الإثنين, 04-يونيو-2012
الميثاق نت -    رئيس التحرير -
< في 19 يناير عام 1839 افتعل الكابتن البريطاني هينس قصة غرق السفينة البريطانية «دريا دولت» في البحر العربي بقرب سواحل أبين كذريعة لاحتلال عدن وجزء غالٍ من اليمن..
وتبدو اليوم المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية أشبه بتلك الذريعة، حيث صار سفراء بعض الدول يستخدمونها كورقة ضغط بل سلاح قذر لتفكيك وتمزيق وحدة اليمنيين وضرب قوتهم وإنهاك جيشهم وإحراق ونهب ثرواتهم.. وتقسيمهم إلى فسيفساء صغيرة وضعيفة تذكرنا بتلك الإمارات والمشيخات والسلطنات التي أوجدها البريطانيون قبل أكثر من قرن لتمزيق اليمن وإضعاف الشعب وإنهاكه الى درجة لا يستطيع فيها حتى مجرد الحديث عن السيادة والقرار اليمني المستقل..
< يطالب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه - وبمثالية وبراءة تذكرنا بمثالية الصحابة رضوان الله عليهم - بتنفيذ المرحلة الاولى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الامن الدولي رقم 2014 ، وهذا يزعج السفير الامريكي كثيراً وسفير الاتحاد الأوروبي.. واللذين يستنفران قواهما ويهرعان لتقوية وطمأنة الاصلاح وعلي محسن وأولاد الاحمر في لقاءات حميمية متواصلة في محاولة لإضفاء شرعية دولية لهم من خلال فرض وجودهم العسكري في العاصمة بطريقة تشجع التمرد على الرئيس عبدربه منصور هادي بشكل واضح لأن بقاء هذه الحالة النشاز لا تحكمها نصوص المرحلة الاولى أو الثانية من الآلية التنفيذية لكنها تؤكد خطورة اللعبة التي يخوضونها عن جهالة أو بقصد..
كما أن ما يحدث يستخدم ذريعة ليس لإضعاف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وإنما خلافاً لما فيها من رسائل تجاوزت العرف الدبلوماسي.. إلاّ أنها تكشف عن مخطط لإضعاف الجميع بما في ذلك الاخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، فالاهتمام الدبلوماسي الذي يحظى به علي محسن الاحمر ومقر الفرقة الذي بات مزاراً للسفراء يشبه المنطقة الخضراء في بغداد يخفي خلفه مخاوف كثيرة خصوصاً في ظل تجاهل وتهميش واضح لوزير الدفاع والذي لا يلتفت اليه السفراء -للأسف الشديد.
< من حق المؤتمر أن يغضب عندما يجد أن مسببات الأزمة مازالت حاضرة في الوقت الذي أصبح بعض السفراء يستخدمون المبادرة وآليتها للانتقام كأصحاب البارات ومحلات القمار في ولاية تكساس عندما يستخدمون مسدس أبو عجلة كحل للتخلص من طرفي «الكابوي» بوضع طلقة رصاص واحدة وتدار العجلة ويجتمع مسلوبو العقول ليشاهدوا ذلك القمار القاتل الذي ينتهي بمقتل أحدهم نفسه فيما يظل الكازينو وحده هو المستفيد من موت رعاة البقر.
إذاً ليس المهم حل الأزمة وإنما استخدامها لتنفيذ أجندة بعض الدول.. وما يحز في النفس أن قيادة الاصلاح مثلما تجاهلوا وغضوا الطرف عن اغتصاب المارينز للقاصرات اليمنيات داخل السفارة الامريكية وتحفظوا على التفاصيل والاسماء صاروا يهتفون ويرقصون ويبيحون للسفراء اغتصاب المرحلة الاولى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، ولا يستشعرون خطورة الهرولة الى أين ستقود البلاد جراء ذلك التنازل وثمنه الباهض أو يتوقفون أمام مسؤوليتهم الدينية والتاريخية والوطنية ودورهم في تنفيذ هذا الاتفاق الذي اختاره الجميع لحل الأزمة وتجنيب الشعب اليمني واليمن الأخطار، باعتبار ذلك الاتفاق قد فوت الفرصة على المتربصين شراً باليمن.
< إن من يعتقد أن التهرب أو الاحتيال من تنفيذ اتفاق التسوية السياسية سيهزم المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه فهو واهم وعليه أن يدرك أن من يخون ويسعى لهزيمة شعبه ووطنه لن ينتصر أبداً، فما يحدث اليوم من استقواء بالخارج وخروج على المبادرة يشارك بشكل مباشر في إنهاك اليمن شعباً واقتصاداً وجيشاً ولا يستطيع حزب الاصلاح أن ينكر أبداً أنه اليوم هو من يدفع الثمن أكثر .. فها هو يقاتل القاعدة مع الامريكان ويقاتل الأمريكان مع القاعدة.. ويقاتل ضد الجيش وفي ذات الوقت يقاتل ضد الحراك والحوثيين والاشتراكي وضد الشباب في الساحات وغيرهم.
بالتأكيد هذا التخبط الجنوني عمل انتحاري غير مسبوق، وعلى الإصلاح ان يراجعوا أنفسهم قليلاً.. فإذا استمروا في المراهنة على وعود وتفسيرات بعض السفراء لنصوص المبادرة وآليتها سيجدون أنفسهم أمام نهاية مرتديي الاحزمة الناسفة.. لكن ذلك سيكون متأخراً بعد أن ألحقوا كارثة حقيقية في اليمن والشعب.
ومن أجل تلافي هذا الانتحار نجد أنه من الواجب التذكير أن المؤتمر والزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر حذر مبكراً من استحالة حكم اليمن من قبل طرف سياسي واحد أو أن يلغي أحد الآخر.. ولهذا وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية والتاريخية والدينية حرص الزعيم علي عبدالله صالح على التوقيع على المبادرة لحل الأزمة وتنازل عن الرئاسة ورئاسة الحكومة وغيرها من أجل تجنيب الوطن الحرب الأهلية والصوملة والافغنة..
غير أن المشترك وبالتحديد الاصلاح يتعمدون العودة الى مربع العنف والدماء للتلاعب بالمبادرة بأساليب المحتال ولا يدري انه يلعب مع محتالين كبار.. ورغم ما حدث في البلاد الا أنه بإمكان اليمنيين إطفاء نيران الفتنة والتي لا تزال محاصرة بحكمة أبناء اليمن المخلصين من خلال تمسك جميع الاطراف السياسية بتنفيذ المبادرة وآليتها، وعدم السماح لكائن من كان باستخدام نصوصها لهزيمة أحد الاطراف، فمثل هذا الخيار لا يخدم اليمن ولا اليمنيين، فالذين يسعون للتضحية بالوطن والشعب ويفرطوا بالدين لهثاً وراء مصالحهم الخاصة وطمعاً في السلطة، التي يسيرون في طريق مليئة بالألغام، وعليهم أن يدركوا أن السفراء الذين يتجاهلون اليوم الحديث عن تنفيذ المرحلة الاولى من المبادرة وآليتها ويرفعون أصواتهم محرضين ومهددين بالهيكلة أولاً سيتخلون عنهم في أقرب منعطف، فالسفراء الذين يتخذون من اللواء الثالث حرس جمهوري مبرراً لتنفيذ أطماعهم.. غداً سينقلبون عليهم ويطالبون بتسليم الزنداني وحميد الأحمر وعلي محسن وغيرهم بنفس اسلوب تطويع وتفصيل نصوص القرار الدولي وفقاً لأهوائهم.
ومجدداً نؤكد ان المبادرة وآليتها تتحدث عن قرارات توافقية لذا فإن السكوت على تضخيم بعض القضايا أو القرارات من قبل بعض السفراء يطرح علامات استفهام كثيرة حول مصلحة الاصلاح من وراء ذلك.. وكان بالإمكان إذا كان ذلك عملاً بريئاً أن يتساءلوا لماذا يتجاهل السفراء قضية إنهاء انقسام الجيش ونجدهم يحدثون كل هذا الضجيج حول اللواء الثالث حرس جمهوري وهو لم يكن قط جوهر المشكلة أو أحد أسباب الأزمة..
أخيراً
لقد انتصر اليمنيون بالتوقيع على المبادرة وآليتها.. وخرجوا أبطالاً بفضل حكمة الزعيم علي عبدالله صالح.. ومن يسعى اليوم لتحقيق انتصار منفرداً لن يكون له ذلك بل قد يهزم الوطن، فما يحدث اليوم لليمن لن يقود إلا الى هزيمتنا جميعاً..




تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 02:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26877.htm