهماً، معبراً عن استيعاب بالمقتضيات والمتطلبات والاحتياجات لاخراج اليمن من أزمته وبما يمكنه من استئصال جرثومة الإرهاب فإذا تخلصنا من هذه الآفة فإننا قادرون على حل كل القضايا ومعالجة كل المشاكل على طاولة الحوار..