كلمةالميثاق -

اجتماع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام نهاية الاسبوع الماضي اكتسبت أهميته من القضايا والموضوعات الوطنية الحيوية التي ناقشها ومن النتائج التي خرج بها وعبرت عنها القرارات والتوصيات ليتجلى في كل هذا روح المسؤولية الوطنية والتنظيمية تجاه استحقاقات المرحلة بكل صعوباتها وتحدياتها عاكسين مدى الوعي العميق بالتعقيدات التي تواجه اليمن بكل عواملها وأسبابها وتأثيراتها على نجاح التسوية السياسية لإخراجه من أزمته السياسية بكل تداعياتها على الصعيد الاقتصادي والامني وما يعني ذلك من استمرار لتراكمات أعبائها الحياتية والمعيشية على الشعب الذي استبشر خيراً بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ولكن وضع المشترك العراقيل أمامها قد حال دون استكمال مرحلتها الأولى مما ولد حالة إحباط عامة تتزايد يوماً عن يوم بسبب غلبة الطبع على التطبع من قبل أولئك الذين ليس في أجندتهم سوى الوصول الى السلطة والاستئثار بها ولا يهم ان كان الثمن دماء وأرواح اليمنيين وهؤلاء أهواؤهم ومطامعهم ومصالحهم أعمت بصرهم وبصيرتهم فراحوا يمارسون الاستحواذ والمصادرة والاقصاء والتهميش ليس فقط على من يعتبرونهم خصوماً ولكن ايضاً حتى على شركائهم السياسيين في اللقاء المشترك ذاته ومثل هذه النزعات المريضة بداء الغرور هي التي تعيق تنفيذ المبادرة الخليجية وفقاً لآليتها التنفيذية المزمنة في مرحلتها الاولى، وبالتالي عدم الوصول الى المرحلة الثانية وفي المقدمة الحوار الوطني، ويكفي في هذا المنحى الاشارة الى التأثيرات التي ظهرت بوضوح في عمل حكومة الوفاق الوطني والتي عكست سلوكيات وممارسات رئيسها عدم الالتزام بالوفاق فهو بما يقوم به من تصعيد في خطابه السياسي الاعلامي الفج قد ضرب الأساس الذي يقوم عليه الوفاق أنه يمثل طرفاً بعينه بحيث يمكن القول إن منطق التوافق الذي يفترض أن يعبر عن كل مكونات الحكومة قد ضربه باسندوة وهذا بدون شك انسحب سلباً على مسارات الخروج من الأزمة طبقاً للمبادرة الخليجية.. ولأن الحكومة خرجت عن السياقات التي كان يفترض أن تسير فيها فلم تحقق أية نجاحات يعتد بها ولم تنجز أية مهمة من المهام المناط بها وبالتالي أصبحت غير قادرة على تلبية متطلبات الفترة التاريخية المعقدة والحساسة بما يؤدي الى تجاوز الوطن أوضاعه ووصوله الى بر الامان.
إن هذه أهم الاستخلاصات التي تضمنها بيان اجتماع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام في مناقشته الموضوعية لقضايا المرحلة مجسداً بذلك أنه تنظيم سياسي رائد في تعبيره عن مصالح شعبنا وطموحاته وتطلعاته ومثلما كان في الماضي سيكون أقوى حاضراً ومستقبلاً.