الإثنين, 11-يونيو-2012
الميثاق نت -    لقاء / علي الشعباني -
قال الكاتب والباحث السعودي حمّاد بن حامد السالمي إن الإرهاب لن يحقّق أهدافه، والقاعدة ليس لها مستقبل لا في اليمن ولا في أي بقعة في العالم..وأوضح السالمي في حديث لـ «الميثاق» أن القاعدة «حركة شيطانية وأفعالها كلها عدمية، والتاريخ يقول بذلك، أما الخطورة فهي وقتية إلى أن تستقر أوضاع اليمن ويسترد عافيته ويتحصّن بوحدته ويملك إرادته وإدارته.. عندها تعود الفئران إلى جحورها».

وأكّد السالمي أن الذين يحملون السلاح ويفجّرون ويقتلون ويخرّبون هم من تركيبة خاصة لا تقبل إلا الموت لها أو لغيرها، لأن عناصرها عبارة عن قنابل نارية في أجساد بشرية، والمواجهات العسكرية لا بد منها إلا من وضع سلاحه واستسلم أو أسر، فهذا شأن آخر وله تعامل آخر حسب ظروف البلد وقوانينها.

لافتاً إلى أن «الحوار ممكن مع الذين يروّجون لفكر القاعدة وفقه طالبان، الفكر في مواجهة الفكر، هذا قد يصل مع البعض منهم إلى نتيجة أو حتى تحييد رموز تعارض المواجهات العسكرية».. فإلى نص الحوار:

< قراءتكم للوضع الراهن لتنظيم القاعدة في المنطقة ؟

- قلت سابقاً في مقال لي بصحيفة الجزيرة السعودية، وأقول في كل وقت، بأنه لا مستقبل للقتلة والمجرمين في منطقتنا ولا في أي منطقة أخرى.. الإرهاب سوف يفشل، والقاعدة ستهزم، ولكن متى..؟ هذا يتوقف على شعوب ودول المنطقة إذا تعاونت وتكاتفت، فإنها سوف تجفف منابع الإرهاب، وسوف تنزع الفتيل من أيدي المتعاونين والمتعاطفين مع الفكر المتطرف والطالباني، ومن ثم فشل مخططات القاعدة في المنطقة.

الوضع الاقتصادي

< من وجهة نظركم.. لماذا يركز تنظيم القاعدة على اليمن في تنشيط خلاياه ؟وتوسيع تحركاتها ؟

- هناك عدة أسباب لما ذكرت، من أهمها الوضع الاقتصادي المتدهور في اليمن، وضعف السلطة المركزية خاصة بعد الأزمة، والطبيعة الطوبو غرافية لليمن، وقربه من الصومال مقر ومنفذ العناصر الإرهابية، والطبيعة التدينية للشعب اليمني، وسهولة الدخول والخروج من وإلى الأرض اليمنية براً وبحراً. عوامل عدة تتضافر لتعزيز تنشيط العمليات الإرهابية للقاعدة من اليمن، ومحاولة تأسيس أرض لها على شكل إمارة إسلامية.. زعموا..

< ما هي تداعيات نشاط تنظيم القاعدة في اليمن على امن واستقرار المنطقة ؟ وهل تعتقدون ان الازمة هي السبب ام سوء اداء الحكومة اليمنية ؟

-الوضع خطير للغاية على المدى القصير والمتوسط. والتداعيات على الجوار اليمني والمنطقة المحيطة غير مطمئنة، فما يعاني منه اليمن اليوم وفي المستقبل، سوف تعاني منه دول الجوار والمنطقة، وهذا ما يستدعي عقد مؤتمر إقليمي لإنقاذ اليمن ليس فقط من القاعدة وعملياتها الإرهابية ولكن من أزماته العديدة، ومنها الاقتصادية والسياسية وحتى القبلية والطائفية التي أخذت تبرز مستغلة التشرذم والتفكك الأمني الحاصل. إن اليمن الشقيق في الوقت الحاضر هو رجل العرب المريض، ومرضه لا يعود لأزمة واحدة، ولكن لأكثر من أزمة، والأداء الحكومي جزء من المشكل إلى أن يصبح هو الحل في النهاية.

تعاون جيد

< ما تقييمكم لمستوى التعاون اليمني الخليجي وخاصة اليمني السعودي في ما يتعلق بمحاربة الارهاب ؟

- أعتقد أن مستوى التعاون بين اليمن ودول الخليج جيد إلى حد بعيد، ويتجلى ذلك في درجته بين المملكة واليمن منذ سنوات طويلة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب وملاحقة أذناب القاعدة. المملكة تملك الخبرة والتقنية، واليمن يملك الأرض التي يتحرك فيها الإرهابيون ويده تطولهم إذا توافرت الإرادة والقدرة والمساعدة من المملكة ومن غيرها من الدول الصديقة لليمن. أتوقع أن تنجح المملكة واليمن في قبر كافة أذناب القاعدة في اليمن وفي دفن أحلامهم معهم في أبين وفي بقية البلدات التي يتمركزون فيها الآن. إذا استقرت اليمن سياسياً واستعادت عافيتها، فإنها سوف تضع نهاية لخطط الإرهاب والقاعدة انطلاقاً من أراضيها.

< في ظل اصرار اليمنيين على التخلص من النبتة الارهابية التى تهدد بلدهم بخوضهم هذه الايام حروبا طاحنة ضد تنظيم القاعدة.. مالذي يفترض على دول الخليج وخصوصا السعودية القيام به تجاه اليمن لتجاوز محنته؟

- الهم اليمني هو الهم السعودي الخليجي في مسألة الإرهاب تحديدا.. لا يوجد دولة ولا شعب على وجه الأرض يرحب بالقتل والتخريب ، والقاعدة هذا هو منهجها وهذا هو عملها، وما يتطلبه الأمر من ملاحقة ومحاربة للإرهابيين وأذناب القاعدة، هو ما تحتاجه اليمن حالياً من دول الخليج العربي والمملكة، وفي علمي أن الجميع يتعاون في هذا الاتجاه.

خطورة وقتية

< ماخطورة استيلاء عناصر القاعدة على اسلحة الجيش اليمني ؟ وعدم انهاء انقسام الجيش كما نصت على ذلك المبادرة الخليجية ؟

- واضح أن تفكك المنظومة الأمنية اليمنية هو الذي شجع ودفع عناصر القاعدة للاستيلاء على هذه الأسلحة، والذين مكنوهم من هذه الأسلحة وربما سهلوا لهم بعض مهامهم، ليسوا بالضرورة من المؤيدين والمؤمنين بفكرهم ولكن: ( مكره أخاك لا بطل ).. أو بسبب إغراءات وثارات لن تدوم طويلاً.. الإرهاب لن يحقق أهدافه، والقاعدة ليس لها مستقبل لا في اليمن ولا في أي بقعة في العالم.. هي حركة شيطانية، وأفعالها كلها عدمية ، والتاريخ يقول بذلك. أما الخطورة فهي وقتية إلى أن تستقر أوضاع اليمن، ويسترد عافيته ويتحصن بوحدته ويملك إرادته وإدارته.. عندها تعود الفئران إلى جحورها.

< امام اليمنيين خياران لمواجهة تنظيم القاعدة.. اما الاستمرار في المواجهات العسكرية او الحوار .. برأيكم ما الخيار الانجع لليمن للتخلص من القاعدة ؟

- أعتقد أن الخيارين ممكنان.. الحوار مع الذين يروجون لفكر القاعدة وفقه طالبان .. الفكر في مواجهة الفكر.. هذا قد يصل مع البعض منهم إلى نتيجة أو حتى تحييد رموز تعارض المواجهات العسكرية. أما الذين يحملون السلاح، ويفجرون ويقتلون ويخربون، فهم من تركيبة خاصة لا تقبل إلا الموت لها أو لغيرها، لأن عناصرها عبارة عن قنابل نارية في أجساد بشرية.. المواجهات العسكرية لا بد منها إلا من وضع سلاحه واستسلم أو أسر ، فهذا شأن آخر وله تعامل آخر حسب ظروف البلد وقوانينها.

نتمنى عودته

< من وجهة نظركم.. كيف يمكن حل قضية الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي المختطف لدى القاعدة ؟

- ندعو الله أن يفك أسره وأن يعود إلى بلده وأهله قريبا.. الحل هو في يد أهل اليمن حكومة وشعباً.. أنا متفائل جداً بأن عمليات الجيش اليمني الحالية سوف تضيق الخناق على الخاطفين، وكذلك القبائل في المحيط نفسه لتحرير الدبلوماسي عبد الله الخالدي.

< كيف تقرأون ابعاد دعوة السعودية لمواطنيها بعدم السفر الى اليمن والاستمرار في اغلاق السفارة السعودية بصنعاء ؟ وهل ذلك يخدم الحرب على الارهاب ؟

- من الطبيعي جداً أن تتخذ المملكة مثل هذا الإجراء لحماية أبنائها في ظل الوضع الأمني الذي لا يخفى على أحد. والحرب على الإرهاب قائم بوجود سفارة مفتوحة أولا.. فالمملكة من أكثر الدول معاناة من العمليات الإرهابية ومن أكثرها نجاحاً في التصدي لها، ويهمها أن تبقى اليمن آمنة من الإرهاب.. لأن أمننا هو من أمن جوارنا دائماً.

< كلمة اخيرة تودون قولها ؟

-أشكرك أخي علي، وأتمنى لكم دوام التوفيق في «الميثاق»، وأدعو الله أن تسود الحكمة بين أهلها في اليمن وأن يبقى اليمن السعيد سعيدا إلى الأبد.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 10:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26994.htm