فيصل الصوفي -
< إعلام حزب الاصلاح سوَّق بياناً باسم تنظيم القاعدة.. وقد نفى التنظيم الارهابي في نفس العشية صلته بالبيان الذي لم يحسن أصحابنا في الاصلاح سبكه «سباكة» جيدة.. البيان مؤرخ في جمادي الآخر، ويتحدث عن تحقيقات تم الانتهاء منها، بينما الحادث الارهابي في السبعين وقع أول رجب، فكيف انتهت التحقيقات في جمادي الآخر، هذا من جهة، ومن جهة ثانية إن كل معنى البيان وشكله يؤكد ان اصحابنا في حزب الاصلاح لم يفيدوا من فنون تنظيم القاعدة ومواقعه على الشبكة الالكترونية.
البيان الذي سوَّق له اعلام حزب الاصلاح باسم تنظيم القاعدة يقول على لسان القاعدة إن هيثم حميد حسين مفرح الذي نفذ الهجوم الارهابي في السبعين وتسبب في استشهاد اكثر من مائة جندي واصابة أكثر من مائتين كان تنظيم القاعدة قد أعده لاستهداف قادة الحرب الامريكية ضد اخواننا في أبين- «يقصد استهداف وزير الدفاع ومساعديه في منصة ميدان السبعين».. وبعدين؟ قال الاصلاحيون في البيان : ان تنظيم القاعدة «حقق» في الموضوع وتبين له ان عملاء لجهاز الامن القومي اندسوا بين المجاهدين «في أبين».. وقد تم كشفهم من خلال التحقيق الذي أجري في شهر جمادي الآخر حول الحادث الارهابي الذي نفذه هيثم في رجب.. هنا تحقيق وكشف عملاء الامن القومي المندسين بين المجاهدين.. ولكن في جمادي الآخر بينما العملية نفذت في رجب.. ويقول البيان الذي زوره الاصلاحيون باسم القاعدة ان اولئك المندسين استبدلوا الحزام الناسف الذي كان يرتديه هيثم بحزام آخر وتم تفجيره عن بعد قبل ان يصل الارهابي هيثم الى المنصة لضرب «الهدف المقصود»!
ياسلام على «بيان» اصلاحي فيه «خبيط» لدرجة ان تنظيم القاعدة نفسه سارع لنفي صلته به وأكد ان بيانه الأول هو الصادر عنه..
ما الهدف الذي من أجله كتب الاصلاحيون هذا البيان؟ هل ارادوا إظهار ان منفذ الهجوم هيثم حميد حسين مفرح كان مخدوعاً، وهذا ينطوي على دفاع عن الجهة التي ينتمي اليها هيثم حيث قيل انه أحد جنود الفرقة الأولى مدرع؟ هل أرادوا التخفيف عن القاعدة الذي ازداد وجهه قبحاً بعد تلك العملية الارهابية؟
وما الفرق حينما يفجر نفسه في مئات الجنود أو في منصة وزير الدفاع والمسئولين العسكريين الآخرين؟ فالارهاب هو الارهاب في الحالتين.
وهل ارادوا تشويه صورة جهاز الأمن القومي؟ وهذا في اعتقادي هو أهم الاهداف.. لكنهم لم يفلحوا في ذلك فقد أظهروا غباءً وبعض القرب من المواقع الجهادية..
وعلى أية حال كان عليهم ان يسبكوا بياناً قابلاً للتصديق، فقد تأفف تنظيم القاعدة نفسه من هؤلاء الذين يحاولون كتابة البيان نيابة عنه دون ان يلتزموا بالدقة التي يلتزم بها في كتابة البيانات وترقيمها وتأريخها بالتقويم الهجري.