عيدروس عبدالرحمن - التشكيل الوزاري الجديد وضع حداً ونهاية لمسيرة عطاء وزير ناجح، لكنه، أي الاختيار الوزاري عوضنا بوزير فاهم ورجل خبير وضليع بالشأن الرياضي طوال مسار حياته التي كانت مغموسة بالهم الرياضي، فالوزير الجديد، معالي الاستاذ حمود عباد، هو أحد أبرز وأكفأ الكوادر الرياضية حتى وإن انحازت في الفترة السابقة اهتماماته ومسئولياته في قضايا وطنية أخرى.
ولكن ما يهمنا ونحن نحس بالشعور المتناقض بين افتقادنا لوزير احترمنه، وعمل جاهداً لاصلاح وبناء قواعد رياضية وطنية واختلفنا معه قليلاً كما اتفقنا معه في أحايين أخرى.. وبين سعادتنا بعودة شخصية رياضية تعرف جيداً الواقع والحال الرياضي وهي في غنى عن ضياع أوقات الدراسة والاستيعاب باعتبارها لم تكن خرجت من مياهها الاقليمية »الشأن الرياضي«.
والحقيقة أن افتقادنا لشخصية رياضية مثل معالي الاستاذ عبدالرحمن الأكوع الوزير السابق، يجعلنا نرفع له أيادي الاحترام والتقدير لكل ما جرى في الرياضة على يديه خلال السنوات السابقة التي اهتم بها »للأمانة« في وضع عديد من الأسس والقواعد الواضحة في كيفية التعامل وهوية العلاقة بين المؤسسات الرياضية الأهلية »الاتحادات« وبين الجهة الادارية الاشرافية والداعمة بالقسط الأوفر لهذه الاتحادات والمقصود بها وزارة الشباب والرياضة.
والواقع أننا كنا على ثقة كبيرة جداً أن شخصية اعتبارية مثل الاستاذ عبدالرحمن الأكوع لها حضورها الاجتماعي وصوتها المسموع الى أعلى المستويات، كنا على ثقة أنه كان قادراً على الانتهاء من بناء وترميم قواعد وأسس البناء والعلاقة بين الأطر الرياضية وكذا قطع شوطاً لا بأس به في وضع البنى التحتية للنهوض الرياضي عموماً، ولكن، بسبب تعدد انشغالات هذا الوزير وتنوع مسئولياته خاصة في جانب تعزيز وتنمية الحوار والتفاهم بين أطراف العمل الحزبي.. فقد رأت القيادة السياسية أن المصلحة العامة بعد النجاحات التي حققها في هذا المجال تجعل من تفرغه لهذا العمل أولاً في غاية الأهمية للقيام به في اطار مهام عمله السياسي كأمين عام مساعد للمؤتمر الشعبي العام.
ومع ذلك يبقى الاستاذ الاكوع أحد أهم وأبرز أولئك الوزراء الرياضيين الذي أثاروا الاهتمام وخلفوا وراءهم بصمات وصروحاً حضارية مشاهدة للعيان.. مع احتمالية عودة مثل هذا الرجل لدياره السابقة مجدداً.
فانتهاء كادر رفيع المستوى من مهامه وتسليم تلك المهام لشخص غيره، يستوجب علينا كرياضيين وحضارين وذوي روح وأخلاق رياضية أن نرفع أصواتنا ونرفع أيدينا له ونقول لقد عشنا معك يا معالي الوزير السابق سنوات مهمة وحاسمة في عملنا الرياضي.. وكنت واحداً من المهمين والارقام التي يجب أن تجرى العمليات الحسابية بهم ومعهم ولم تدع لنا غير ذلك الاحترام والتقدير والاعتراف لك بنظافة اللسان واليد والسمو على كل الصغائر والسعي الدائم للعفو والتسامح مع مخالفيك، وتلك الروح والنظرة الوحدوية الصادقة التي تعاملت فيها مع الجميع، وتعاملك الواضح على معيار العطاء والكفاءة ولم تسأل أحداً من أين أنت.. وما هي لون بطاقتك الحزبية.. اضافة لكثير من السجايا والصفات الانسانية التي جبلت عليها وأنت سليل عائلة الأكوع.. أصحاب العلم والفقه والقضاء.
باختصار، لن نقول لك وداعاً، وإنما الى لقاء قادم لأننا نحمل لك عصارة حب وامتنان وعرفان بمسئول طغى عليه الهاجس الانساني والاخلاقي على ما سواه.
ويكفينا مواساة أن القادم الينا خلفاً لك لا يختلف عنك في كثير من المسائل مع خصائص جديدة يحمله كما أن لك خصائص أخرى.
فالشكر والعرفان لمن قدموا ما يملكون وغادروا هي صفة حضارية انسانية.. ولن نكون كالقطط تأكل وتنكر.. فإلى لقاء..
|