الثلاثاء, 05-يونيو-2012
أم صلاح الحاشدي – جـدة -
لن أتحدث عن فاجعتنا ولا عن حزننا و ألمنا ووجعنا لما حدث فهو أكبر من ان يوصف وأعظم من ان تحتويه كلمات ..مهما كانت منمقة ومهما امتلك كاتبها من مهارة الكتابة و الصياغة سيقف بل سيخر على قدميه عاجزا أمام هول المصاب و فداحة الفاجعة ..
لكني سأقف استصرخ فيكم ما بقي في عروقكم من دماء مسلمة عربية يمنية ، ساقف استصرخ فيكم الخوف و الحياء من الله عندما تقفون بين يديه و تسألون ماذا قلتم وماذا فعلتم و ماذا قدمتم وهل نهيتم الظالم عن ظلمة وهل نصرتم المظلوم واعنتم أخاكم على مصابه..؟
استصرخ فيكم الخشية من لقاء و جه جبار السموات و الأرض و انتم تحملون وزر السكوت عن قول الحق و قبول الظلم و السكوت عليه و الوقوف متفرجين كأن الأمر لا يعنيكم ..كأن هذه الدماء ليست دماءكم..
من قتل أولادنا و رجالنا في السبعين ؟ من سفك دمائهم و نثر اشلائهم الطاهرة الزكية على أسفلت السبعين ؟
هل هي فعلا الفئة الضالة التي تسمي نفسها انصار الشريعة والتي نعلم ويعلم العالم كله انها جزء من إرهاب القاعدة والتي بدورها تمثل الجناح العسكري لحزب الإصلاح في اليمن الذي يجمع لها الدعم المادي والمالي منذ سنين و يمدها بالرجال و العتاد و السلاح رغم تزييف الحقائق التي يمارسها الملحلحين السياسيين على مختلف قنوات الكذب و الزيف أمثال (سعيد عبيد الجمحي) الخبير المخضرم في أمور القاعدة ؟

هل هي فعلا القاعدة المسؤول الأول عن ازهاق أرواح 100 شاب من خيرة رجالنا و شبابنا و ابنائنا ؟؟
انت يا من تقف خلف شاشات التلفاز منذ عام و نصف تتابع و تسمع قنوات الكذب والخداع ومحللي سهيل و الجزيرة ومراسليهم ، هل فعلا تصدق ان القاعدة هي المسؤول الوحيد عن هذه الفاجعة ؟
وانت يا من تقرأ صحف الإصلاح و مواقعهم الإلكترونية أمثال مأرب برس و المصدر و الأهالي و غيرها منذ أكثر من عام ونصف ، و تتابع كتاب الدفع المسبق في الداخل و الخارج أمثال الماوري ومن على شاكلته ، هل فعلا تصدق ان القاعدة هي المسؤول الوحيد عن قتل ابنائنا؟
هل عمت قلوبكم لهذا الحد ام جبنتم و كتب الله عليكم الذل والمسكنة فلم تعودا تروا الشمس الساطعة في كبد السماء ؟
قد يكون الإرهابي الذي فجر نفسه من القاعدة ..لكنه مجرد منفـذ لمخططات ومؤامرة و تعبئة خاطئة وتحريض ودفع من أطراف أخرى انتم جميعا تعرفونها.
من قتل اولادنا ورجالنا و شبابنا و سفك دمائهم و نثر اشلائهم الطاهرة على الاسفلت في السبعين ، ومن قبلهم اخوانهم في الكود هم اولئك الذين جحدوا بفضل ومجد هؤلاء الأبطال كجنود وحماة للوطن ودرع حامي له و مضوا يدندنون على نغمة ( الأمن العائلي) و (الحرس العائلي) طوال عام ونصف على مختلف القنوات الفضائية و الصحف و المواقع الإلكترونية من مذيعين و محللين و مراسلين و سياسيين و غيرهم من المنتفعين والمأجورين.
نعم انتم تعرفونهم جيداً ، أمثال الشلفي و غراب و حيدره و الزكري ومذيعي قناة سهيل والجزيرة و القائمين عليها و قيادات الإصلاح و المشترك و جهال الأحمر ومشايخ الدقون المخضبة بدماء ابنائنا وخطبائهم و كتابهم وشعرائهم وكل من غنى و دندن على نغمة ( الأمن العائلي ) و (الحرس العائلي ) هؤلاء هم القتله الحقيقيون .
فانظروا يا أهل اليمن ماذا أنتم فاعلون. كل من قالوا و رددوا و كتبوا و اطلقوا عبارات و شعارات الأمن العائلي و الحرس العائلي على جنودنا ورجالنا الابطال العظماء الشرفاء لتحقير دمائهم و إباحة أرواحهم هم من قتلوهم ، ليس فقط في السبعين بل وفي أرحب و نهم وبني حشيش و بني جرموز وأبين و مأرب و غيرها من المناطق والمدن اليمنية ..فانظروا يا أهل اليمن ماذا انتم فاعلون ؟
هؤلاء هم القتلة الحقيقيون ومن ورائهم كبيرهم الذي علمهم السحر .. من افتى لهم وأباح لهم قتل الجنود الأبرياء .. فانظروا يا رجال اليمن ماذا انتم فاعلون ..؟
وكأن من استشهد في السبيعين ليسوا يمنيين ولا مسلمين وليسوا موحدين بالله و بشر مثلنا او ليسوا ابناء لهم امهات تفجع فيهم والبعض أباء لابناء تيتموا من بعدهم . ليسوا ذو قيمة طالما انهم يرتدون الزي العسكري للأمن المركزي والحرس الجمهوري ، وطالما هناك من يلصق فيهم عبارة (أمن عائلي و حرس عائلي) بفتوى الدقون الملونة وغربان القنوات و دود الصحف و المواقع الإلكترونية .
و ستظل دمائهم مباحة و أرواحهم مباحه بل و أعراضهم طالما سكتنا عن من يحرضون ضدهم ويرددوا (الامن العائلي و الحرس العائلي) ..فانظروا يا رجال اليمن ماذا انتم فاعلون..؟
كل الناس أطهار مطهرين.. كلهم ثوار وطنيين .. كلهم مسلمين ويمنيين دمائهم وأرواحهم غالية ومصانة .. فمن قتل اهلنا في الحصبة.. هم حماة الثورة ، ومن قتل الشباب في الساحات وهم بالزي العسكري للفرقة هم حماة الثوار .. و من باع و اشتري في اليمن في الداخل و الخارج لاجل الكراسي والوزارات هم الصوت السياسي للثورة .. ومن جحد تضحيات الجنود والصق بهم عبارة الأمن و الحرس العائلي على صفحات الصحف و المواقع الإلكتروينة والقنوات الفضائية المختلفة مبيحين بذلك دمائهم و أرواحهم هم مفكري ومثقفي ومحللي الثورة ، و من صفق و غنى و طبل و رقص لسفك الدماء وتدمير الوطن و صاح (كلما زدنا شهيد) ثم ركض مختفياً في البدروم هم فدائيي الثورة ! ..؟؟
و من راحت و جت و ازبدت و أرعدت و هددت و توعدت وما عندها هم إلا علي صالح وأولاده و فلوسهم .. من تتهم ابنائنا ورجالنا الأبطال وتقول عنهم أمن عائلي و حرس عائلي.. فقط لان القادة من اقرباء علي عبدالله صالح ، فاجازت بذلك قتلهم وحرضت على إزهاق أرواحهم و ارخصت دمائهم محلياً و عالمياً بلا تردد هي نوبلية الثورة...؟
ومن يقتل ابنائنا من الجنود و المواطنيين من اللجان الشعبية في زنجبار و دوفس و شقرة و جعار ويهجرون أهاليها ويشردوهم في أصقاع الأرض هم ادعياء الجهاد .. ما عدا الذين يرتدون زي الأمن المركزي و الحرس الجمهوري .. فقد حكم عليهم الظالمون بأنهم أمن وحرس عائلي مقيت يجب ان يقتل و ينكل به لا لشيء إلا لانهم رفضوا تقسيم و تفتيت القوات المسلحة والأمن ، وهي الدرع الحامي للوطن من الاعداء في الداخل والخارج وحكم عليهم بالموت لانهم رفضوا ان يميلوا لهذا الحزب او ذاك و تمسكوا بالقسم الذي اقسموه بان يكونوا حماة للوطن ولا شيء إلا الوطن...
لهذا حكم عليهم بالقتل والتنكيل لانهم رفضوا المزايدات و الصراعات السياسية و رفضوا الانفلات الأمني و الفوضى. حكم عليهم بالقتل و تمزيق اجسادهم و سفك دمائهم و نثر اشلائهم الطاهرة لانهم آثروا الذود والدفاع عن اليمن ضد اعدائها مقدمين أرواحهم رخيصة في معارك مفتوحه وجبهات تشتعل ناراً هنا و هناك مع الإرهابيين والقتلة بدلا من الخوض في متاهات الاحزاب و الصراع على الكراسي ، فانظروا يا أهل اليمن ماذا انتم فاعلون...؟
حكم عليهم بالموت شيوخ وقادة و مذيعين و كتاب و محللي و مزمري الإصلاح والمشترك و من ورائهم جهال الأحمر و رعاعهم ، و علي محسن و عبيده ، لانهم لم يوافقوهم على مشروعهم الخبيث لتدمير و تشطير و تفتيت اليمن و تقاسمها فيما بينهم .. ما بين إمارة افغانية يحكمنا فيها ذوي الدقون الملونة غصباً عن اللي خلفونا بما شاؤوا وكيفما شاؤوا – و يدفعونا فيها الجزية بحكم اننا في نظرهم غير مسلمين ، وبين إقطاعية او جربة يتقاسمها علي محسن و جهال الأحمر كأنها من بقايا ورث ابوهم و جدهم ..؟
لقد قتل أبنائنا من كانوا يدعون لمجرمي القاعدة بعد صلاة الجمعة في ساحاتهم ومن على المنابر بالرحمة و المغفرة ، وفي المقابل ينزلون اللعنات و دعوات الويل و الثبور على أبطالنا في أبين أمثال صعترة و الحزمي و الحميري و غيرهم . فانظروا يا أهل اليمن ماذا أنتم فاعلون.؟
قتلهم من تركهم غارقين في دمائهم و فر بجلده وكأنهم لا يعنونه في شيء .. قتلهم من استخسر في أرواحهم الطاهرة ساعة حداد واحدة على القنوات الرسمية .. قتلهم من ترك الحكومة تنعم بمقاعدها الوزارية وكأنها قرآن منزل من السماء لا يجوز تغييره ، و بارك لهم جلوسهم على الكراسي وكأن شيئا لم يكن... قتلهم من لم يقر قانون او عقوبة يقطع بها لسان كل من قال عنهم أمن عائلي و حرس عائلي ، قتلهم من يراقبون في صمت مطبق حصار معسكراتهم في أرحب ونهم و استهدافها منذ أكثر من عام ..؟
وقتلهم كل من سمع او قرأ عبارة ( أمن عائلي و حرس عائلي) ولم يتخذ موقف مشرف لردع من تجرأ على قول او كتابه هذه العبارة التي أباحت دمائهم و أرواحهم الزكية ..
فانظروا يا أهل اليمن ماذا انتم فاعلون.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26898.htm