الإثنين, 04-يونيو-2012
استطلاع/ علي الشعباني -
< أكدت مصادر سياسية لـ«الميثاق» ان الزنداني فشل في المهمة الرئيسية التي طلب من أجلها لقاء الأخ/ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- والمتمثلة في وقف الحرب على الارهاب وخاصة في محافظة أبين في محاولة لانقاذ القاعدة التي باتت تتهاوى بفعل ضربات القوات المسلحة والأمن.
وأشارت المصادر الى ان الزنداني ومن معه قد حاولوا الضغط على رئيس الجمهورية من أجل تشكيل مايسمى بهيئة الفضيلة تحت مايسمى «المرجعية الشرعية»..
واعتبر سياسيون ورجال دين واكاديميون ما ورد في بيان تلك الهيئة التفافاً على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وإصراراً من قبل الاصلاح لإفشال التسوية السياسية ومؤامرة لاعاقة الحوار الوطني المرتقب.
مؤكدين في لقاءات مع «الميثاق» ان علماء الاصلاح اصدروا ذلك البيان من أجل انقاذ عناصر تنظيم القاعدة التي باتت على وشك الانهيار.. فإلى الحصيلة :

< البداية كانت مع الدكتور مجيب الآنسي - نائب رئيس الدائرة السياسية للمؤتمر الشعبي العام- الذي قال: الجميع يعلم ان تلك الهيئة هي صاحبة القرار الأول في حزب الاصلاح ومن فيها هم أبرز قياداته، ومن خلال ما جاء في بيانهم الأخير يتضح لنا ان ما طرح هو من منطق سياسي وليس دينياً والهدف منه خدمة سياسات واجندة حزب الاصلاح فقط.
واضاف: وبذلك يكون الاصلاح قد التف على شركائه في احزاب المشترك الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها وتنصل بشكل واضح عن كل التزاماته والاتفاقيات التي وقع عليها سواء في الداخل او الخارج.
مشيراً الى ان الشعب اليمني يعرف من هم العلماء ومن هم خدام وسدنة الساسة، فالعلماء الحقيقيون كانت مواقفهم واضحة من الازمة التي شهدتها بلادنا، بعكس مشائح تلك الهيئة الذين حرضوا الناس وغرروا بالشباب وزجوا بهم الى محرقة الموت.
وقال نائب رئيس الدائرة السياسية في المؤتمر : كان حرياً بعلماء حزب الإصلاح ان يدينوا جريمة ميدان السبعين قبل ان يتحدثوا عن ايقاف ما أسموه بسفك الدماء في أبين وغيرها فهم حتى اليوم لم يكلفوا أنفسهم بأن يصدروا بياناً واحداً يستنكر مثل تلك الجريمة الارهابية البشعة التي استهدفت الجنود من منتسبي الجيش والأمن.
وأكد الآنسي ان حقيقة ذلك البيان ولقاء مشائخ في الاصلاح بالأخ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- هو من أجل هدفين الأول تحقيق مكاسب سياسية بطريقة غير مباشرة للاصلاح كون ماتضمنه ذلك البيان عبارة عن شروط سياسية وليس مقترحات ونصحاً للرئيس..
أما الهدف الثاني والأهم هو انهم كانوا يمثلون امراء تنظيم القاعدة الذين طالبوا من مشائخهم الكبار انقاذهم من السقوط بعد ان دُحروا في أبين ونهم وأرحب وشبوة والبيضاء وغيرها، إذاً كانت مهمة مشائخ الإصلاح واضحة وهي محاولة انقاذ القاعدة وافشال الجهود الحقيقية التي يبذلها الاخ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية من أجل اخراج اليمن من الأزمة واعادة فرض هيبة الدولة ومحاربة الارهاب من خلال فرض املاءات الاصلاح وشروطه على الرئيس..
والا ما علاقتهم بالتعديلات الدستورية التي سيقرها الحوار الوطني والتي طلبوا مسبقاً ايقافها.وحذر الدكتور الآنسي من خطورة مخطط الاصلاح الانقلابي الذي بدأت ملامحه تتضح للجميع من خلال ذلك البيان الذي يحاول فيه الاصلاح والمتطرفون فرض وصايتهم على الشعب وقيادته السياسية بعد ان فشلوا في تحقيق أي مكاسب سياسية تمكنهم من الاستيلاء على السلطة والانفراد بها.
< أما الشيخ جبري ابراهيم حسن- عضو جمعية علماء اليمن- فقد تمنى أن لايكون بيان من يسمون أنفسهم هيئة علماء اليمن بداية لأزمة جديدة يمهّد لها ذلك البيان توسع من عمق جراح اليمنيين وتزيد من معاناتهم نظراً لما فيه من املاءات وشروط مبطنة ولما فيه من لغة تصعيد لاتخدم الوفاق الوطني.
وقال: يجب علينا اولاً ان نعرف ان من التقى بالأخ رئىس الجمهورية هم ليسوا علماء اليمن وليسوا من أعضاء الجمعية وانما هيئة خاصة تعبر عن وجهة نظر جهة خاصة.
واضاف: من المعروف ان أي قضية وطنية تهم مصلحة اليمن وتكون مرتبطة برئيس الجمهورية يلتقي فيها جميع علماء اليمن من كل المحافظات وبشكل عام لأن في ذلك أمراً يهم الوطن بأسره، ولكن تلك الهيئة تعكس انهم غير مقتنعين بالوفاق الوطني وهو ماينعكس سلباً على مصلحة الوطن.
مشيراً الى ان ما طرحته تلك الهيئة هو تدخل لايصح في صلاحيات رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب ويمتلك شرعية دستورية وشعبية ولايحق لفئة بعينها ان تتدخل وتفرض عليه رغباتها.
واستنكر الشيخ جبري استمراء مشائخ تلك الهيئة لسفك دماء منتسبي الجيش والأمن الذين يضحون بأرواحهم من أجل الوطن، ومطالبتهم بالحوار مع الارهابيين الذين لم تكلف تلك الهيئة نفسها اصدار بيان ادانة لما تقوم به تلك العناصر الارهابية بحق الجيش والأمن والوطن بشكل عام.
أما عن القرارات والخطوات التي يسعى اولئك المشائخ إلى فرضها على رئيس الجمهورية، فأكد الشيخ جبري انه لايحق لاحد ان يتحدث عنها خاصة مايتعلق بالدستور والنظام السياسي الذي سيكون الحوار الوطني والمشاركون فيه هم المخولين بإعداده والشعب اليمني مخول بالاستفتاء عليه، ولذلك لايحق لأحد اياً كان ان يتحدث باسم الشعب ويدعي الوصاية عليه.
< أما الدكتور احمد عبدالله سالم - جامعة عدن: فقد اعتبر ما جاء في بيان علماء الاصلاح بداية لتنفيذ مخطط تآمري يشرع للاصلاح وحلفائه من تنظيم القاعدة القيام بأعمال تخريبية بحجة الدفاع عن الدين.
وقال: يستخدم الإصلاح نفس الاسلوب والطريقة ونفس الاشخاص تمهيداً للانقلاب على الشرعية الدستورية والرئيس عبدربه منصور هادي الذي يريدون من خلال بيانهم الاخير ليّ ذراعه وإحكام السيطرة عليه وتهديده باللجوء الى العنف والفوضى إذا لم ينفذ مطالبهم خاصة تلك التي وردت في سياق مضمون البيان وتحدثت عن الحوار مع القاعدة وتوزيع الثروات والمناصب والتحريض على الوحدة، فالحديث عن استمرار تجاهل المطالب الحقيقية والمشروعة في اعادة النظر في الدستور والنظام السياسي والانتخابي لليمن أمر مرتبط بالحوار الوطني المرتقب.
مشيراً الى ان بيان تلك الهيئة يعتبر اعاقة واضحة للحوار الوطني الذي يجب ان يشارك الجميع فيه دون قيد أو شرط، ولكن حزب الاصلاح قد استبق ذلك بأن دفع تلك الهىئة الى فرض شروط على الحوار الوطني وعلى رئيس الجمهورية من خلال ذلك البيان.
مؤكداً ان حزب الاصلاح يسعى من خلال البيان الصادر عن تلك الهيئة الى استفزاز الشعب اليمني الذي لم ينس حتى اليوم فتاوى التسعينيات وفتاوى حرب صعدة وبراءات اختراع العام الماضي.
داعياً جميع ابناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم الاخ عبدربه منصور هادي، إلى التصدي لتلك المؤامرات وعدم الرضوخ لأفكار تلك القوى الرجعية التي لايهمها شيء سوى مصالحها الشخصية الضيقة.
< من جانبه عبر الدكتور احمد العجل - استاذ الرأي العام بكلية الاعلام عن استغرابه لما جاء في بيان علماء الاصلاح من بنود وصفها بالشروط الاملائية على صانع القرار والتي تعتبر متناقضة في البيان ذاته وتعكس وجهة نظر حزب الاصلاح واطماعه السياسية التي لم يتمكن من الحصول عليها طيلة الفترة الماضية.
وقال: لما جاء في مضامين البيان يجد أنها ذات طابع سياسي أكثر من الطابع الديني الناصح لولي الأمر. مضيفاً : أما ما تطرق اليه ذلك البيان في الجانب الاعلامي فيمكننا التأكيد ان الاصلاح يريد من خلال ما ورد في بيانه الى عزل اليمن عن العالم وفرض رقابة على ما بات يعرف بالفضاء الاعلامي الذي لايستطيع أحد حجبه، فقد كنا نتوقع ان يدعو اولئك العلماء الى ترشيد الخطاب الاعلامي ونبذ ثقافة الفرقة والتطرف السياسي والتعصب الديني.
ونوه الدكتور العجل : الى انه كان حرياً بعلماء الاصلاح ان يدينوا ما تقوم به الجماعات الارهابية لا ان يطالبوا بالحوار معها وقد اهلكت الحرث والنسل وازهقت دماء وأرواح الجنود والمواطنين الأبرياء.داعياً من يسمون أنفسهم بعلماء اليمن الى العودة لصفوف علماء اليمن وعدم الانشقاق عن جمعية علماء اليمن وتجسيد الوفاق الوطني بين العلماء قبل غيرهم لان العلماء إذا صلحوا صلحت الأمة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26884.htm