الميثاق نت -

الجمعة, 25-مايو-2012
الميثاق نت -
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) . يا جماهير شعبنا اليمني العظيم: تحل علينا ذكرى أليمه على كل مواطن لتذكرنا بواحدة من أبشع الإعمال الإرهابية والإجرامية التي تعرض لها الوطن في تاريخه السياسي الحديث والمعاصر وذلك بتفجير مسجد دار الرئاسة في أول جمعة من شهر رجب الحرام الموافق 3 يونيو 2011م ، وهو الحادث الإرهابي الذي أسفر عن إصابة رئيس الجمهورية (السابق) علي عبدالله صالح (رئيس المؤتمر الشعبي العام) واستشهاد وإصابة عدد من كبار المسئولين في الدولة من رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية ونواب رئيس الوزراء وقيادات المؤتمر الشعبي العام وعدد آخر من المسولين والعشرات من الضباط والعسكريين والمواطنين وعلى راسهم الشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى (والقاضي محمد يحيى لطف الفسيل وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد، محمد عبدالرحمن الخطيب، احمد علي احمد الضنين، عبدالله محمد المحمدي، علي محمد أحسن القاسمي، عبدالحكيم يحيى غلاب، فواز ناصر يحيى نجاد، محمد ناجي مقوله، عبدالرب أمين الأبيض، عبدالملك محمد اسكندر، صالح محمد الراشدي، عادل أحمد طانش، نبيل محمد الشرفي) . . يا أبناء شعبنا اليمني العظيم: إن هذه الذكرى الأليمة تأتي لتذكرنا بالمخاضات الصعبة و العسيرة والأيام القاسية التي عاشتها اليمن في فترة الأزمة الأخيرة التي افتعلتها بعض القوى السياسية وراهنت على الفوضى وما أسمته الشارع وتحالفت مع القوى الإرهابية والتخريبية في سبيل تحقيق هدفها في الوصول إلى السلطة ولو على أشلاء الوطن ودماء وجثث خيرة قيادات البلد ورموزه الحية ، لثبتت تلك القوى قولا وفعلا ضيقها بالتجربة الديمقراطية والعملية السياسية وعدم قبولها بالآخر وفشلها في تقديم ما يخدم الشعب اليمني ويلبي تطلعاته في الأمن والاستقرار والحرية والرخاء والمستقبل المزدهر وسعيها للانقضاض على السلطة عبر العنف والانقلابات . يا أبناء شعبنا اليمني : إن هذا العمل الإجرامي البشع الذي خططت له وارتكبته أيادي آثمة لا ترقب في مؤمن ولا مصلي في بيت من بيوت الله إلا ولا ذمه إنما أرادت جر البلاد للحرب الأهلية والاقتتال والتشضي والتشرذم.. لتؤكد تلك الجهات عدميتها واستهتارها بدماء وأرواح الناس وعدم اكتراثها بمصيرهم ولا بمصير الوطن الذي كان يمر بمرحلة بالغة التعقيد والخطورة ، لولا أن العناية الإلهية كانت حاضرة حينها فأنقذت البلد من النفق المظلم والمصير المجهول ونجت قيادات البلد من موت محقق خططت له وحاكته الأيادي الإرهابية والإجرامية لتتحقق المعجزة الإلهية ويصدق الوعد الرباني (يا نار كوني برد وسلاما). وإذا كان الاعتداء على جامع دار الرئاسة مناسبة للتذكير بمستوى الإجرام الذي يسيطر على عقول ويملا تلك النفوس المريضة والحاقدة التي دبرت له ، فإنها مناسبة للتذكير والإشادة بالتعامل المسئول من قبل قيادة الدولة "حينها" ممثلة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح حيال تلك الجريمة وتحليها بالصبر والحكمة وتغليبها المصلحة الوطنية بإصداره توجيهات واضحة بتجنب الرد وعدم إطلاق أي رصاصة لتجنيب البلد سيناريوهات الصوملة وتجنيب الشعب شبح الاحتراب الداخلي الذي كان كفيلا بتقويض كل مكتسبات الوطن وإعادته عشرات السنوات للوراء ،وكذا بالمواقف الوطنية المسؤولة التي أدار بها نائب رئيس الجمهورية حينها عبدربه منصور هادي الدولة عقب الحادث الإجرامي وسفر رئيس الجمهورية للعلاج في المملكة العربية السعودية . يا جماهير الشعب : لقد أثبت المؤتمر الشعبي العام في الأزمة الأخيرة التي عاشتها بلادنا وفي كل المنعطفات التي مرت بها اليمن منذ إنشاءه انه عصي على الكسر وأكبر من نظريات الشطب والإلغاء ومن تنظيرات الاجتثاث وأوهام التشضي ، وكم هو جدير بالقوى التي ما زالت تراهن على العنف وتحرض على الإرهاب وتتوقع أنها قادرة على إعاقة مسار الحل السياسي وإشاعة مناخات الفوضى في البلد بغرض النيل من موقع المؤتمر الشعبي العام أو الهز من مكانته ورصيده .. جدير بها مغادرة هذا الموقع والولوج بكل صدق وإخلاص نية في الحوار الوطني الذي هو المدخل الوحيد لحل كل المشكلات والبوابة الوحيدة للمستقبل الآمن والغد المشرق الذي يطمح إليه أبناء الشعب . يا أبناء وجماهير شعبنا اليمني العظيم : إن التزامن في الوقت والمكان والدلالات السياسية بين الذكرى الأولى للعمل الإرهابي الجبان الذي استهدف كبار قيادات الدولة ومسئوليها في جامع دار الرئاسة في أول جمعة من رجب الحرام ، مع العمل الإرهابي الغادر والجبان الذي استهدف منتسبي الأمن والجيش المشاركين في البروفات التحضيرية للعرض العسكري احتفاء بعيد الوحدة والذي راح ضحيته نحو 300 بين شهيد وجريح، يؤكد العقلية الإجرامية الموجهة والمطبخ الواحد المنفذ للجريمتين والمنبع الواحد للفكر الإرهابي المتطرف للقوى الإجرامية التي لا تضع أي حساب لحرمة الدماء المعصومة وعظيم جرم استباحتها ولا للشهر الحرام الذي اختارته تلك الأيادي الآثمة لارتكاب جرائمها ولا لحرمة بيت الله التي احترمها حتى الصهاينة حين ارتكبوا جريمة اغتيال الشهيد احمد ياسين بعد خروجه من المسجد. والمؤتمر الشعبي العام إذ يقف في هذه الذكرى الأليمة للترحم على أرواح الشهداء الأبطال الذين سقطوا في جريمة الاعتداء الإرهابي على جامع (دار الرئاسة) و(اعتداء السبعين) وكل الأعمال الإرهابية متمنيا للمصابين ممن لا زالوا يرقدون في المستشفيات لمتابعة العلاج الشفاء العاجل والعودة السريعة لأرض الوطن ، فإنه يطالب أجهزة الدولة والسلطات الأمنية بسرعة ملاحقة وضبط مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء ومن يقف خلفهم من مخططين وممولين وتقديمهم إلى يد العدالة لينالوا جزائهم الرادع تطبيقا للتشريعات السماوية والقوانين الإنسانية وتنفيذا لروح قرار مجلس الأمن الخاص باليمن برقم (2014) والذي دان الهجوم الذي شن على المجمع الرئاسي في صنعاء يوم 3 حزيران/ يونيو 2011 وصنفه في إطار الهجمات الإرهابية . كما يستلهم المؤتمر هذه الذكرى الأليمة للتذكير مجددا بمخاطر الإرهاب وشروره على الوطن ومواقفه الثابتة في دعم جهود الدولة والرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في القضاء على الإرهاب وتجفيف واجتثاث منابعه . كما يوجه المؤتمر دعوته للقوى السياسية وشركاء العمل السياسي ومنظمات المجتمع المدني وكافة أبناء الشعب وقواه الحية إلى المطالبة بإدانة الاعتداء الإرهابي على مسجد دار الرئاسة وميدان السبعين والوقوف ضد مرتكبيها وعدم تقديم المبررات لمن خطط ونفذ هذه الجريمة تحت أي ظرف من الظروف ، والنأي بنفسها عن هذه الجريمة وعدم التغطية على الجهات المتورطة أو جعل الملف مادة للمكايدة أو المساومة أو التشفي السياسي وتبني مطلب إنشاء محكمة متخصصة للنظر بالقضية وتقديم المتورطين فيها للعدالة وبما يكفل وضع حد لجرائم الاغتيال السياسي المنظم . كما يدعو المؤتمر كل قياداته وقواعده وحلفائه وأنصاره وكل الخيرين في هذا الوطن الرافضين للعنف والإرهاب إلى الاستمرار بإحياء الذكرى حتى يوم الثالث من يونيو القادم ومطالبة الحكومة بتحمل مسؤولياتها بمتابعة بقية الجناة في حادث جامع الرئاسة وملاحقة كل المتورطين فيه وتقديمهم للعدالة وسرعة إعلان الحقائق للناس حول الاعتداء الإرهابي على أفراد الأمن والقوات المسلحة في ميدان السبعين وتقديم الجناة ومن يقف وراءهم للمحاكمة . وصدق الله العظيم القائل) : وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) . صادر عن المؤتمر الشعبي العام صنعاء 25-5-2012م
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 01:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26730.htm