الإثنين, 04-يونيو-2012
استطلاع/ هناء الوجيه -
عم الاستياء القطاعات النسوية بمختلف الشرائح والفئات بغض النظر عن الانتماءات الحزبية إزاء تصريحات حميد الأحمر التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، والتي حملت إساءات كبيرة للمرأة اليمنية الناشطة سياسياً وحقوقياً والتي تعبر عن رأيها بقوة وكرامة ولابد أن تكون مصدر فخر بغض النظر عن انتمائها السياسي، لأن الكرامة والشرف والقوة هو المعهود من المرأة اليمنية على مر التاريخ، ومهما كانت المبررات لن تقبل المرأة اليمنية بأي تجاوز يسيئ إليها.. هذا ما عبرت عنه بعض الشخصيات النسوية التي تحدثن لـ«الميثاق».. وإلى الحصيلة:
۹ الأخت فاطمة الخطري- عضو اللجنة العامة رئيس دائرة المرأة، المؤتمر الشعبي العام- تقول: لاحظت الاستياء الكبير لدى عدد كبير من النساء من مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية في اجتماع عقدناه مؤخراً تطرقنا فيه لموضوع الحوار وما قيل فيه عن المرأة اليمنية، ونحن عموماً نرفض أي إساءة يشار بها نحو أي امرأة يمنية بغض النظر عن انتمائها الحزبي أو السياسي، فهي في كل الساحات وأياً كان رأيها، تعبر عنه بكرامة وقوة لا ينبغي لأحد التطاول عليها أو الطعن في سلوكياتها مهما كانت المبررات لأنها يمنية سواءً أكانت ناشطة أو حقوقية، وسواءً أكانت مع هذا الحزب أو ذاك أو مستقلة، فأياً كان موقعها أو نشاطها فهي يمنية الأصل معروفة على مر التاريخ بأصالة منبعها وبصبرها وقوتها وحكمتها..
وأضافت: أستغرب لمثل هذه التصريحات المسيئة التي نالت من كل اليمنيين فنحن الآن في مرحلة توافق وطني ينبغي على كل فرد أن يكون على قدر كبير من المسؤولية والحرص في اقواله وافعاله لأن الأساس في الوقت الراهن هو لمّ الشمل والبناء لا التفرقة والهدم وزيادة المشاحنات والاختلافات..
وأدعو كافة القطاعات النسوية إلى المزيد من التكاتف وان تعمل على التواجد بشكل قوي في الحوار الوطني القادم حتى تستطيع طرح ومناقشة قضاياها بقوة، ولتكون أكثر قدرة على حماية وصون حقوق المرأة والمجتمع ككل.
قريبة ومبجلة
في ذات الشأن تحدثت الأخت سهام العريقي- حزب الإصلاح- قائلة: اعتقد أنه تم نفي ما ورد من تصريح في صحيفة «نيويورك تايمز» لأن ذلك لا يمكن أن يكون قد صدر، وبالتأكيد لن يقبل أحد بالتجاوز على المرأة اليمنية أو الاساءة لها أياً كان المتحدث لأن المرأة اليمنية أسمى من أن تلطخ بالاساءة، فهل من المعقول ان يسيئ الفرد لأمه أو أخته أو زوجته، هي كذلك كل امرأة تعتبر قريبة ومبجلة لدى أي رجل يمني فهي نصف المجتمع وأساس تربية وتنشئة النصف الآخر.. وفي كل الأحوال نتمنى في الوقت الراهن ان نبتعد كل البعد عن الأمور التي من شأنها أن تزيد من زرع الضغائن وبث الفرقة، كما أن علينا في المرحلة القادمة رجالاً ونساءً أن نعمل من أجل المستقبل الأفضل وهذا ما ينبغي التركيز عليه.

وتقول الأخت شفيقة محسن الظاهري- مديرة المرأة بمحو الأمية بمحافظة ذمار: يؤلمني حين اسمع ان هناك من أبناء اليمن من يسيئ إلى عرضه ويتحدث بما لا يليق، فكيف إذا كان ذلك صادراً من شخصية معروفة وذات وجاهة تفرض عليه ان يكون أكثر حفاظاً وحماية وصوناً لكرامة ومكانة المرأة اليمينة، مع ان المرأة اليمنية معروفة بشرفها وكرامتها وقوتها عبر مراحل التاريخ، فكم من النساء اللاتي يتسمن بالذكر الحسن في محافل التفوق والتميز، كما ان للمرأة دوراً بارزاً ومؤثراً في حركة نهوض المجتمع وهي كذلك السياسية والناشطة التي تستحق كل تقدير واحترام، لذلك فنحن لا نقبل بأي اساءة أو تجاوز يسيئ لنا أياً كانت الأسباب ولن يسمح بذلك الرجال أنفسهم قبل النساء لأن الرجل اليمني معروف بحميته وغيرته على أهله وعرضه.
نساء يمنيات
وترى الاخت وفاء ناشر- مديرة إدارة وزارة الزراعة- ان مثل هذه التصريحات تسيئ لأصحابها ولا تسيئ للمرأة لأنها فوق هذا المستوى من الاساءة، وهي صاحبة تاريخ مشرف، فبلقيس وأروى وغيرهما من النماذج الرائعة قديماً وحديثاً هن نساء يمنيات شاركن في كافة المحافل وكن سياسيات وناشطات تميزن بأدوار فاعلة ومؤثرة، وبالتالي لايمكن لأحد أن يسيئ أو يشوه صورة المرأة اليمنية..
وأضافت: من الأفضل في المرحلة القادمة التركيز على القضايا الأهم، كيف يمكن للمرأة التواجد الفاعل والقوي في الحوار الوطني، لأننا في مرحلة بناء وطن، وتواجد المرأة سوف يرفد ويعزز مناقشة العديد من القضايا المهمة، من ذلك قضايا المرأة، احتياجاتها وأهمية دورها في دعم التنمية للنهوض بالوطن.
قيم ومبادئ
ونختتم مع الأخت ولاية العنسي- دائرة المرأة بوزارة الأوقاف والارشاد- والتي تحدثت قائلةً: إن كان ما ورد صحيحاً فكلنا نستنكر مثل هذه التصريحات ولا أحد يرضى بها فالمرأة اليمنية ذات الأدوار الكبيرة في كافة المجالات تشارك وتحكم ارتباطها بأخيها الرجل في إطار الدين الإسلامي والعادات والتقاليد التي يعيش أبناء المجتمع في اطارها ونحن مجتمع محافظ نحترم ديننا ومبادئنا والمرأة اليمنية اكثر من يحافظ على هذه المبادئ والعادات وبالتالي تعمل وتمارس أنشطتها في إطار المحافظة على القيم والمبادئ.
أتمنى في هذه الفترة ان نحاول الابتعاد عن الأقوال والشائعات التي قد تزيد من حدة المماحكات والصراعات.. نحن في مرحلة توافق ولابد ان نتحلى بأخلاقيات البناء والتسامح والعمل على النهوض بالوطن والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يعمق الخلافات ويشتت الآراء، كما أدعو الجميع إلى ان يكونوا أكثر مسؤولية في اقوالهم وافعالهم وبالذات من يعول عليهم في صنع القرار والمشاركة في البناء وإعادة التوازن للبلاد، لأن الخطأ من أولئك كل في موقعه يكون له تأثير على خطوات الوفاق وقد يكون سبباً في عرقلة التقدم نحو الحلول وايجاد المخارج.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 06:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26875.htm