الإثنين, 04-يونيو-2012
الميثاق نت -   علي عمر الصيعري -
أينما قصد أي مسافر بلداً من بلدان هذه المعمورة، فإن أول سؤال يسأله من يلتقيه هناك أو يود التعرف عليه هو : من أين أنت؟! ويقصد به السائل : إلى أي وطن من الأوطان تنتمي؟! وهنا تتجلى حماسة الإجابة من عدمها عند المجيب عن هذا السؤال.

فبقدر شعوره وثقته في مكانة موطنه حضرموت في المحافل الإقليمية والدولية وتقديرها له، تكتسب نبرة صوته تلك الحماسة لشعوره بالفخر والاعتزاز، والعكس يقاس على ذلك عند الشعور بخضوع الوطن للوصاية الخارجية، أو تعرضه للتشرذم وعدم الاستقرار بسبب ما تعتوره من حروب أهلية داخلية، أو خمول اسمه في المحافل.. وغالبا ًما ترجع أسباب هذا الخمول إما إلى ضعف الشخصية الكارزمية للمحافظ، أو إلى افتقار البلد إلى الثروات الأرضية والبحرية، والقوى البشرية العاملة والكفؤة، إلى جانب موقعه الجغرافي المهم لدول العالم..

والحمد لله أن بلدنا حضرموت غنية بثرواتها وتاريخها ورجالاتها ومحافظ قدير وجدير بإدارتها ، لكنها تعاني حالياً من أمرين أحدهم أمرُّ من الآخر.. أولهما إيغال المركز “صنعاء” في تجاهل مطالبها والنظر إليها بوصفها مخزناً لثروات له منها نصيب الأسد ولها الفتات.. هذا لم يكن كذلك قبل وصول الأخوان المسلمين إلى سدة الحكم مناصفة تحت يافطة “التوافق” أو حكومة الوفاق، أو “النفاق” كما يسميها الزميل “باضاوي”، وهذا ما ظهر للعيان عندما تجاهلت صنعاء أبسط مطالب حضرموت لتسديد ما عليها من استحقاقات الكهرباء للشركات وتعنت وزير المالية ومماطلته في التعزيز المالي لهذا المطلب الذي يعد غيضاً من فيض لحقوق حضرموت..

أما الأمر الثاني- وهو أسوأ من الأول- فقد تمثل في سعي قوى سياسية وقبلية لتدمير حضرموت كياناً وتاريخاً لتظل بقرة حلوباً وبلقعاً ينضح بالنفط وبحراً لا يصطاد فيه غيرهم .. فمن إثارة القلاقل والفتن وتوتير الأجواء إلى سعيهم المفضوح للإطاحة بمحافظها الوفي الأمين الأستاذ خالد سعيد الديني، بذات أسلوب التجاهل والممل في صرف مستحقاتها مما دفع به بعد متابعات مضنية إلى تقديم استقالته، فلولا رفض الأخ الرئيس لها وقضي الأمر لهاجت وماجت حضرموت ، وغرقت في الفوضى إن لم يكن في بحر من دماء.. ولما نعم أولئك المتلهفون للسلطة ، إن تم لهم ذلك،ولو بيوم واحد من يومهم الذين يحلمون به فالسلطة حزم وإرخاء وحسم وأخلاق وليست نزهة في بستان .

إن من يراهن على أمثال هؤلاء فيسلم لهم أمره كمن يراهن على إمكانية التعايش مع الثعابين والعقارب فإن سلم يوماً من نهشة هذه، لم يسلم من لدغة تلك..

ختاماً أقول لهؤلاء المصطادين في المياه العكرة وحاطبي الليل، اتقوا الله في حضرموت وأبنائها الوطنيين الشرفاء ، فإنها وهم إن أمهلوا لا يهملوا.. حفظ الله حضرموت ووقى أهلها شر الفتن والحروب فهي تتسع للجميع والخير فيها وافر ولن يحصل عليه أحد مهما كان إلا إذا صدقت نواياه تجاهها.. دعواتنا لها ولمحافظها الأمين .

قال الشاعر:

( من تُراه سيبدأ فينا البكاء!

علنا نطرح الأسئله؟!

من تراه سيصرخ في كبرياء

رافضاً هذه المهزله!

قبل أن تسقط المقصله؟!)

( ممدوح عدوان)

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 03-يوليو-2024 الساعة: 12:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26880.htm