الميثاق نت - أحمـــــد الزهيـــري

الأربعاء, 23-مايو-2012
لقاء : يحيى نوري -
< أوضح الاخ الاستاذ احمد الزهيري - عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام رئيس الدائرة التنظيمية بأنه ينبغي على كل اليمنيين أن يجعلوا من يوم الــ22 لتحقيق الوحدة اليمنية يوماً لمراجعة المسيرة بدرجة عالية من المسئولية الوطنية وبعيداً عن التخندق.
وقال الزهيري في حوار مع صحيفة «الميثاق» بأنه مهما كانت من معوقات أمام الحوار الوطني سواء أكانت حزبية أم مذهبية أم مناطقية فإنها لن تعيق إرادة اليمنيين في بلوغ حوار جاد ومسئول.
مشيداً بالجهود التي يبذلها الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر باتجاه بلورة الحوار كأبرز أهداف ومضامين المبادرة الخليجية.. فإلى نص الحوار :

< ما الذي تمثله هذه المناسبة العظيمة لكل اليمنيين؟
- في البداية أود ان أؤكد ان مظاهر الاحتفاء بالذكرى الــ22 من مايو اليوم الوطني العظيم- الذي تحقق فيه حلم اليمنيين في الوحدة- قد فرضت نفسها بالرغم من الأوضاع العصيبة التي يعيشها وطننا وشعبنا.
وحقيقةً ان هذه الذكرى وما تمثله من أهمية بالغة لكل اليمنيين يعبرون من خلالها عن آمالهم وتطلعاتهم وحرصهم على انجازهم الوحدوي والعمل على كل ما من شأنه تجنيب وطنهم مزالق الوقوع في أتون الصراع والتطاحن.. ذلك ان الــ22 من مايو يوم للتسامح والمحبة والتكافل والتعاون والتوحد لبناء اليمن الجديد الديمقراطي الموحد المتجرد تماماً من كل منغصات الماضي.
< ولكن هذه المنغصات مازالت ماثلة تؤرق اليمنيين؟
- هذا صحيح ولنجعل من ذكرى الــ22 من مايو يوماً لمراجعة مسيرتنا بدرجة عالية من المسئولية الوطنية وبعيداً عن التخندق، ولنجعل من الحوار المسئول محطة انطلاقتنا الوثابة نحو المستقبل الذي ننشده لوطننا وأجيالنا.
الحوار.. قيمة دينية ووطنية
< على ذكركم للحوار المسئول.. فقد بدأت عجلته تتحرك باتجاه المستقبل.. بِمَ تعلقون على هذا الحدث؟
- لابد ان نشير هنا الى الجهود الايجابية الفاعلة التي يبذلها فخامة الاخ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الامين العام- باتجاه بلورة الحوار كأبرز اهداف ومضامين المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وهي خطوة في الاتجاه الصحيح والذي يرى فيه شعبنا ومعه كل العالم حدثاً مهماً من شأنه ان يحدث تطورات إيجابية على صعيد الحياة السياسية اليمنية بل وعلى مستوى مختلف الجوانب الحياتية عموماً.
والحوار الذي بدأت هذه الايام عجلته تدور، تنشغل به احاسيس ومشاعر كل اليمنيين الصادقين الحريصين على التعامل مع الحوار كقيمة دينية ووطنية وانسانية وديمقراطية لابد ان يحدث ما يحدثه من تفاعلات مهمة تؤكد للعالم أجمع ان اليمنيين- الذين قرروا في الــ22 من مايو 1990م قيام دولتهم الموحدة القائمة على الاسس والقواعد الديمقراطية- قادرون على اعلاء قيمة الحوار وجعله اتجاهاً استراتيجياً لا غِنَى عنه في التوجه الراهن نحو بناء اليمن الجديد الموحد.. الذي لابد ان تحدد ملامحه نتائج الحوار بصورة علمية وبرؤية ثاقبة تستوعب تماماً المعطيات والتحولات والمتغيرات التي تشهدها الساحة اليمنية وبكل ما تحفل به اليوم من تحديات كبيرة مثلت تهديداً واضحاً وصريحاً للحاضر والمستقبل اليمني، جعلت اليمنيين يقفون امام مفترق طرق إما السير في طريق تعزيز مسار وحدتهم اليمنية.. وإما طريق الضياع والصراع والتطاحن والعودة الى الوراء ونسف كافة انجازاتهم وتحولهم- لاسمح الله- الى كيانات مجزأة تزيد من معاناتهم وآلامهم ونزف دمائهم وإهدار امكاناتهم المالية والبشرية لصالح اطراف ومآرب شيطانية لاتخدم سوى أعداء اليمن المتربصين دائماً بوحدته وبكل اشراقة يعيشها اليمن من شأنها ان تعيده الى مساره التاريخي العظيم ومجده الحضاري التليد.
روح جماعية
< في نظركم ما أبرز المعوقات الراهنة التي تقف أمام الحوار؟
- هناك معوقات عدة تقف أمام الحوار كهدف استراتيجي، لكنها ومهما كانت اسبابها وبواعثها حزبية او مذهبية او مناطقية او علمانية او.. الخ من العوائق فلن تعيق ارادة اليمنيين في بلوغ حوار مسئول وذلك من خلال الارادة الصادقة المتجردة تماماً من كافة المصالح الحزبية والانانية، والمنتصرة للمصلحة الوطنية العليا.
وحقيقة ان المطلوب حالياً من مختلف القوى والفعاليات الوطنية هو الاستشعار بروح المسئولية الوطنية والعمل بروح الفريق الواحد وتهيئة الأجواء لانطلاق حوار حضاري يعبر عن عظمة ايماننا بالديمقراطية باعتبار الحوار هو الاداة الفاعلة التي تحققت من خلال الوحدة اليمنية في الــ22 من مايو وهي بالتالي الاداة الفاعلة الوحيدة لتطوير وتحديث مؤسسات الدولة اليمنية ومدها بكل العوامل التي تمكنها من مواكبة التطورات العالمية في اطار من الدولة المدنية المؤمنة بخيارات وتطلعات شعبها.
< ولكن البعض ذهب الى وضع الاشتراطات قبل الحوار.. فهل يمثل هذا عائقاً أمام الحوار؟
- حقيقة نرقب ونرصد من يوم لآخر انبراء البعض الى اعلان شروط مسبقة قبل دخول الحوار.. ونحن نقول الحوار لايحتاج الى اشتراطات مسبقة وانما الى ارادات وقناعات مسبقة بأهميته وقيمته لليمن ارضاً وشعباً.. والحوار اذا ما اجتمع كل اليمنيين فإن بإمكانهم طرح كل ما في نفوسهم من تصورات ورؤى لبناء اليمن الجديد.
وان يشارك الجميع في كل ذلك واثرائه بالمناقشات المسئولة والمستوعبة تماماً روح المصلحة الوطنية العليا..
وأتساءل هنا ألم تنص المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على اهمية الحوار وجعله من ابرز مضامينها وهو ما يعني ان المبادرة قد وضعت حداً لكافة التجاذبات والتداعيات الخطيرة التي شهدتها الساحة اليمنية خلال العام الماضي، واصبحت تمثل ارضية قوية وصلبة تتطلب من اليمنيين الجلوس حول طاولة الحوار والمشاركة الفاعلة في وضع الاطار العام له ولمختلف القضايا التي ستقف أمامها وفي اطار جداول زمنية وحتى يخرج الحوار بالنتائج المرضية منه ليتسنى لليمنيين بلورة ذلك وفقاً للمبادرة وآليتها وبما يعزز من مشاركة مختلف القوى اليمنية في رسم ملامح الحاضر والمستقبل لليمن الجديد الأكثر بناءً وديمقراطية، والاكثر تناغماً مع المستقبل والاكثر قدرة على التعامل مع مجمل التحديات بروح وطنية تستند الى تاريخ شعبنا وموروثه العظيم.
كما هي مناسبة لان نؤكد هنا ان السير نحو بلورة المبادرة الخليجية يمثل مخرجاً وحيداً غير قابل للتسويف والمماطلة.. ذلك ان افعالاً كهذه خارج اطار المبادرة لاتمثل سوى استفراز لمشاعر الشعب وتعرض مصالحه العليا للخطر.
< هل لكم ان تعطونا فكرة عن رؤية المؤتمر الشعبي العام للحوار الوطني؟
- المؤتمر الشعبي العام- كما يعلم كل اليمنيين- قام كتنظيم سياسي على اساس الحوار الوطني المسئول والذي اسفر في بداية ثمانينيات القرن الماضي عن قيامه كتنظيم سياسي يمني خالص يؤمن بالحوار.. كما أنه يمتلك رصيداً مهماً من الحوارات التي ادارها في اكثر من محطة وانتصر من خلالها للمصلحة العامة.
واليوم المؤتمر الشعبي العام سيواصل انجازاته الديمقراطية الحوارية بروح عالية وبتفاعل وحماس كبيرين.. حيث تستكمل جميع اللجان التي شكلها بهدف صياغة رؤية للحوار الوطني وهي رؤية لن تنتصر إلا للمصلحة الوطنية وتقدم التشخيص الموضوعي والواقعي للمشكلات التي تعاني منها الساحة اليمنية، وعلى مستوى مختلف الجوانب والاصعدة التي تتوخى المعالجات الناجعة الكفيلة بوضع حد لكل هذه المشكلات وبالصورة التي تعبر عن واقع وموقع اليمن ومتطلبات نهوضه الحضاري ادارة وارادة.
< وماذا عن القضية الجنوبية والحوثية؟
- كما قلت لك رؤية المؤتمر تنظر بواقعية وموضوعية الى مختلف قضايا الشعب.. وهاتان القضيتان شأنهما شأن مختلف القضايا ستوليهما رؤية المؤتمر الاهتمام البالغ.. وان شاء الله وخلال الايام القادمة سنقوم بعرض رؤية المؤتمر الشاملة لعملية الحوار وأوكد ان هذه الرؤية ستكون الاكثر عمقاً في دراسة المشكلات اليمنية واستخلاص المعالجات الناجعة لها وبأسلوب علمي متجرد من المزايدة السياسية او محاولات الانجرار وراء خدمة الاجندة والمصالح الحزبية الضيقة.
< باعتباركم رئيساً للجنة السلطة المحلية بالبرلمان.. ماذا عن انتخابات المجالس المحلية للمقاعد الشاغرة؟
- حسب علمي إن اللجنة العليا للانتخابات العامة والاستفتاء تعمل هذه الايام على تحديد كافة المقاعد الشاغرة للمجالس المحلية بالمديريات والمحافظات وعقب ذلك ستجرى الانتخابات لملء كافة المقاعد الشاغرة.
< وماذا عن انتخابات المحافظين؟
- انتخابات المحافظين بالضرورة ستجري بعد قيام اللجنة العليا بملء المقاعد الشاغرة للمجالس المحلية مباشرة.
< يتردد انه سيتم اقتسام مناصب المحافظين.. ما تعليقكم؟
- انتخابات المحافظين محكومة بقانون السلطة المحلية وهو واضح في نصوصه ، ولا أعتقد أن هناك مجالاً للتقاسم بل المجال مفتوح للتنافس في انتخابات ديمقراطية وشفافة.
< على الصعيد التنظيمي.. كيف تنظرون لخطة المؤتمر الشعبي العام؟
- خطة المؤتمر الشعبي العام السياسية والتنظيمية حافلة بالمناشط والفعاليات.. فعلى الصعيد التنظيمي هناك جهود تبذل لمراجعة بيانات مدخلات التكوينات القاعدية والوسطية واجراء عملية تصحيح ومراجعة لكل ذلك وبما يتفق مع اهداف الخطة الراهنة. وقريباً ستعقد اللجنة الدائمة الرئيسية دورتها الاعتيادية خلال الأيام القادمة على طريق المؤتمر العام الثامن.
كما ستقوم القيادات المؤتمرية العليا بتدشين برامج حافلة للنزول الميداني بهدف الوقوف امام مختلف جوانب العملية التنظيمية للمؤتمر ووضع المعالجات للمشكلات التي تعتور النشاط التنظيمي وتكفل انطلاقته الوثابة.وهي مناسبة هنا لأرفع تهاني الحارة للمشير عبد ربه منصور هادي- رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام - وللزعيم علي عبدالله صالح - رئيس المؤتمر الشعبي العام واعبر عن خالص تقديري ومشاعري لمختلف اعضاء الوسط التنظيمي للمؤتمر وان أبارك له ولكل شعبنا بالعيد الــ22 للوحدة المباركة.. كما ان الثقة عالية لدينا بأن يواصل المؤتمريون بارادتهم القوية الانتصار لوطنهم وتنظيمهم ويعملون على تحقيق كل ما من شأنه ان يعزز من مسيرة الوطن ودور تنظيمهم الرائد في الانتصار له..
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26696.htm