طاهر حزام - ما شاء الله .اللهم لا حسد .أخر صورة للأستاذ عبده بورجي بعد ان كتب الله له الشفاء من حادث جامع النهدين العام الماضي، وقبل وصولة إلى صنعاء بعد عام من العلاج، تظهره وكأنه اغتسل من الألم.. وقيل انه زار الكعبة وقبر النبي مرارا وشرب من ماء زمزم واغتسل.. مع أبناءه.
ووفقا للمعلومات التي في جعبتي طبعا لم يلتقي بورجي بالرئيس الصالح منذ جريمة النهدين.. لكن الرئيس علي عبدالل صالح لم يقف هاتفه عن محادثة بورجي..أمين خزائن خطاباته، ولقاءاته..
لا يروح عقلك بعيد.. فلم أكن من مؤيدي بورجي من الذين حصلوا على حق بن "هادي" لأجل مدح أو شتم آخرين لإرضاء(ابن الهادي) كما يشاع ، فقد التقيته مرة واحدة بحكم عملي الصحفي. ولم التقيه بعدها إلا كعابر سبيل في مهرجان أو حفل أو افتتاح مشروع من قبل الرئيس الصالح ..فقد كانت بطانته فاسدة وتخاف ان يؤخذ فسادها منه او أكون أكثر منهم هبرا ، ولم أدق باب خزائنه كما كان يشاع عنه، رغم الجراح والألم والفقر الذي قد يزور حياتي.
طبعا لم يكن خطـأ بورجي انه لم يقربني أو يقرب من هم مثلي، كما يقول بعضهم من أبناء مدينتي الحديدة التي (تربيت ودرست وتزوجت فيها) الذين يتهمونه - بعضهم - بأنه ملئ كروش الفاسدين من الصحفيين الذين انقلبوا عليه، حينما وجدوا من يدفع لهم أكثر، أو توقفت مصلحتهم معه، وأنا اعرفهم واحدا واحدا.. الناس أصناف.. ورضاهم صعب.. وشياطين الإنس شاطرين!
وبصراحة استغرب من أناس يصدقون إعلاميا أو صحفيا قد غير جلده، كالحرباء ثلاثة مرات ولم يطهر نفسه بالتراب.
طبعا ان تكون مراسلا أو محررا تلتقي بجميع الأطياف لأجل نشر حواراتهم أو تصريحاتهم ..هذا لا يعنى انك أبو وجهين.. لكنه يعني المهنية العالية لديك...
القصد هنا ان من يكتب مقالاً أو يحلل أمام عدسة قناة (السلطان) أو يسخر مطبوعاته ويمدح شخصا مدحا لم يمدح احد مثله، وينتقد أعداء ذات الشخص نقدا لاذعا ويهجوه هجاء الحطيئة، ثم تراه في احد ليلي ألف ليلة وليلة وقد(ذهبت المصلحة أو وجد من يدفع أكثر) يمدح من كان عدوا الأمس، ثم ينتقد ويهجوا من كان يمدحه .
ليتك سكت يا صاحبي.. فالرجال تحبل من (فمها) والرجل يجوز أن يغير أرائه مره ..لكن ثلاث مرات.. فالمستمع عاقل والقارئ حكيم.. والصمت أفضل..
لأني لم اسمع من الأستاذ عبده بورجي إي شتم أو انتقاد للآخرين، (بعيدا عن أموره الشخصية السابقة..) ولم يتهم أحدا في محاولة اغتياله مع الرئيس السابق الصالح، (طبعا ورئيسا 33عاما...لا ننكر) ولم أراه قد بدل طبعه وآراءه، كما هو حال الطقس عند غيره ..فاني سأحترمه كزميل وكانسان .. ولا يعنيني ما يعتقده، أو يقوله الآخرون.. فالناس معادن..
الصاحب الذي ما كسبت محبته ومودته لا تخسره.. والعدو الذي لا يشتمك ولا يؤذيك لا تزعله.. والمصائب إذا حلت بشخص عدوك لا تتشفى أو تحقره، فالمصيبة لا تفرق بين صالح وطالح. ويمكن تمر بك يوما ما.. والجميل ان ينام الشخص دون حسد أو حقد على احد ..كلنا جيفة قذرة في الأخير..
نبارك للزميل والأستاذ عبده بورجي بالشفاء وعودته لوطنه...
سنظل نختلف لكن لا نكرهه أو نحقد عليه ..ننتقد لكن لا نشتم أو نكفر أو نعيب أو نقلل ..
فمن هاب الرجال تهيبوه ومن حقر الرجال فلن يهابا..
الإعلامي والصحفي المحترم هو الذي لا يغلب آراءه الشخصية واعتقاداته على عمله المهني، ولا يكون كثير الهجاء والذم والشتم في كلامه وتحليلاته تجاه من يخالفونه في الرأي ..
السيئون موجودون في بلاط الصحافة أيضا، كما هو في بلاط السياسة ورجال الأعمال والقضاء.. والعسكر والفنانين و المشائخ وأهل الجاه والسلطان..
وبعض الصحفيين يخونون مهنتهم الصحفية لأجل المال.. كما تخون المرأة زوجها (مع احترامي لكل صحفي وزميل شريف) يمدحون سعداً ويهجون سعيداً.. وبعده أصبح مدحهم لسعيدٍ وهجائهم لسعدٍ ..ثم لا لسعدٍ ولا لسعيدٍ بل لجمال وجميل!!..مالكم كيف تفكرون؟
لا مروءة ولا نخوة ولا شهامة.. ولا دين .ولا مله أو عرف.. وتعيبون على الناس والعيب فيكم ..مادينكم ان كنتم صادقين.
مقرب من عبده بورجي السكرتير قال ان بورجي شرح بالتفاصيل ما تعرض له حيث قال "كنت في الصف الأول بجوار رشاد العليمي ورئيس مجلس النواب يحي الراعي والمتفجرات كما يبدو كانت أمامنا، حيث طارت أجسام بعض من كانوا في الصف الأول إلى الصف الرابع تقريبا وإصاباتنا كانت كسور بليغة بالنسبة لي في قدمي اليسرى في الساق، وهنا وهناك .. وأغمي علي لحظة وقوع الانفجار لدقائق ، لكنني بعدها أدركت ما حولي وأدركت كل ما يدور ومنها ان حريقا شب على مسافة قريبة مني لولا لطف الله وعنايته لكنت مع الشهداء ،ورأيت الرئيس وهم يسعفونه بسرعة من الجامع وكانت تلك أخر لحظة أراه فيها.. وكتب لنا عمر جديد.. وكسبنا ان شاء لله ثواب الصلاة ..والصبر والأجر على البلاء.. وخسر من خطط وفجر.. وقال :لقد جرح مصليين داخل بيت من بيوت الله.. وأثناء الصلاة ونحن بين يد رب العالمين.. |